لا أحد يستطيع أن ينكر القناعة والتفاني فى عمل المؤسسات الصناعية وحرصها على توافر مناخ بيئي مناسب وجيد، ما أثمر أن المؤسسات الصناعية بالبحرين تحصل على شهادات التميز البيئى، وهذا ما يسعدنا جميعا ويدعونا إلى تكرار وتوضيح أسس التشجير البيئي للمصانع، حيث ليس الهدف من الزراعة بالمناطق الصناعية هو إضفاء طابع من التمييز لأنواع التشجير أو طابع للحديقة المشجرة وليس الهدف هو أنشاء ساحات أشبه بالمنتجع رغم تقديرنا للمجهودات وعلمنا بأن كل عود أخضر له أهميته البيئية، ولكن لابد أن يكون تشجير المناطق الصناعية من الدقة والعلم بحيث نحقق الهدف الفعلي بأقصر الطرق وبأقل الموارد ويكون اختيار طريقة وأنواع الأشجار طبقا لطبيعة منتج المؤسسة الصناعية فلا يجوز أن يكون تشجير المؤسسات الصناعية كزى موحد بل تختلف حسب نوع الملوث الناتج من عملية التصنيع، حتى وإن كانت التقنيات من فلاتر تحد بصورة كبيرة من انبعاث الملوثات، فمثلا أسلوب التشجير يختلف حول مصنع للحديد عن أسلوب التشجير عن مصنع للأسمنت وأسلوب التشجير لمصنع منتج للبتروكيماويات يختلف عن مصنع منتج للبلاستيك ولابد من قياسات بعد المصنع عن أقرب منطقة سكانية ونبدا فى عمل قياسات مسافات وأطوال الأحزمة بحيث يكرر الحزام الشجري على مسافة 20 ضعفا طول الحزام الشجري مع مراعات فى الحسابات سرعة واتجاة الريح وسلوك جزيئات الملوث، ولابد أن يكون التشجير حول المصانع له مواصفاته من حيث المساحة والأنواع وكل فترة زمنية يقيم مستوى التشجير من قبل لجنة السلامة البيئية من حيث الأنواع الشجرية، كما ذكرنا هناك أنواع تمتص أكسيد الكربون وأخرى أكسيد الرصاص وأخرى للهيدروجين فلوريد وهو من منتجات صناعة التعدين بالألمنيوم والمسابك وخاصة نبات الشاي لقدرته على امتصاص الفلوريد وأنواع أخرى حتى امتصاص الاشعاع الذري كنبات دوار الشمس ولابد من زراعتة أيضا في محطات التحلية ونباتات تمتص السيزيوم المشع بنسبة فائقة مثل نبات زيل الثعلب أو نبات الامرانتس. لقد وهب لنا الله سبحانه وتعالى هذا التنوع الهائل وهذا التخصص الحكيم لكي يصلح لنا الكون وكل ماعلينا هو إجادة الاستخدام ولنا أن نعلم أن جميع الانواع والاصناف النباتيه كلها جميلة ومناسبة، ولكن لظروف محددة وأماكن مخصصة وهذا ماحدث فى الصرعة بزراعة أشجار الكونوكاربس دون مراعات لاحتياجاتها وظروف الأماكن التى زُرعت فيها ما نتج عنها هدر للوقت والموارد والجهد، وما ترتب عليها من تلفيات في بعض المنشآت القريبة من زراعتها، وكل ما علينا هو الدراسة المستفيضة والتدقيق فى اختيار الأنواع النباتية بما يلائم مواردنا المائية المحدودة وبما لايستلزم صيانة كثيرة، وهذه البدائل موجودة بما يلائمنا وبما يحقق أهدافا بيئية أكثر مثل أشجار النيم والبروسوبس، والميزة الرائعة للأشجار ونذكر هنا على سبيل المثال مجموعة من الأشجار التى تفيدنا لقيمتها البيئية والاقتصادية سواء للإنسان كفائدة طبية أو علفية للحيوان أو فى مجال التصنيع لاخشابه أو في استخلاص الوقود الحيوي وهذه الأشجار تناسب الظروف البيئية لدينا، على سبيل المثال شجرة المورنجا وهي شجرة كثيفة الأوراق ولنا نعلم بأن المستقبل لهذه الشجرة حيث 28 غراما من أوراقها يمكن أن تؤكل وبها ما يعادل من فيتامين ج بمقدار يعادل 4 أكواب عصير برتقال، ومقدار كالسيوم يعادل لترا من الحليب ويمكن زراعتها فى الحدائق المنزلية، ومن نباتات الوقود الحيوي مثل أشجار الهوهوبا أو الجاجوبا وهي أشجار تتحمل الجفاف ودرجة حرارة 50 درجة مئوية، ويستخرج من بذورها أنقى أنواع الزيوت الذي يتميز بسرعة احتراق عالية ونظيفة لدرجة أنه يستخدم لمحركات صواريخ الفضاء، وكذلك نوجه اهتمامنا لإدخال النباتات الملحية بكل أشكالها وزراعة ضفاف الخليج حفاظا على البيئة البحرية مثل أشجار المنجروف والساليكرونيا الذي يزرع ويسقى بماء البحر ويعتبر علف جيد للحيوان.