العشق المميت بين المصور التسجيلي والكاميرا..... وحب الوطن
الكاتب : توفيق خليل ابو انس / 3 / 3 / 2010 الجزء الثاني
الى الشهيد الفلسطيني ... العراقي (فريد حسين) تحية لك من شعب فلسطين من شهداء فلسطين
التقيت الشهيد سمر نمر بعد خروجي من عمان عام 1971 عندما ذهبت الى جنوب لبنان لتصوير الغارات الإسرائيلية على الجنوب (قواعد الثوار الأبطال).
سمير يحمل كاميرة بولكس ويصور بعض المقاتلين المدافعين عن ارض الوطن (فلسطين) سألته وسألني قلت له أنا من قسم التصوير الذي خرج للتو من عمان الى سوريا وقلت له معنا – هاني جوهرية ومطيع ابراهيم وعمر المختار (الآن هم شهداء مؤسسة السينما الفلسطينية).
فقلت له من أنت قال لي بعد الابتسامة التي لم تفارقني حتى هذه اللحظة (أي كتابة هذه الكلمات) قال: ماذا صورت قلت له بعض الحشود الإسرائيلية على منطقة الهبارية وشبعا قال أنا بعمل فيلم عرفت أنه يريد المادة المصورة قلت له خذ ما تريد فكانت البداية عندما افتتحنا قسم التصوير في بيروت كان سمير نمر احد المناضلين فيه سمير المصور والمخرج السينمائي من مواليد العراق (نينوى). من عائلة عراقية مسلمة مرتبطة بالدين عن طريق إرتباطها بالجامع وكانت تسند لهم خدمة المسجد في مدينة نينوى
درس سمير في مدارس المدينة وذهب الى بغداد وتعلم فيها وعمل في مجال الفن في التلفزيون العراقي طرد من العراق وذهب الى بيروت وعمل في صالون للحلاقة وعند انطلاقة العمل الفدائي من الجنوب اللبناني تعرف على المقاتلين الفلسطينيين وعمل معهم ثم التحق بقسم التصوير وبدأ نشاطه السينمائي في بيروت صور وأخرج الكثير من الافلام الوثائقية منها الهبارية / كفر شوبا / عدوان صهيوني / الجريدة السينمائية المصورة/ الحرب الخامسة/ وكثير من الافلام، وعمل كمصور ومخرج لبعض الاعمال مع الهلال الأحمر الفلسطيني ومع استوديو الدكمنتال فيلم في الاتحاد السوفييتي.
حصلنا على جوائز ذهبية عن بعض الافلام التي تم صناعتها في بيروت وفي موسكو صورنا احداث عام 1982، ذهبنا لدراسة الاخراج والتصوير والاضاءة في المعهد العالي للسينما في موسكو عملنا هناك كمساعدين في فيلم راقصة الباليه الشهيرة في ايطاليا / وفيلم تعال وانظر، كما عملنا الافلام التالية هناك:
1. رسالة الى الرئيس الامريكي ريغن من أطفال فلسطين.
2. قنابل للجميع .
3. نحن نطالب. (حصلنا على الجائزة الذهبية عن هذا الفيلم).
كما ساعدنا بعض المخرجين العرب امثال/ نوفل فرحان من لبنان بعمل فيلم عن شهداء الكلمة (حياة) الأخ الشهيد ماجد ابو شرار وشهداء فلسطين.
والأخ المخرج اليمني (الجنوبي) مطلق بفلم غيوم غربية في سماء بيروت وفيلم اوغسط 1982 للمخرج الروسي ارتسولف والمخرج الاذربيجاني (توفيق زاده) في فيلم الذكرى 160 للمعمر الاذربيجاني.
ثم انتقلنا الى تونس وعملنا فيها مع الاخوة المخرجين السينمائيين، شاركنا بالعديد من المهرجانات السينمائية العالمية منها:
1. مهرجان السينما في لايبزغ. 2. مهرجان طاشقند السينمائي. 3. مهرجان موسكو السينمائي. 4. مهرجان السينما الأفريقية / تونس. 5. مهرجان السينما في فارنا.
سمير نمر هكذا عرفناه وأسمه فريد ابراهيم حسين المتزوج من حنان الجمال الفلسطينية اللبنانية وله ابنته البكر ميسون فريد ابراهيم حسين ومازن.
الى روحك يا أخي وصديق عمري الذي فارقت الحياة يوم الثلاثاء الموافق 17/5/2005 في مدينة تونس. ودفنت فيها بعيداً عن الوطن الأم.
في عام 1979 أثناء مؤتمر القمة التاسع الذي عقد في بغداد تحدث الأخ الشهيد الرمز والقائد ياسر عرفات مع القيادة العرافية ليتم عودة الأخ الشهيد سمير نمر الى ارض وطنه العراق ولكن لم تتم الموافقة الكاملة. ارض تونس هي ارضك يا أخي سمير هنيئاً لك وحبنا الكبير لأرض تونس التي احتضنتك.
بقلم: صديق العمر أبو ظريف
رحيل المخرج العراقي سمير نمر
رحل في العاصمة التونسية، الاسبوع الماضي، المخرج العراقي سمير نمر الذي عمل في مؤسسة السينما الفلسطينية منذ بداية سبعينات القرن الماضي، عن عمر 64 عاما.
ونعى محمود عباس (ابو مازن) نمر، باعتباره احد اعمدة سينما المقاومة الفلسطينية، والذي نذر حياته للقضية الفلسطينية.
وقدم ابو مازن العزاء لزوجة نمر اللبنانية امل جمال، واصدرت مؤسسات فلسطينية عديدة نعيا لنمر الذي ارتبطت حياته بالقضية الفلسطينية حتى ان الكثير من الذين عملوا معه لم يعرفوا انه عراقي.
وكانت أفلام وثائقية عدة لنمر قد حازت جوائز في مهرجانات عالمية.
التحية لشهداء السينما الفلسطينية الذين سقطوا لاجل تسجيل الواقع للتاريخ الكاتب : توفيق خليل ابو انس
قبل 31 عاماً اجتاحت القوات الإسرائيلية الجنوب في اول عملية توغل كبيرة منذ قيام كيانها في العام 1948، علماً ان اجتياحاً محدوداً لبلدتي بنت جبيل وعيناتا وغيرهما حصل في كانون الثاني 1972. كما انها اجتاحت هضبة الجولان وجنوب سيناء من قبل لاعلينا ... اقول نسبة قليله هم الذين يتذكرون ان اسرائيل اجتاحت لبنان للمرة الأولى قبل 31 عاماً، وتحديداً في الخامس عشر من آذار1978.
هذه النسبة القليلة في لبنان اما خارج لبنان فانهم لا يعرفون الا من رحم ربي بداية الاجتياح اعلنت تل ابيب انها تقوم بعملية تطهيرالمنطقة من المخربين (أي قوات الثورة الفلسطينية ) ولن تصطدم بالجيش اللبناني او "قوات الردع العربية". ورغم المزاعم الإسرائيلية بعدم ايذاء السكان المدنيين في الجنوب، فإن مجازر عدة ارتكبتها اسرائيل في الخيام وغيرها من البلدات والقرى الجنوبية، وكذلك في منطقة الأوزاعي، حيث قتل العشرات جراء الغارات الإسرائيلية. والمفارقة ان عدداً من الضحايا كانوا هربوا من الجنوب الى بيروت وضواحيها حيث لقوا حتفهم ومن هؤلاء عائلة من آل جعفر.
