استنكر الشيخ محمد حسين، مفتي القدس قرار سلطات الاحتلال اعتبار مدينة القدس منطقة تطوير أولى في البناء الاستيطاني والتعليم وغير ذلك، مُعتبراً ذلك بالخطوة التي تستهدف القدس وتغيير طابعها وهويتها.
وقال، في خطبة صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك "إنه ومنذ العام 1967م ومعاول الهدم والتغيير تعمل في المدينة، سواءً من هدم باب المغاربة، وإقامة المستوطنات حتى بدت كالجُدر الإسمنتية لتشكل مع جدار الفصل العنصري فاصلاً للمدينة عن سائر الأراضي الفلسطينية".
وأكد"أن اتخاذ هذا القرار، وفي هذا الوقت بالذات، يشير إلى نوايا الاحتلال الخبيثة التي تستهدف المدينة بكل ما فيها من حجر وبشر وشجر ومقدسات، كما أنها تُعزّز النزعة العدوانية والعنصرية للاحتلال".
ولفت فضيلته إلى قرارات أخرى اتخذها الاحتلال وتتعلق بتوسيع باحة حائط البراق، مؤكداً "أن الحائط وقف إسلامي ومُسجّل حسب الأصول بأنه وقف إسلامي، فضلاً عن أنه وقف رباني يوم أُسري بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الأقصى، فالحائط الغربي، والذي هو حائط البراق، يشكل جزءا من المسجد الأقصى، تستهدفه مخططات الاحتلال بهدف السيطرة على المسجد الأقصى وصبغ المدينة بطابع يهودي، وسلخ المدينة عن تاريخها وأمتها وحضارتها".
وقال: "يضاف إلى ذلك ما تقوم به هذه السلطات من هجمة استيطانية بأحياء المدينة المقدسة ومنها ما هو في سلوان ووادي الجوز والطور وراس العامود وغيرها".
وأوضح "أن هدف سلطات الاحتلال من هذه الإجراءات والاعتقالات والمداهمات التي تقوم بها هو ترحيل المقدسيين لكننا نقول للاحتلال بأن أهل القدس وفلسطين لن يستسلموا أمام هذه المخططات والضغوطات التي تمارسها سلطات الاحتلال".
وتابع المفتي حسين قائلاً: "وتنتشر الهجمة الاستيطانية في سائر الأراضي الفلسطينية وتزداد الاعتداءات على المساجد وما فيها من مصاحف شريفة، كما تستهدف المدارس، بالإضافة إلى الحملة المسعورة على شجرة الزيتون المباركة التي تمثل عنوانا للصمود في الأرض".
وأكد الشيخ حسين "أن استهداف غصن الزيتون هو استهداف لمقومات الاقتصاد الذي يعين الفلاح على الثبات".
ودعا فضيلته المواطنين بأن يثبتوا ويصمدوا، وخاطبهم قائلاً: "احرصوا على تواجدكم وثباتكم في هذه الأرض المقدسة وقد اختاركم الله تعالى للرباط فيها، ووعدكم النبي الكريم وبشركم بأنكم الفئة التي لا تزال على الحق حتى يأتي أمر الله، فهنيئا لكم يا أهل بيت المقدس وأكناف بيت المقدس بهذه البشارة العظيمة، وهي إشارة بأنكم ستبقون أهل هذه الديار حُراس مقدساتها وترابها إلى أن يأتي وعد الله".
وأبرق فضيلته باسم المُصلين بالأقصى وباسم أبناء الشعب الفلسطيني بتحية اعتزاز وافتخار للأسرى في سجون الاحتلال، وقال مخاطبا إياهم: "اصبروا فإن النصر مع الصبر وإن مع العسر يسرا".
وكان المفتي العام خصّص الجزء الأول من خطبة الجمعة للحديث عن فريضة الحج موجها العديد من النصائح والإرشادات للحجاج الفلسطينيين وتمنيا لهم حجا مبرورا وذنبا مغفورا وعودة سالمة غانمة.