ويبدو صباح مصراً على البقاء على المعبر وعدم دخول قطاع غزة حتى يتحقق مطلبه الرئيسي بعودته إلى قرية ذنابة في طولكرم بالضفة الغربية التي عاش فيه مع زوجته وابنه، خصوصاً وأنه لا يوجد له أي صلات قرابة أو جذور في القطاع الذي ما دخله إلا عند قدومه مع القوات الفلسطينية عام 1994 ثم انتقل بعد ذلك إلى الضفة المحتلة.
وقال صباح في حديثه لـ
: "لن أغادر المعبر حتى أعود إلى مكان سكاني في طولكرم، فغزة عزيزة على قلبي لكنني لن أساهم في إنجاح سياسية الإبعاد التي أقرتها قوات الاحتلال". وأضاف: "لا يجوز لنا التسليم بسياسات إسرائيل، فمواجهتها واجب وطني على الجميع".
وأكد أن مصلحة السجون الإسرائيلية ساومته قبل ترحليه على البقاء في السجن مدة 6 أشهر إضافية والتعهد خطياً بالقبول بأي إجراء تقرره في ما بعد، لكنه رفض مطلقاً منح الاحتلال أي صيغة قانونية بإجراءاته التي لن تكون سوى الإبعاد ولو بعد أشهر، لافتاً إلى أنه لم يعلم بإبعاده إلا في آخر لحظة قبل صعوده الحافلة التي من المقرر أن توصله إلى حاجز الظاهرية، حيث تنتظره زوجته هناك.
وقضى المحرر صباح 9 أعوام بعد اعتقاله من مكان سكانه، إذ تنقل بين عدة سجون إسرائيلية منها: مركز توقيف الجلمة وسجون مجدو وهداريم والدامون وجلبوع والنقب، بينما مر قرابة العام على آخر زيارة لزوجته وابنه التي يتواصل معها عبر الهاتف رغم خروجه إلى الحرية.
واعتبر صباح أن الهدف الرئيسي لإقامة الخيمة التي يقيم فيها هو مجابهة القرار الإسرائيلي رقم 1650 الذي أبعد بموجبه إلى غزة، خصوصاً وأنه يتعلق بعشرات آلاف الفلسطينيين في الضفة الغربية، مشيراً إلى أن مؤسسات حقوقية تتابع قضيتين مرفوعتين له في المحاكم الإسرائيلية لإجبار الاحتلال على السماح له بالعودة على طولكرم.
وقال: "الخيمة تمثل رمزا للتشريد والصمود والمقاومة الفلسطينية وهي تؤكد عدم قبولنا بسياسة التهجير والترحيل، لذلك فإن استمرار بقائي فيها في هذه الموقع الخطر على معبر بيت حانون رهن باستجابة الاحتلال لحقي الطبيعي في العودة إلى مكان سكناي". وتابع وهو يستقبل مزيد من المتضامنين: "أصبحت هذه الخيمة مكانا للمقاومة من جديد بصورة مختلفة".
وتحولت الخيمة التي أقامها الفلسطيني صباح إلى موقع دائم لتنظيم الفعاليات الوطنية والتجمعات السياسية، خصوصاً وأنها أخذت طابعاً وحدوياً بمشاركة جميع الفصائل الفلسطينية في الفعاليات التي تنظم فيها، كما أنها ظلت محط أنظار الوفود الأجنبية التي تغادر القطاع أو تدخل إليه.
وذكر أن الوحدة الوطنية التي شاهدها في هذه الخيمة كانت مشرفة ويمكن لها أن تنتقل إلى مستوى القيادة إذا ما وجدت النوايا الخالصة. وتساءل: "طالما أننا في الهم والمعاناة سواء لماذا لا نوحد صفوفنا وننهي هذه القطيعة المريرة؟".
وشدد صباح على أن الانقسام يشكل الخطر الأكبر الذي يحدق بالفلسطينيين، خصوصاً وأن تداعياته امتدت إلى داخل السجون الإسرائيلية، حيث الإجراءات القمعية والتسعفية التي لا تنتهي ضد الأسرى الفلسطينيين.
وقال: "الأوضاع في السجون مزيرة، فسياسية مصلحة السجون الإسرائيلية القمعية متواصلة وتتزايد يوم بعد آخر، في ظل عجز الحركة الأسيرة عن اتخاذ قرارات مناسبة للتعامل مع هذه الانتهاكات الإسرائيلية نتيجة الانقسام".
وأثنى على دو السلطة الوطنية والرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي بادر إلى الاتصال به ووعده بمتابعة قرار إبعاده مع الجانب الإسرائيلي حتى يتمكن من العودة إلى الضفة الغربية، مشيراً إلى أن القيادة الفلسطينية في رام الله تتواصل معه بشكل مستمر لإطلاعه على آخر المستجدات بشأن قضيته.
وحذر مركز "الميزان" لحقوق الإنسان في غزة من إبعاد أعداد كبيرة من الفلسطينيين من سكان الضفة الغربية بموجب القرار العسكري 1650، الذي يخالف نصوص القانون الدولي، لافتاً في بيان له إلى أن جريمة النقل الجبري الجديدة تأتي هذه في سياق سلسلة من الممارسات الشبيهة التي نفذتها قوات الاحتلال في السابق.