ورغم صدور القرار 425 في 19 آذار 1978، الا ان اسرائيل، وكعادتها، لم ترتدع ولم تنفذ هذا القرار. وكان السفير اللبناني الأسبق لدى منظمة الأمم المتحدة غسان تويني من ابرز واضعي نص ذلك القرار، وفي خطابه امام مجلس الأمن ردد عبارته الشهيرة "دعوا شعبي يعيش في سلام".
في هذا الوقت بانت طلائع السيارات والحافلات المكتظة بعشرات الجنوبيين من بنت جبيل وعيترون وبليدا وغيرها من القرى الحدودية، واتجهت المواكب الى مدينة صور.
من صور تفرق النازحون في اتجاهات عدة. بعضهم قرر الذهاب الى بيروت، والآخرون الى صيدا وعدلون، ومنهم من بات ليلته الاولى في صور. كان الاعتقاد ان العودة الى المنطقة الحدودية لن تطول لان اسرائيل لا تنوي احتلال الجنوب.
لم تكن الفصائل الفلسطينية والحركة الوطنية تتوقع اجتياحاً بهذه السرعة رداً على عملية الفدائية دلال مغربي، لكن هدف اسرائيل كان ضمان امن منطقتها الشمالية وارسال رسالة مفادها ان اي عملية اسرائيلية ستواجه بردٍ قاسٍ. لكن تقدم قوات العدو واجهته الفصائل الفلسطينية والأحزاب الوطنية، وأحد المشاركين في التصدي لقوات الإحتلال من بلدة عيناتا علي إ. يقول "لم نكن نتوقع الإجتياح الإسرائيلي، ولكننا قاومنا العدو في صف الهوا (بنت جبيل) وقانا ورب ثلاثين".
واقول ان همجية اسرائيل كانت واضحة في هذا لإحتلال من حيث ادارتها وتغطيتها اكثر من مجزرة في الجنوب، ما شكل امتدادا لمجازر سابقة في بلدة حولا الحدودية (1949) وصولاً الى العام 1978 عبر مجزرة الخيام، وما سبقها عملية تصفيات لرموز وطنية كثيرة منها الدكتور شكرالله كرم. اما عن مجزرة الخيام فأقول "هذه المجزرة اتت انتقاماً لدور هذه البلدة التاريخي المميز وموقعها في صناعة التاريخ المقاوم والممانع لبلدة طبعت الحياة السياسية عبر الكثير من قادتها وابنائها الذين لعبوا دوراً مركزياً في هذه الحياة". ولتوجد المقاتلون الفلسطينيون باطراف المدينة
واقول"اتت المجزرة لتكمل مشهد الدمار الشامل الذي احدثه العدو في الحجر، في محاولة لقتل اي مشهد حياة في هذه البلدة. لكن ارادة الحياة جددت ولكن القيادة العسكرية الاسرائيلية قامت بتصفية المصورين السنمائيين مطيع وعمر واعتقال رمزي الراسي من هنا وجب ان اتحدث عنهم بمشهد قيامة حقيقية للحياة اكثر من مرة".
الحمد لله الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا والصلاة والسلام علي اشرف خلق الله محمد بن عبد الله و اله وصحبه وبعد: ان هذه الدنيا في حقيقتها دار ابتلاء واختبار, هي دار ممر وعبور لدار مقر, ان الموت سنة الحياة قال تعالي
كل نفس ذائقة الموت) وقال تعالي: وما كان لنفس ان تموت الا باذن الله وقال تعالي: لنبيه صلي الله عليه وسلم انك ميت وانهم ميتون
ان شهدائنا مطيع وعمر عليهم الرحمة والرضوان من الله تعالي تعرضو للموت مرات وذلك عندما كانت اسرائيل تقوم بعمليات قصف للجنوب او لبيروت كثيرا ما كانو ينجوا باعجوبه ثم عندما سقطو شهداء في بوابة بيت ياحون . هذه المرة لم يمهلهم القدر بل عاجلهم وانقض عليهم كالصاعقة, باغتهم واحكم قبضته عليهم فلم يستطيعو الافلات و لا الفكاك منه.
حقيقه كانت الشهادة لهم بالمرصاد ومتتبعة لخطواتهم جادة في ملاحقتهم حتي قضي امرا كان مفعولا.
كان يقال اربع خصال يسودبها الفتي: العلم, والادب, والعفة, والامانة.ولا ريب ان شهداءنا قد حازوا على هذه الصفات الاربع.
كانو جادين في عطائهم كانو متمكنين من عملهم الذي يشار اليه بالبنان شهد لهم بذلك السنمائيين والوثائق التي تم تصويرها لان مزج الثقافه وعلم وعلم التصوير هو هدفهم
كان شهدائنا
عفيفي طاهرة الثوب نظيفي وانيقين واميني كانوا دمثي الاخلاق طيب المعشر لايملهم جليسهم, ولا يشبع منهم انيسهم نقي السريرة عطري السيرة. في هذه الذكرى ال 31 الواحد والثلاثون لاستشهادهم احببت ان اقم لهم ولاولادهم هذه التحية
شهداء السينما الفلسطينية هاني جوهرية - مطيع ناصر - عمر المختار
من أجل تصوير الحقيقة الفلسطينية إستشهد ثلاثة أبطال من مصوري مؤسسة السينما الفلسطينية وهم يقومون بتصوير المعارك الحقيقية ولحظات إشتداد المعارك بين الثورة الفلسطينية والعدو الصهيوني وعملائه الكتائب ومن دعم من الكتائب في لبنان وهم هاني جوهرية ، وإبراهيم مصطفي ناصر ( مطيع إبراهيم ) ، وعبد الحافظ الأسمر ( عمر المختار ) .
بهذه الشموع الثلاثة الفلسطينية العربية إلى القائمة الطويلة من الشهداء السينمائيين العالميين اللذين سقطو في ميادين القتال والكاميره في أيديهم مثلاً في لينغراد ، غرناطة ، الجزائر ، فيتنام وفي سانتياغو سقطوا وهم يقومون بتقديم أروع البطولات والتضحية لإلتقاط الصور عن نضال شعوبهم ضد الفاشية والأستعمار ويقدمون وللأجيال القادمة وثائق تاريخية للأحداث التى جرت في زمنهم والذى عاشوها وباللغة الجديدة وهي اللغة السينمائية .
عبد الحافظ محمد الأسمر ( عمر المختار ) الجندى الذى قاتل طويلاً وخاض العمليات القتالية طويلاً ضد العدو الصهيوني .
عمر المختار إذا أردنا أن نتكلم عنه كأصدقاء لا نستطيع إعطائه حقه من فضائل فعندما تخرج في عام 1967 في أوائلها لقد ذهب إلى القطاع الأوسط في الأردن وهناك خاض العمليات العسكرية وبعد ان أصبح في مجموعة الصواريخ ومجموعة الجحيم وبعدها القائد لفصيلة من رماة الصواريخ .
