بذور المشمش ما تزال مصدر جدل لدى هيئات الأدوية، فهي تحتوي على مادة «أمايغدلين» التي تتكون منها بطريقة صناعية مركبات غليكوسيدات السيانوجين، ومنها ينتج عقار «لاتريل» لعلاج السرطان والوقاية منه، والذي يعني اسمه باللغة اللاتينية «مركب السعادة» وما يزال إلي اليوم يدعى «فيتامين بي 17»، لكن إدارة الغذاء والدواء الأميركية لم تجزه وكذلك مجمع السرطان الأميركي منذ عام 1974.
واعتمدت إدارة الصحة الأميركية نتائج دراستين بدائيتين تمتا قبل أكثر من عشرين عاماً لم تجدا فيها فائدة طبية لهذا المركب في علاج السرطان، وهو ما يطرح جدلاً قديماً وحديثاً لأنهما لم تكونا دراسة مقارنة عشوائية وفق الأصول المتبعة اليوم في البحث والتقييم. ومنذ ذلك الحين لم تجر دراسات جديدة، ولذا فإن العديد من مرضى السرطان في الولايات المتحدة وكندا كما تذكر المصادر الطبية ما زالوا يؤمنون بفائدته ويذهبون لبعض مراكز العلاج بالأعشاب في المكسيك لهذا الغرض، كما انه ما يزال متوفراً في أسواقها باسم «فيتامين بي 17».
عقار «لاتريل» مازال مثيراً للنقاش، فالطب الصيني يعتمد عليه كثيراً وهناك عدد من الأصوات الطبية تطالب بإعادة النظر في الأمر عبر ضبط كمية الجرعة للتقليل من المأخذ القديم في نشوء تسمم بالسيانيد وإجراء الدراسة بطريقة مقارنة عشوائية دقيقة النتائج.