التغير المناخي وقلة الأمطار تؤثر على العديد من انواع الإنتاج

أثر التغيير المناخي وقلة الأمطار على إنتاج الخلية الواحدة من النحل في محافظة حماة والذي كان يتراوح سابقاً بين 10 و15 كغ من العسل إلى 5 كغ وأدى لتراجع طوائفه وشارك في هذا الأمر أمور بيئية وفنية.
وأشار محمد أكرم عكاري رئيس شعبة النحل والحرير في زراعة حماة إلى انتشار ظاهرة فقد طوائف كاملة من النحل ولاسيما خلال فصل الشتاء فضلاً عن ضعف هذه الطوائف وتراجع إنتاجها نتيجة العديد من الأسباب أهمها الظروف البيئية وقلة الأمطار وسيطرة الجفاف وارتفاع درجة الحرارة إضافة إلى ذبذبات الاتصالات الخلوية التي تؤثر سلباً في تحديد النحل لمساراته واتجاهاته وبالتالي فقدانه لطرق العودة إلى خلاياه وكذلك مشكلة فقد الملكة التي من المفترض أن يصل عمرها إلى 4 سنوات لكن ما يحدث حالياً أن النحل يقوم بمهاجمتها وقتلها أو أن تتوقف تلك الملكة عن وضع البيض في سن مبكرة جداً أو أن توجد في الخلية الواحدة عدة أمهات تبيض بيوضاً تنتج ذكوراً فقط.
لفت إلى أن هذه الظواهر التي لم يتم التوصل إلى نتائج أو حلول واضحة لها حتى الآن لم تكن معروفة أو شائعة سابقاً في علم النحل وأن الاستنتاج الأقرب للبعض منها هو وجود اختلاط وراثي بسبب استيراد ملكات نحل من الخارج وتلقيح صنف لآخر مبيناً أن الحل يتمثل في أن تكون الخلايا بمعزل عن خلايا أخرى في دائرة قطرها 7 كم كي لا يختلط النحل مع بعضه وهذا الأمر متعذر بسبب كثرة خلايا النحل بما يفوق الحمولة الرعوية عدة أضعاف في كثير من الأحيان.
وأوضح رئيس شعبة النحل والحرير في زراعة حماة أنه يوجد ما يقارب من 50 ألف طائفة نحل في مجال زراعة حماة بالإضافة إلى حوالي 17 ألف طائفة في منطقة الغاب وهي قابلة للزيادة أو النقصان حسب الظروف الجوية حيث تشهد ارتفاعاً في أعدادها خلال فصل الصيف وانخفاضاً في فصل الشتاء وتنتج جميعها زهاء 325 طناً من العسل سنوياً.
ورأى عكاري أن من أهم الحلول الناجعة لمعالجة ضعف طوائف النحل وتراجع إنتاجها العمل على تأمين المراعي المناسبة للنحل في ظل انحسار العديد من مساحات الخطط الزراعية في مختلف أنحاء المحافظة جراء شح الأمطار وقلة مياه الري واعتماد أحدث الأساليب والطرق في تربية النحل وتوفير الأدوية البيطرية المناسبة لمعالجة أمراض وآفات النحل ولاسيما مرض تعفنات الحضنة مع توفير أدوية أكثر فاعلية من الأدوية والعقاقير الموجودة حالياً في الأسواق علاوة على مساعدة المربين على تصريف إنتاجهم وإيجاد أفضل الآليات اللازمة للتسويق مع الحرص على المشاركة في المعارض العربية والأجنبية للتعريف بالعسل السوري ومواصفاته وإيجاد جهات تسويقية له.
وبين محمود الحج طالب أحد أشهر مربي النحل في منطقة صوران بحماة أن تربية النحل تعترضها مشكلتان أساسيتان الأولى إنتاجية تتمثل في قلة مساحة المراعي وكثافة المربين إضافة إلى أن معظم أشجار ونباتات المراعي لا تعطي الرحيق الكافي للنحل في إنتاج العسل وترحيل المربين لمناحلهم بشكل مستمر جراء منع الكثير من الجهات لهم من وضع مناحلهم بمنطقة قريبة من الأراضي التي تملكها وكذلك الأثر السلبي على النحل جراء رش المبيدات الحشرية على المحاصيل والأراضي الزراعية والمشكلة الثانية تسويقية حيث تنتشر في أسواقنا العديد من أصناف العسل المغشوس والتي تترك انطباعات سلبية لدى المستهلكين عن باقي أصناف العسل الأصلية حيث يسود اعتقاد أن كل منتوجات العسل الموجودة غير أصلية لذا لابد أن يكون هناك حملات توعية لدى المستهلكين حول كيفية تحديد العسل الأصلي من المغشوس مع العلم أن نسبة 90 بالمئة من حالات غش العسل لا يمكن كشفها سوى بالتحاليل المخبرية.
من جهته أشار المربي عبد الكريم المحمد إلى أن تربية النحل وإنتاجها طرأ عليها تراجع في الآونة الأخيرة بسبب عدة ظروف وعوامل أبرزها ضيق المراعي وزيادة الحمولة الرعوية وفقدان أعداد كبيرة من طوائف نحل السلالة السورية حيث حلت بدلاً منها سلالات هجينة والتي هي أكثر إنتاجاً إلا أن سلالات النحل السورية أكثر تأقلماً مع الظروف البيئية المحلية وأعلى مقاومة للأمراض معربا عن أمله في العمل على إيجاد مراكز لتطوير سلالات النحل السورية بما يسهم في رفع إنتاجها