وأخيراً المصور السينمائي المعطاء لشعبه .. لوطنه وحبه لبلده وحبه لأولاده .. عند إستشهاد هاني جلسنا والكل صامت يذرف دمعة الوداع فوقف عمر وقال : إخواني أبناء القسم الواحد هاني لم يمت هاني موجود ، موجود فينا موجود في إستمرارنا في العمل على طريق الكفاح في حبنا مع بعضنا في علاقتنا وحبنا لولديه هبة وفخرى ، وحمل كاميرة هاني وأخذ يصور حتى لايكون هناك فراغ قد ترك وأصبح عمر عمرين .
في عام 1978 /14/3/ تم توزيع المصورين السينمائيين المتواجدون في مؤسسة السينما الفلسطينية الى ثلاثة مجموعات على النحو التالي .
الفريق السينمائي المكون من ( مطيع ، عمر ، رمزى ) لمنطقة صور والفريق الفوتغرافي (يوسف القطب ، إبراهيم المصدر ) والفريق السينمائي الثاني ( أبو ظريف ) لبنت جبيل والفريق الثالث أدوارالقش الى منطقة البقاع .. تحسبا من اجتياح اسرائيلي على لبنان وفعلا في صباح يوم الخامس من اذار بدءت اسرائيل باجتيا الجنوب ومارس كل فريق مهامه الموكلة له وكل في منطقته...... في تمام الساعة الثانية عشر من نفس يوم 15 /3 / 1978 قد حضر الفريق الأول إلى منطقة الفريق الثاني بسبب الهجوم الاسرائيلي ابتدا من منطقة بنت جبيل
( مارون الراس ) وتم تجمع بعض السينمائيين الأجانب ابل السقي وتم الأتفاق للتحرك إلى منطقة بنت جبيل وقد تم التحرك في سيارة المؤسسة نحن الستة وهناك شاهدنا الديايات الأسرائيلية والتى أصبحت بعيدة عنا خط أفق 300 متر فقط وعند إنسحابنا بدأت مدفعية الدبابات والرشاشات الخفيفة والمتوسط بإطلاق النار بإتجاهنا مما إضطرنا إلى قسم الفريق إلى قسمان .
وفي تمام الساعة الرابعة والنصف وبعد محاصرة الأخوة مطيع وعمر ورمزى وقربهم من الملجا واثنا تواجدهم في الملجا تم جرحهم فألقي القبض على رمزى وتصفية مطيع وعمر بعد جرحهما . وقد جرح في اليوم الثاني كل من المصور السينمائي أبو ظريف والمصور الفوتغرافي يوسف .
هذه هي الحقيقة ياعزيزى سمير فريد الناقد السينمائي وإستطرد البيان للحركة قائلاً:
بعد رفع العلم الأبيض وطلب النجدة والإسعاف ونحن صحفيين إلا أن الدبابات قد أطلقت النار بكثافة ولم تأبه إلى ما رفع ولم تعر الاهتمام للصحافة وتقدمت دبابة إلى مقر الملجأ وقامت بتصفية الأخويين مطيع وعمر وأسرت رمزي الراسي ...
ولد الشهيد عبد الحافظ محمد الأسمر في قرية ترمس عيا قضاء رام الله عام 1942 وقد إلتحق ب صفوف حركة فتح عن طريق الكويت أيضاً في آواخر عام 1966 وقد شارك في عدد كبير من العمليات داخل الأرض المحتلة منها معركة القرنطل ومعركة الحمة ...
وقد تلقي الشهيد دورة تصوير فوتغرافي مع بعض الاخوة المقاتلين كان هذا مشروع ليكون هؤلاء في دوريات الأستطلاع كمصورين فكان الأخ عمر أحد الأخوة الملتحقين في هذه الدورة لكن عين هاني الفنية إلتقطت عمر من الدورة . كما ارسل الى القاهرة في دورة تصوير
في جريدة الأهرام عام 1970 وقد أختير إلى دورة تصوير سينمائي مع الأخ مطيع إلى العراق عام 1975 هذا وقد شارك الأخ عبد الحافظ الاسمرفي تصوير كثير من الأفلام " سرحان والماسورة " " وليس لهم وجود " " وكفر شوبا " " الحرب في لبنان "
" لأن الجذور لاتموت " " تل الزعتر " وقد صور " اليمن الجديد " كما شارك في تصوير الأعداد الأول والثاني والثالث من الجريدة السينمائية في مؤسسة السينما والأعلام الموحد .
عمر ترك لنا حبه كما قبل وصية هاني قد ترك لنا أيضاً محمد ورامي ورنا ... محمد الان مهندس ويعمل في السعودي واصبح اب كما كان والده واما رامي فانها مساعد صيدلي وهو ايضا متزوج ورانا ايضا متزوجة الحمدلله .
- هاني جوهرية -
ولد هاني جوهرية عام 1939 في القدس فلسطين وترك القدس عام 1966 بعد أن درس التصوير الفوتغرافي والسينمائي في القاهر ولندن وذهب إلى الأردن حيث عمل في وزارة الأعلام بعمان في تصوير الجريدة السينمائية في الفترة من 1967- 1969 وفي تصوير أربع أفلام من إخراج علي صيام وهذه الاربعة هي .
1- الخروج 1967 . 2- الأرض المحروقة 1968 . 3- وزهرة المدائن 1969 . 4- وجسر العودة 1969.
كان هاني يعشق التصوير كعشقه للكاميرا والفن كان يداعب الكاميرا في أوقات فراغه كان يغني للكاميرا أثناء التصوير كان يرقص فرحاً عندما يصور كادراً ويقول أصبح لدينا وثائق عن ثورتنا عن قضيتنا تعالوا شوفوا هذا الفيلم عن القضية ...الكادر بخيال الفنان كان فيلماً كان يطرب فرحاً حينما يدق جرس التلفون ويعرف أنه يوجد تصوير عملية عسكرية أو حدث عسكري كان يعشق التصوير كما كان يعشق وطنه فلسطين ولذلك كان من الطبيعي أن يشارك في الثورة الفلسطينية فهو أحد عشرة من مؤسسي قسم التصوير والسينما كما كان إسمه سابقاً وأثناء العمل به والذى أصبح الآن مؤسسة السينما الفلسطينية ماراً بأفلام فلسطين وجماعة السينما الفلسطينية وقد يرى هاني جوهرية إن أهم الأعمال التى قام بها القسم هي معرض الكرامة في شهر آذار 1969أما عن بدء النشاط السينمائي فاقول كان القسم قد بدأ نشاطاً سينمائياً محدوداً جداً فكنا نقوم بإستعارة آلة لتصوير 16مم ليتم التصوير بها لبعض الأعمال في البداية والتى كنا نستطيع تصويره وحسب إمكانياتنا دون وضع خطة محدودة أو برنامج معين وكان التصوير التي نقوم به بشكل عام وعندما حصل القسم في أواخر 1969 على كاميرا سينمائية 16 مم بدأنا في وضع خطة وكان لنا أول فيلم وفي 1969 قام هاني بتصوير فيلم الحق الفلسطيني " فيلم شهادة الأطفال في زمن الحرب " وعندما بدأت المؤامرة في الأردن عام 1970 سيبتمبر كان هاني أحد المصورين الذين إستطاعوا ومن خلال الكاميرا بتوثيق هذه الحرب الذى دارت رحاها على مدار أسبوعين ومن خلال هذه المواد الوثائقية قد عمل فيلم " بالروح بالدم " وهنا الحق يقال بأن فيلم بالروح بالدم كان عمل جماعي وليس عمل فردي قد إشترك به أكثر من أخ وحتى أعضاء في اللجنة المركزية قد شاركت به وبالفكرة والتى يعمل بها كلها...بعد خروجنا من الاردن بقي الاخ هاني في عمان
وفي عام 1975 إلتحق هاني بالقسم ثانيةً وشارك في تص.
