شيوخ المدرسة الصلاحية في القدس في العهد المملوكي

كانت مشيخة المدرسة الصلاحية من الوظائف السُنية بمملكة الإسلام( ) ، وكان شيخ الصلاحية أحد ثلاثة يتولون السلطة الفعلية في بيت المقدس ، ويصرفون الشؤون العامة فيها ، أما الشخصان الآخران فهما: نائب السلطان ، وناظر الحرمين الشريفين ، وكثيراً ما كان شيخ الصلاحية يجمع بين وظائف القضاء وتدريس الصلاحية وخطابة المسجد الأقصى ، وكان نظام التدريس يسمح للمدرس بأن يدرس في أكثر من مكان واحد ، كما كان النظام يسمح له بأن يُنيب شخصاً آخر للتدريس مكانه، وكان يعمل تحت إمرة شيخ الصلاحية أربعة قضاة: واحد للشافعية ، وثانِ للحنفية ، وثالث للمالكية ، ورابع للحنابلة( ).
ومن الواضح أن شيخ الصلاحية ، كان له دور فاعل في المشاركة في إدارة وتسيير الشؤون الدينية والعامة في بيت المقدس ، إذ كان يحظى بمكانة عالية مرموقة ، سواء على الصعيد العلمي ، أو الاجتماعي ، أو السياسي.

ومن أهم مدرسي المدرسة الصلاحية في العهد المملوكي: الإمام العالم القاضي محيي الدين قاضي غزة ، أبو حفص عمر بن القاضي السعيد عز الدين موسى بن عمر الشافعي ، ولد سنة 608هـ/1211م ، تولى التدريس بالصلاحية سنة 657هـ/1258م ، وكان وافر الديانة كثير الكرم ، وكان نزيهاً عفيفاً حسن السيرة، توفي بغزة سنة 679هـ/1280م( ).
والإمام العالم المفتي الفقيه شيخ الإسلام جمال الدين أبو محمد عبد الرحيم بن عمر بن عثمان الباجريقي ، ولاه القاضى شمس الدين ابن خلكان قاضي الممالك الشافعية ، الحكم بغزة ، وتدريس الصلاحية بالقدس ، كان شيخاً فقيهاً ، محققاً مهيباً ، كثير الصلاة ، حافظاً للسانه ، توفي سنة 699هـ/1299م( ).
والشيخ الإمام الفاضل مفتي المسلمين شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محيي الدين يحيى بن تاج الدين إسماعيل بن طاهر بن نصر الله بن جهبل الحلبي الأصل ثم الدمشقي الشافعي، كان من أعيان الفقهاء، ولد سنة 670هـ، واشتغل بالعلم ولزم المشايخ، توفي سنة733هـ( ).
وشيخ الإسلام علاء الدين أبو الحسن علي بن أيوب بن منصور المقدسي الشيخ الإمام العالم العلامة البارع، اشتغل بالعلوم وسمع الحديث وكتب الكثير من الفقه والعلم بخطه المتقن وولي التدريس بالمدرسة الصلاحية في شهر ربيع الآخر سنة ست وعشرين وسبعمائة، وقد صار عالما كبيرا، توفي سنة 748هـ( ).
ومنهم شيخ الإسلام صلاح الدين أبو سعيد خليل بن كبكلدي بن عبد الله العلائي الدمشقي ثم المقدسي الإمام البارع المحقق بقية الحافظ ولد بدمشق في سنة أربع وستعين وستمائة وسمع الكثير ورحل وبلغ عدة شيوخه بالسماع سبعمائة وأخذ عن مشايخ الدنيا وأجيز بالفتوى وجد واجتهد حتى فاق أهل عصره( )،ودرس بدمشق ثم انتقل إلى القدس مدرسا بالصلاحية سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة، توفي بالقدس الشريف في المحرم سنة 761هـ( ).
ومنهم: قاضي القضاة شيخ الإسلام برهان الدين أبو إسحاق إبراهيم ابن الخطيب زين الدين أبي محمد عبد الرحيم ابن قاضي القضاة بدر الدين محمد بن إبراهيم ابن سعد الله ابن جماعة الكناني قاضي مصر والشام وخطيب الخطباء وشيخ الشيوخ وكبير طائفة الفقهاء وبقية رؤساء الزمان ولد بمصر في شهر ربيع الآخر سنة خمس وعشرين وسبعمائة وقدم دمشق صغيرا فنشأ عند أقاربه، وسمع وطلب الحديث بنفسه واشتغل في فنون العلم، وانقطع ببيت المقدس للتدريس الصلاحية، توفي سنة 790هـ( ).
ومنهم: شيخ الإسلام نجم الدين أبو عبد الله محمد ابن الشيخ زين الدين عبد الرحمن ابن الخطيب برهان الدين إبراهيم بن جماعة الكناني الشافعي ومولده بحماه سنة خمس وعشرين وسبعمائة وكان نائبا عن ابن عمه قاضي القضاة برهان الدين ابن جماعة في الخطابة وتدريس الصلاحية مدة طويلة وفوض إليه نظرها وتدريسها، وكان صالحا ناسكا كثير العبادة، توفي سنة 795هـ( ).
ومنهم: قاضي القضاة عماد الدين أبو عيسى أحمد بن موسى العامري الأزرقي الكركي الشافعي ولد بالكرك في شعبان سنة إحدى أو اثنتين وأربعين وسبعمائة واشتغل بها، ورحل إلى الشام والقاهرة في طلب الحديث وأخذ عن جماعة، ثم استقر في تدريس المدرسة الصلاحية وخطابة المسجد الأقصى وإمامته في سابع عشر رجب سنة تسع وتسعين وسبعمائة، وتوفي في يوم الجمعة سادس عشري ربيع الأول سنة 801هـ( ).
ومنهم: شيخ الإسلام شمس الدين أبو الخير محمد بن محمد الجزري الدمشقي المقري الشافعي مولده في ليلة السبت سادس عشر رمضان سنة إحدى وخمسين وسبعمائة اعتنى القراآت فأتقنها ومهر فيها ولي تدريس الصلاحية بعد الشيخ نجم الدين بن جماعة، وأقام بها نحو السنة، توفي سنة833هـ( ).
ومنهم: الشيخ العلامة زين الدين أبو بكر بن عمر بن عرفات القمني المصري الخزرجي، ولي تدريس المدرسة الصلاحية في سنة سبع وتسعين وسبعمائة واستمرت بيده مدة وهو مقيم بالقاهرة، توفي سنة 833هـ( ).
ومنهم: شيخ الإسلام شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن عماد الدين بن علي المصري ثم المقدسي المشهور بابن الهائم ولد سنة ثلاث أو سنة ست وخمسين وسبعمائة اشتغل بالقاهرة ومهر في الفرائض والحساب، ولما ولي القمني تدريس الصلاحية أحضره إلى القدس واستنابه في التدريس وصار من شيوخ المقادسة ثم استقل بتدريس الصلاحية، توفي سنة 815هـ( ).

بارك الله فيك اخي على هذا التوضيح

مشكور اخي ايمن

مشكور اخي الكريم وجزك الله خيرا

يجزيك الخير على الموضوع

» مركز القدس: "أملاك الغائبين" وسيلة لتهجير سكان القدس
» مركز القدس: الهدم في القدس واللد لدوافع عنصرية
» ضواء على مدينة القدس /القدس عاصمة الدولة الفلسطينية
» عين على القدس
» إنا باقون على العهد يا فلسطين