الشهيد ميشيل النمري
حياة ميشيل النمري نموذج لحياة شاب عربي مكافح وطموح ، فقد أبصر النور في قرية (صمد) الواقعة إلى الجنوب من مدينة اربد العام 1948، وانتقل مع عائلته في العام 1951م إلى مدينة المفرق حيث نشأ وترعرع وأكمل دراسته الإعدادية قبل أن ينتقل بمفرده إلى مدينة اربد لإكمال دراسته الثانوية .
وقد تفتحت عينا، ميشيل في مدارس المفرق واربد على العمل الوطني فانخرط في الحركة الطلابية مبكرا حتى أصبح في مرحلة السبعينات قائداً من قادتها الأساسيين ورمزاً من رموز وحدتها، عندما تم اختياره في المؤتمر الثالث الاستثنائي الذي انعقد في العام 1917 في مخيم عين الحلوة في صيدا في لبنان عضواً في الهيئة التنفيذية للاتحاد العام لطلبة الأردن ومسؤولاً عن تحرير مجلة (نضال الطلبة التي أصدرها الاتحاد).
وفي بداية ظهور المقاومة الفلسطينية شارك (ميشيل) في معركة الكرامة عندما تطوع مع نفر من زملاءه في الدراسة. وكانت تلك التجربة بداية لحياة حافلة في صفوف الثورة الفلسطينية حيث التحق بالجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين وأصبح احد كادراتها الأساسيين وسكرتيراً لتحرير مجلة (الحرية) الناطقة بلسانها، وفي هذه الفترة منتصف السبعينات كان أحد الذين أسسوا الاتحاد التنفيذية للاتحاد والكتاب الفلسطينيين وعمل في مجلة (فلسطين الثورة) الناطقة بلسان منظمة التحرير الفلسطينية، ثم كان أحد أركان إذاعة صوت فلسطين صوت الثورة الفلسطينية، خلال الغزو الإسرائيلي للبنان في العام 1987 .
وفي العام 1968 سافر إلى خارج الأردن والتحق بإحدى الجامعات اليوغسلافية في بلغراد ومنذ وصوله إلى هناك انخرط في العمل الطلابي الأردني ثم انتقل من يوغسلافيا إلى ايطاليا حيث التحق بإحدى كليات الطب في بيروجيا وهناك تابع نشاطه الطلابي بفاعلية وكان أحد ركائز وحدة الحركة الطلابية الأردنية في ايطاليا وفي العالم أجمع.
من إيطاليا وفي ذروة التوتر السياسي في الشرق الأوسط عاد ميشيل، إلى لبنان للمساهمة في بلورة وحدة الحركة الطلابية الأردنية. وقبل أن يستقر في لبنان زار الأردن لفترة أسبوعين، وفي لمنان عمل إلى جانب عضويته في قيادة الاتحاد العام لطلبة الأردن في صفوف المقاومة وحمل السلاح دفاعا عن الثورة الفلسطينية عندما فجر الانعزاليون والخونة الحرب الأهلية التي لا تزال مستعرة حتى الآن.
في العام 1974 وعندما بدأت ملامح انفراج ديموقراطي في أعقاب حرب تشرين (أكتوبر) عاد إلى الأردن وعمل في الصحافة الأردنية في صحيفتي الصباح والأخبار ودافع عن الحريات في البلاد وكرس قلمه لانتقاد السلبيات وتعزيز الايجابيات وشارك في هذه الفترة في تأسيس رابطة الكتاب الأردنيين وانتخب عضواً في هيئتها الإدارية.
في العام 1975 وعندما تراجعت موجة الانفتاح غادر وطنه من جديد إلى لبنان، وساهم من جديد في الحركة الطلابية الأردنية حيث حضر المؤتمر العام السادس للاتحاد العام لطلبة الأردن الذي انعقد في بغداد في 1976م وخلال السنوات التالية برز (ميشيل) في حقل الصحافة والإعلام كما برز من قبل في حقل العمل الطلابي، وفي هذه الفترة عمل في مجلة (الحرية) وفي مجلة (فلسطين الثورة)، وفي صحيفة (السفير) و(الموقف العربي)، &لى جانب كتابات في عدد كبير من الصحف والمجلات الدورية ومن بينها دورية (الكاتب فلسطيني، التي كانت تنطق بلسان الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين.
وعندما وقع الغزو الإسرائيلي للبنان في العام 1982 تطوع في بداية لحمل السلاح لكنه وجد أن قلمه أهم فعمل متطوعاً في إذاعة صوت فلسطين صوت الثورة الفلسطينية، وكان أحد الذين أسسوا وأشرفوا على صحيفة (المعركة) التي أسسها عدد من الصحافيين الكتاب العرب خلال حصار بيروت. ورغم أن قوات الثورة الفلسطينية أخرجت من لبنان فقد بقي (ميشيل) في بيروت وشارك في العمل السري تحت الاحتلال الإسرائيلي وفي هذه الفترة عمل في مجلة (الكفاح العربي) اللبنانية وكتب سلسلة من المقالات لتحقيقات حول واقع الممل النضالي الفلسطيني بعد ما يمكن تسميته المرحلة اللبنانية .
من بيروت عندما أنشئت وطأة العنف انتقل إلى دمشق ولم ستقربه المقام فيها طويلاً فتوجه إلى قبرص التي كان عرفها في العام 198 عندما رئس تحرير مجلة (الموقف العربي) التي صدرت من هذه الجزيرة بعد انتقالها من بيروت، وفي نيقوسيا بدأت تراوده فكرة إنشاء مجلة تكون صوتا للمعارضة العربية فأصدر (النشرة) لان من قبل عندما كان في لبنان قد أصدر مجلة (الديوان) التي لم يكتب لها البقاء بسبب الظروف التمويلية، كما شارك في مجلة (الرصيف) التي أسسها الشاعر الفلسطيني الشهيد علي فوده.
بقي في قبرص حتى صيف العام 1984 ومنها انتقل إلى اليونان حيث استمر في إصدار مجلة (النشرة) التي أصبحت بالفعل صوت المعارضة العربية وكان (ميشيل) يفكر خلال هذه الفترة بإصدار مجلة ناطقة بلسان المعارضة الأردنية، كما كان دائم التفكير بالعودة إلى الأردن.
خلال حياته الحافلة والسريعة التقلب استحوذ على (ميشيل) هاجس الديموقراطية، وكأن على مدى سنوات عطائه الغزير من ملة راية العمل الجبهوي وقد شارك في العام 1979 في تأسيس لجان الدفاع عن الحريات الديموقراطية في الأردن وقد اختير سكرتيراً عاماً لهذه اللجان .
كانت آخر مرة زار فيها الأردن في نوفمبر (تشرين الثاني) العام 1984 حيث حضر دورة المجلس الوطني الفلسطيني السابعة عشرة، وخلال الأيام القليلة التي أمضاها في وطنه قبل إن يعود إليه شهيداً ملفوفاً بالعلم الفلسطيني والأردني تحدث كثيراً عن ضرورة انبلاج الديموقراطية في الأردن، وكان هذا الهاجس قد دفعه إلى وضع مخطوطة كتاب حول البركان الأردني والتجربة البركانية في الأردن نشر بعض فصوله في إحدى الصحف اللبنانية .
في يوم الأربعاء 18 سبتمبر (أيلول) العام 1985م انطلقت صات مجرمة خائفة على صدر (مشيل) وهو يدخل مبنى مكاتب (النشرة) التي قد أصدر منها 67 عدداً والتي حولها إلى رمح للدفاع عن الثورة الفلسطينية التي اشتدت عليها المؤامرات بعد الخروج من بيروت، والدفاع عن الحريات المنتهكة في الوطن العربي والدفاع عن الديموقراطية في الأردن.
ضـــوء نركب جناح المغامرة ونحلق عالياً.
النشرة تصدر وتستمر في الصدور.. إلى أن تشرق شمس الحريات العامة على إرجاء الوطن العربي.. إلى أن يتم التسليم للإنسان بحقه الطبيعي في التفكير والتعبير والانتماء... لا مهادنة مع حاكم مهما كان لونه على حساب قضايا الحريات الديمقراطية والعدالة الاجتماعية..
كلمة أولى شهيد الموقف اغتيل في (أثينا) والدستور ماثلة للطبع (ميشيل النمري) رئيس تحرير وصاحب (النشرة) التي تصدر في العاصمة اليونانية. وقد جاء في الأخبار انه صحافي سوري، ولكن الواقع أن السيد النمري أردني يحمل جواز سفر سوريا. وقد سبق أن عمل النمري في القسم السياسي في جريدة (السفير) اللبنانية. كما شغل منصب مدير تحرير ورئيس تحرير مجلة (الموقف العربي) التي تصدر في العاصمة القبرصية، ثم ترك العمل ليعوا إلى بيروت، وأصبح مراسلاً لمجلة (الكفاح العربي) (تونس). وذلك قبل أن يصدر من نيقوسيا مجلة (النشرة) التي انتقل بها إلى أثينا منذ أواخر عام 1983م .
والنمري خاطبا من صحفية كانت أول من اكتشف وصور مذابح صبرا وشاتيلا في عام 1982م.
ومنذ عام تقريباً اتخذ في (النشرة) موقفاً مؤيداً للسيد ياسر عرفات ومناهضاً للمنشقين عنه وللنظام السوري. وذلك على أثر مخطط التصفية الذي تعرض له الفلسطينيون في لبنان . فاستحق أن ينضم إلى الصحفيين العرب الذين استشهدوا برصاص لم يعد من عربي بين المحيط والخليج يجهل مصدره سليم اللوزي ورياض طه وحنا مقبل
ميشيل النمري.. اغتيال آخر للصحافة العربية
اغتيل يوم الأربعاء في التاسع من هذا الشهر، في العاصمة –أثينا- الصحافي الأردني ميشيل النمري صاحب ورئيس تحرير مجلة (النشرة) الأسبوعية التي تعنى بشؤون المعارضة العربية والتي تصدر في العاصمة اليونانية نفسها.
ووقعت عملية الاغتيال في نحو الساعة العاشرة صباحاً بينما كلن النمري يحاول الدخول إلى مركز عمله، عندما أطلق عليه النار مسلح مجهول من مسافة قريبة جداً. فأصابه بثلاث رصاصات في رأسه أدت إلى وفاته على الفور، وتمكن القاتل من الفرار.
ولم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن عملية الاغتيال. لكن المعروف أن النمري من مؤيدي رئيس منظمة التحرير الفلسطينية وقد كرس مجلته خلال الشهور الأخيرة للدفاع عن السياسات التي تتبعها منظمة التحرير.
و(ميشيل النمري) هو احد الصحفيين الأردنيين المعروفين. فقد عمل في صحيفة (الصباح ) الأردنية وغيرها من الصحف الأردنية، كما عمل في مجلة (فلسطين الثورة) ومجلة (الحرية)، وصحيفة (السفير)، ومجلة (الموقف الأردني) ومجلة (الرابطة ) وأصدر مجلة دورية بلسم (الديوان) قبل أن يصدر مجلته الحالية (النشرة).
وكان النمري أحد المؤسسين للاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين حيث شارك في المؤتمر الأول ولعب دوراً في وضع دستور الاتحاد ونظامه الداخلي. كما حضر جميع مؤتمرات الاتحاد اللاحقة.
اغتيل الصحفي الأردني (ميشيل النمري) في أثينا الأسبوع الماضي آثار موجة من القلق في الأوساط الفلسطينية المقيمة في دمشق .
فقد أحدث نبأ استشهاد النمري موجة من الشجب والاستنكار في الأوساط الشعبية الفلسطينية داخل المخيمات أربك الأطراف الفلسطينية فيها.
وقال قادمون من العاصمة السورية لـ(البلاد)، أن الأطراف حاولت الالتفاف على ما أحدثتها الجريمة من آثار وذلك بإصدار بيانات تدين العملية دون تسمية الجهات التي تقف وراءها.
وكانت العاصمة الأردنية في عمان، ومدينة المفرق - مسقط رأس الشهيد - شهدت تظاهرة شعبية فلسطينية أردنية حاشدة في وداع الشهيد النمري إلى مثواه الأخير.
اغتيال صحفي أردني مقرب من عرفات وسط أثينا
اغتال مسلح مجهول وسط أثينا أمس الكاتب الصحفي الأردني ميشيل النمري الذي يعمل رئيسا لتحرير (النشرة) الأسبوعية التي تصدر اللغة العربية في أثينا.
وقال البوليس اليوناني وشهود عيان أن شاباً أسمر البشرة أجعد الشعر يرتدي قميصاً أزرق بنطلوناً رمادياً أطلق النار من مسدس على لنمري أثناء خروجه من مبنى المجلة فأصابه بعدة رصاصات في الرأس والصدر أردته قتيلاً. أعلن البوليس في وقت لاحق انه يستجوب شاباً لكنه رفض أعطاء تفصيلات. ووصفت مصادر دبلوماسية عربية مطلعة في أثينا النمري بأنه وثيق الصلة بالسيد ياسر عرفات كما أن نشرته المتخصصة بنشر وثائق حركات المعارضة في العالم العربي نشرت الشهر الماضي تقريراً عن محاولة انقلابية قالت أنها جرت في سوريا في يوليو الماضي وأعدم على أثرها 21 ضابطاً طياراً سورياً برتبة ملازم .
وقد أعلن مجهول قال أنه يتحدث من بوخارست مسؤولية منظمة (أيلول الاسول)، عن عملية الاغتيال وذلك في اتصال هاتفي مع (الأنباء). وتزامن حادث الاغتيال مع زيادة يقوم بها وزير الدفاع السوري العماد مصطفى طلاس لأثينا فيما قالت مصادر يونانية أن النمري يحمل جوار سفر سورياً.
في عمان ذكر أن جثمان النمري سيصل خلال الأربع والعشرين ساعة القادمة إلى العاصمة الأردنية ليوارى التراب في مسقط رأسه بمدينة المفرق.
والنمري من مواليد مدينة المفرق في الأردن عام 1946م، أنهى دراسته الثانوية فيها تم التحق بإحدى الجامعات الإيطالية لدراسة الطب العام وفي السنة الرابعة لدراسة الطب قطع دراسته وعاد للأردن وعمل في الصحافة الأردنية منذ عام 1973م ولغاية عام 1975 حيث عمل محرراً وصحفياً وكاتباً في جريدة (الأخبار) اليومية وبعد إغلاقها عام 1975م عمل في جريدة (الأخبار).
وللنمري العديد من الدراسات والمقالات المنشورة في الصحف الأردنية. كما أنه سكرتير لجنة الدفاع عن الحريات في الأردن، كمل عمل بعد ذلك في الصحافة الفلسطينية واللبنانية في لبنان وسوريا. وفي عام 1982م أصبح متنقلا ما بين أثينا وقبرص ولبنان حيث أصبح رئيس تحرير (النشرة) التي تصدر في أثينا. والنمري عضو في اتحاد الصحفيين العرب الذي أدان أمس جريمة الاغتيال وطالب السلطات اليونانية بمتابعة الجاني. وكذلك عضو في اتحاد الكتاب العرب. كما عمل أيضا في مجلة (الموقف) في نيقوسيا قبل أن يصبح رئيس تحرير مجلة (النشرة).
الأمانة العامة للاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين تنعي الصحفي(ميشيل النمري)
ينعي الاتحاد للكتاب والصحفيين الفلسطينيين الصحفي المعروف (ميشيل النمري) الذي اغتيل في أثينا يوم الأربعاء 18/9/1989م. وقد عرفت الصحافة الفلسطينية (ميشيل النمري) كأعلامي بارز مساهم في العمل الصحافي بنشاط أغنى التجربة الإعلامية والصحفية الفلسطينية.
كما عرفته لجان الدفاع عن الحريات مدافعاً شجاعاً عن الحريات الديموقراطية حيث ساهم في تأسيس عدد من لجان الحريات، من أبرزها لجنة الدفاع عن الحريات الديموقراطية في الأردن.
إن فقدان (ميشيل النمري) خسارة كبيرة للصحافة العربية، وأن الأمانة العامة للاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين إذ تستنكر مبدأ الاغتيالات وتستنكر حادث اغتياله، فإنها تطالب السلطات اليونانية بملاحقة الفاعلين وكشف هويتهم
ميشيل النمري.. شهيد الحريات الديموقراطية
في الثامن عشر من شهر أيلول الماضي، امتدت الأيدي الجبانة المشبوهة لتغتال برصاصها الغادر الصحفي الشهيد ميشيل النمري، وتضع حداً لنشاط واحد من أبرز المدافعين عن قضية الحريات الديموقراطية ليس في الأردن فحسب بل وعلى صعيد المنطقة العربية. لقد برز ميشيل النمري كمناضل مدافع عن الحريات الديموقراطية حيث أسهم في تأسيس لجان الدفاع عن الحريات الديموقراطية في بلدنا وأصبح رئيساً للأمانة العامة للجان الدفاع عن الحريات وعضواً في أمانتها العامة حتى لحظة اغتياله.
لقد قوبلت جريمة اغتيال الشهيد بأوسع حملة من الاستنكار والتنديد، تدافع المئات من أحرار الأردن للمشاركة في تشييع جثمان الشهيد حيث شهدت مدينة المفرق أضخم جنازة في تاريخها شاركت فيها جموع غفيرة من الكتاب والصحفيين والنقابيين والقوى السياسية ومن كل قطاعات الشعب الذين تعز عليهم قضية الحرية.
إن الأيدي المشبوهة التي اغتالت الشهيد لن تستطيع إسكات صوت الحرية، وإن استخدام نهج التصفيات الدموية كأسلوب للحوار لن يرتد إلا على أصحابه فمهما بلغت درجة الاختلاف السياسي لا يمكن أن تبرر نهج الجريمة والاغتيال، ولن يجنى القتلة سوى المزيد من لعزلة والمزيد من الغوص في الوحل حتى يرتد نهجهم على رؤوسهم. أما القضية التي ناضل (ميشيل) من أجلها قضية الحريات الديموقراطية فلسوف تبقى دائماً ولن يتوقف النضال من أجلها حتى يتحقق لشعبنا كامل حرياته.
وأنت يا عائلة الشهيد، أيتها العائلة المناضلة التي أبت إلا أن تحول جنازة الشهيد إلى مهرجان يوحد كل المواطنين والأحرار ويؤكد الإصرار على الاستمرار في النضال من أجل الحريات الديموقراطية من أجل الأردن ومن أجل فلسطين. وإذا كان ميشيل قد عاد إلى وطنه شهيداً في سبيل الحريات لتمثل جريمة اغتياله لعنة على فاعليها فإن أخاه جميل النمري يواجه الإجراءات التعسفية التي وضعته في السجون بكل عنفوان وإباء مصمماً على الاستمرار في النضال حتى يتحقق بناء الأردن الوطني الديموقراطي الذي يناضل كل الأحرار من أجل الوصول إليه.
العرس الأردني الفلسطيني في موكب الشهيد (النمري)
وسط زغاريد النسوة والأهازيج الوطنية ووسط ما يزيد عن عشرة آلاف مواطن شيعت مدينة المفرق الشهيد ميشيل النمري الذي اغتيل في أثينا الأسبوع الماضي.
انطلق موكب التشيع من مستشفى الجامعة الأردنية في الحادية عشرة صباحاً مخترقاً شوارع العاصمة التي أحبها الفقيد ونام على طرقاتها وغنى لها بقلمه وصوته وهو يسير مع رفاقه في شوارعها.
انطلقت الأصوات تغنى لفلسطين والأردن بعودة ابنها البار وقد حملت السيارات صور الشهيد وأكاليل الزهور التي زينت العرس الأردني الفلسطيني.
واخترقت الجنازة شوارع الزرقاء والمدن الأردنية حتى وصلت إلى مشارف مدينة المفرق، حيث خرج الأهالي في موكب واحد لاستقبال العائد شامخاً كالهرم صلباً كالصخرة ملفوفاً بالعلم الأردني. وعند مدخل منزل والد الشهيد ارتفع صوت والدته وهي تزغرد:
قالوا لي ابنك شهيد.. قلت بطل ربيته.. قالوا لي ابنك بطل.. قلت لأبو عمار هديته.. قالاا لي ميشيل نذر... قلت للقدس فديته.
وقد سجى جثمان الشهيد في منزل والده في تمام الساعة الواحدة بعد الظهر حيث عقدت حلقات الدبكة والأهازيج والزغاريد، وفى مقابل منزل الشهيد أقيمت بيوت الشر تجمعت فيها الجماهير كما أغلقت المحلات التجارية في مدينة المفرق طوال النهار.
وفي الساعة الثالثة تم تشييع جثمان الشهيد من منزل والده إلى الكنيسة للصلاة عليه محمولاً على أكف رفاق طفولته.. وأهالي المفرق ليكون الوداع الأخير للمدينة التي أحبها. وبعد الصلاة على الجثمان.. حمل عبر الشوارع إلى المقبرة يحيط به مندوب السيد ياسر عرفات مدير مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في عمان السيد علا حسني، والسيد نبيل عمرو مسؤول الإعلام الفلسطيني في عمان ومندوب الاتحاد العام للصحفيين الفلسطينيين، وكذلك رئيس رابطة الكتاب الأردنيين الدكتور خالد الكركي ووفد يمثل الرابطة، ونقيب الصحفيين الأردنيين ووفد عن النقابة وممثلو النقابات في الأردن، وأصدقاء (ميشيل) ورفاقه وعدد كبير من كوادر ومسؤولي القوى السياسية في الأردن .
وبعد أن ووري الجثمان الثرى ألقى السيد محمد داودية كلمة أصدقاء الشهيد قال فيها: لم يكن ميشيل النمري يوماً إلا ذلك الفرح والحياة للصحراء الفسيحة. لذلك لا يليق بهذا الفتى الأردني الحداد، فقد ظل الفرح الآتي.
كان لسكوته ثمن باهظ لو أنه سكت هذا العاصف هنا والرائق هناك، وكان يعرف أن الصمت تقبل حد الموت فاختار الحياة العريضة الكبرى.
كما ألقى السيد نبيل عمرو كلمة نيابة عن منظمة التحرير الفلسطينية أشاد فيها بالشهيد وبدوره وقلمه الذي كان كحد السيف .
وألقى السيد فخري النمري شقيق الشهيد كلمة قال فيها: ميشيل.. أيها الفتى البدوي العربي.. يا ابن الصحراء اليوم تستقبلك الصحراء التي أحببتها، ويستقبلك الأصدقاء وتستقبلك النساء بالزغاريد، أنه يوم عرسك.. العرس الأردني الفلسطيني، يا أيها العريس الغائب الذي عاد في موكب مع غروب الشمس .
أما والد الشهيد فقد كان (للأنباء) هذا اللقاء معه حيث قال:
اليوم اشعر بأنني أعظم رجل في هذا العالم لأول مرة في حياتي أرقص وأغني.. لأنني فرح بولدي الشهيد الذي عاد للوطن بعد غياب طويل يلفه العلمين الأردني والفلسطيني.. لقد أحب فلسطين وأحب الحرية.. وها هو اليوم شهيد الحرية.. شهيد الصحافة لذلك فأنا فخور به لأنه رفع رأسي عالياً.. شامخاً.
إن (ميشيل) واحد من ثمانية أولاد ربيتهم بطريقة اعتز بها.. علمتهم جميعاً ولكن لميشيل وضع خاص عندي لقد كان ومنذ طفولته له وضع مميز فرضه هو، وهناك ذكريات عزيزة ستبقى في نفسي تركها حين كان طفلاً صغيراً لا زلت أتذكر عندما كان في المرحلة الابتدائية كنت أعطيه مصروفه اليومي. ولشدة دهشتي حين عرفت انه لا ينفق فلسا من المصروف اليومي، بل كن يعطيه للطلاب الفقراء. وكان يشتري لهم أحياناً بعض لوازم المدرسة مثل الدفاتر والأقلام أو يشتري لهم قطع الحلوى.
وذات يوم سألته: لماذا تفعل هكذا يا بني؟! قال يومها: وماذا أفعل يا أبي أنهم أصحابي وأهلهم فقراء فلماذا لا نعطي الأطفال الفقراء؟
(ميشيل النمري)، صحفي عربي عادي، لا يملك ميليشيات ولا قوات.. يملك فقط قلمه وأوراقه وأفكاره وأحلاماً عن الحرية والتقدم والديموقراطية.. ويملك أيضا مجلة مغمورة ربما لم يسمع باسمها إلا القليل من أبناء لغة الضاد التي تصدر بها.
لكن هده المؤهلات كافية لتستفز الأنظمة العربية المصابة بحساسية شديدة ضد الكلمة الحرة المعبرة عن الرأي الآخر، فكان أن امتدت طلقات سوداء من مسدس حاقد يحمله مرتزق ليقتل (ميشيل النمري) في العاصمة اليونانية يوم 18/9/1985، وهكذا دفع هذا الصحفي حياته ثمناً (لتوهمه) إن هناك مجالاً للتحدث بحرية عن الوطن العربي وأنظمته، ولكنه لن يكتشف الآن إن الأنظمة مستعدة لمطاردة الكلمة حتى خارج حدودها.
ودائرة الاتحاد في هذه الجريمة ضيقة وضيقه جداً، وفي وسطها يقف النظام السوري الذي كتب النمري في مجلته قبل أيام عن بعض التحركات المناهضة له في داخل سوريا فكان الاغتيال المشابه لجرائم مماثلة نفذها النظام السوري ضد صحفيين سوريين وعرب اعتقدوا إن مهنتهم وآراءهم توجب عليهم أن يقولوا الحقيقة فكان أن اغتيل أحدهم قبل سنوات في بيروت وقام القتلة بعد تنفيذ جريمتهم بتحطيم اليد التي كان يكتب بها، وكان أن قتل سياسي سوري بارز قبل سنوات في باريس لأنه أنشا مجلة أرادت أن تتحدث بصورة نظرية عن قضايا القومية العربية.. وكان.. وكان..
النمري لم يكن الأول.. ويبدو أنه لن يكون الأخير في ظل أنظمة ترتجف وتصاب بالذعر والرعب من الكلمة الحرة حتى لو كانت تقال في مكان بعيد جداً عن عواصمها المدججة.
صحافة الوطن المحتل شهيد المعارضة العربية
(النشرة) مجلة عربية أسبوعية تصدر في أتينا منذ أيلول 1984م، رئيس تحريرها ومديرها العام شاب أردني غير مشهور اسمه (ميشيل النمري). وقد فرضت هذه المجلة المتواضعة التي لا تزيد صفحاتها عن 30 صفحة فقط نفسها سراً وعلانية، في كل المنافي العربية وداخل العواصم والمدن العربية ذاتها. لم تستخدم هذه المجلة الألوان الحديثة والزركشة الطباعية الأوروبية مثل غيرها من الصحف والمجلات العربية التي صار (من الموضة) لها أن تصدر في لندن وباريس وروما واتينا، ولم تعمل هذه المجلة، كما يبدو على فتح عشرات الحسبات المصرفية باسمها لتأكل وتشرب وتنام في بحبوحة الحكام والسلاطين. وإنما على عكس ذلك تماماً، جعلت من نفسها منبراً لكل أشكال المعارضة العربية في الداخل والخارج، في الأوطان والمنافي. داخل السلطة وخارجها، على حد سواء.
وبهذا المنبر الإعلامي المعارض تكون (النشرة) عن حق وعن جدارة، أول مجلة عربية على الإطلاق تلتقي فيها المعارضة العربية لنشر أدبياتها ووثائقها على الناس، ولتتجاوز بذلك ،خانوق، معظم الأنظمة العربية التي لا تترك للمعارضة من مجال سوى حبال المشانق والزنازين والطرد والنفي والاغتيال.
ولان هذا الطبع هو طبع معظم الأنظمة العربية فعلا وعلى رأسها النظام السوري فقد كان على (ميشيل النمري) أن يدفع الثمن، وان يسقط برصاص الاغتيال الجبان . أمس وعلى مقربة من مكتب (النشرة) في أثينا، انطلقت الرصاصات الجبانة لتحصد روح النمري الشجاع، ولتثبت أن قانون المعارضة في معظم المنطقة العربية ما زال قانونا ممنوعاً تماماً وظاهرة مرفوضة إلى حد القتل.
ولأن الفزع يأخذنا في هذا الواقع الهمجي الذي تقف على رأسه أنظمة تتستر بشعارات التحرر والتقدم، وهي رائدة المذابح والكوارث ضد شعوبنا، فأننا نعلن استنكارنا التمديد لاغتيال النمري الذي لم نعرفه، ولم نلتق به ولم ندرك عنه سوى هذه (النشرة) الرائعة المتميزة، وهو أدراك كل للتقدير والاحترام، ونؤكد في الوقت نفسه أن قتلة النمري لن ينجحوا ابدأ قتل (النشرة) فقد زرعت هذه المجلة المنبر جذورها في الأرض، وحققت الخطوة الأولى والأساسية في نشر فكر المعارضة العربية بكل أشكالها، ولا يمكن أن ترتد حتى سقوط شهيدها الأول (ميشيل النمري).
من قتل ميشيل النمري؟! إن تمتلك موقفاً واضحاً ومحدداً مما يجرى على الساحة العربية، أو الساحة الفلسطينية، وأن تعلن هذا الموقف. وان تمارسه بالشجاعة التي تراها، يعني أنك تتجول في حقل من الألغام.
حقل مزروع جيداً ومحاط من الجهات كلها، يعني أنك طائر فر من السرب العام، بمعنى أن دمك مطلوب. وأنك محاصر وأنك في الضفة الأخرى، فلا حق لك في التنفس الهادئ والهواء الممنوع لكل حر، يعني أنك خارجي، والخارجي هذه الأيام مدان ومقتول مع سبق الكراهية والحقد والنفي.
فكيف تحلم بنهار عادل للجميع؟ كيف تحلم بالخبز والكرامة والحب لهذه الأرض التي يعريها سادتها من شعوبها، ويعرون الشعوب من الإحساس الحقيقي بالحياة، شرط الوجود الإنساني النظيف. وكيف ترى مسلحة الظلام وتشعل شمعة؟ كيف ترى الخطأ وتشير إليه؟ كيف ترى من يعلقون على أعواد المشانق ولا يخفق صدرك وقلمك وتكتب؟ كيف تواجه كل هذا الخراب المصحر في بيداء العرب وتزرع شجرة؟ كيف تعيش الجوع والحلم بسنبلة؟ كيف ترى ممالك الطوائف الحالكة ولا تصرخ أو تبكى أن تنزع إلى رثاء الذات العربية؟ وكيف ترى الحدود العربية، الأبواب العربية، العواصم العربية، وكلها مغلقة في وجهك ولا تتفجر أعصاباً وشجوناً أو تلتجئ إلى البرية؟ وأين هي البرية المتاحة لك في الربع الخالي المنتشر في مساحات هذه القارة العربية؟
كيف لا تنشد فضاء آخر، واقفاً آخر يكون رحيماً وتعرف أن الرحمة مؤقتة في زمنك الممنوع، أو زمنهم هذا؟
كالنجم القطبي وحيد وبعيد تشربك رمال البيد تسقط عند مشارف صيدا.. وضواحي بيروت . والعمر يفوت وطيور البحر تموت يتسع فضاء الربع الخالي وتطارد في الأرض العربية، ترتشف في أغلال الروم أفقك مغموم
دربك معلوم موتك معلوم فليرتفع الستار عن رواية العروبة ولتكتشف الأكذوبة ولتكشف الأكذوبة
فمن قتلك يا (ميشيل؟.) من قتلك أيها الصديق الأبيض الجميل؟ من أسال دمك على باب أثينا، وأشاع الحزن في العائلة؟ عائلتك نحن، وعائلتك هناك، ومن بعثر هذه الغيوم على صباح أثينا ووجه أثينا، واسقط القطرات الأليمة على وجوهنا؟
ومن يا (ميشيل) قطع خيط حياتك فظل حوارنا الأخير في تونس ناقصاً ولم يكتمل ومواصله معاً ومن أسال يا (ميشيل)؟ كيف كان وجهك حين واجهك القتلة؟
وهل أشحت بعينك أسفا أو غضباً؟ وهل أمهلتك الرصاصة لتقول كلمك الأخيرة؟ حل حلمت بخمس دقائق أخيرة لتمنح قاتلك فرصة أن يستعيد إنسانيته. وان يستيقظ فيه الإنسان ثانية ليغني لا ليقتل وليكون لا ليستمر كأداة جامدة في يد من يوجهوه؟ هل غيبك كل هذا ألماً وأسى ولم يقتلك الرصاص وحده؟
لا أسال كيف فر قتلك؟ وكيف اختفى؟ ربما خجلاً أو خوفاً من دمك الواضح، دمك الذي أدى صرخته الأخيرة على أبواب أثينا، وأعطى شهادة ميلاد أخرى لاسمك، ولنا نحن الذين نمشي وكنت معنا وكنا معاً ونعرف أن رايتنا مطلوبة وأننا منذرون لموت ما!..
ولكننا نمشى ومع وقف التنفيذ نعلن دمنا القادم. دمنا المهيأ للتراب وللشوارع ولمدن العالم.. دمنا الذي أبى ألا إن يظل ماخراً، لأن لا حياة له خارج هذه الدائرة، خارج الوضوح وخارج هذا الغموض الذي يفتن الدم ويعانقه.
أيها الفتى الأردني والفلسطيني بجدارة الموقف والانتماء والدم، ماذا كنت تحمل في معطفك صبيحة هذا اليوم الأثيني الجارح؟ هل غير الكلمات حملت؟ وهل غير دمك الذي كان في الكفة الأخرى؟ وما عدلوا أو انتظروا عليك لتحتس قهوتك الصباحية.. وتسال عن آخر الأنباء.. وما انتظروا أن تتجول عينك قليلاً في نهار أثينا.. وتستقبل فرحاً صغيراً ما، أو موعداً.. أو هاتفاً أو دعوة عادية إلى احتساء كوب شاي..
وما ملت أنت.. أنت أيها الأردني الهادئ الذي أعطانا دمه من سنوات بعيدة ووزعه فينا من عمان إلى بيروت إلى قبرص وحتى آخر ساعتك في أرض اليونان.. وما ملت إلى مهادنة أو ركنت إلى هدوء وسلامة، وما طلبت نجاتك الخاصة إذ طالبتنا سيوفق ومدافع الأخوة الأعداء من بيروت حتى حرب المخيمات الأخيرة. حيث رفعت الصوت كاشفاً ومعرياً فداحة المؤامرة وخطوطها التي استهدفت وما زالت تستهدف تفتيت م.ت.ف. لا احتوائها فحسب . ولم تكن النشرة، هذه المطبوعة المنحازة إلى حركت التحرر وحركت المعارضة في الوطن العربي والعالم، لم تكن وحدها وجهك المضيء وساعدك ولسانك، كانت الثورة منبرك الأساسي ومعنى وجودك الذي كلفك الكثير..
ففلسطين ما كانت إلا وطنك الذي تحلم أن يرد إليك جديداً.. هكذا وجدت في البعد عنه أرضه ووجدت فينا أداة حلمك الشرعي. فيا أخانا الذي رحل.. يا أخانا الذي غادرنا سري