أبت الإيطالية فرنشيسكا سكيافوني المصنفة رابعة مغادرة بطولة نهاية الموسم- سوني إريكسون الدوحة 2010 إلا بتحقيق فوز واحد جاء على حساب الروسية يلينا ديمنتييفا الرابعة بمجموعتين نظيفتين 6-4 و6-2 في ختام مباريات المجموعة العنابية للبطولة المقامة في مجمّع خليفة الدولي مع قيمة جوائز تبلغ 4.550 مليون دولار أميركي.
وفور انتهاء اللقاء، وبعد تسلمها درعاً تكريمية من ناصر بن غانم الخليفي رئيس الاتحاد القطري للتنس واللجنة العليا المنظمة لبطولة، فاجأت ديمنتييفا الحشد الكبير في الملعب وعلى الشاشة الصغيرة بإعلانها اعتزالها لعبة كرة المضرب "هذه السنة مميزة لي في الدوحة لأنها ستكون الأخيرة"، وأضافت "ستكون هذه البطولة الأخيرة لي، شكراً لكل الأشخاص الذين عملت معهم لهذا الوقت الطويل (12 عاماً)".
وقالت ديمنتييفا إنه لشرف كبير لها أن أكون جزءاً من هذه البطولة لوقت طويل، وتابعت شاكرة رابطة اللاعبات المضرب المحترفات، كما توجهت بالشكر للاتحاد القطري لكرة المضرب واللجنة المنظمة على التنظيم الناجح لثلاث سنوات، وهي التي حضرتها جميعها بدءاً من عام 2008.
وأعلنت قرارها على مسمع ومرأى من اللاعبات المشاركات في البطولة اللواتي وقفنا وسط الملعب ولم يستطعن حبس دموعهن، شأن والدة الروسية التي كانت ترافقها في كل البطولات وبدت شديدة التأثر، فيما حافظت ديمنتييفا على رباطة جأشها وأبقت على ابتسامتها الجميلة وهدوئها الراقي محاولة عدم إظهار انفعالها العاطفي.
وتحدثت الروسية شاكرة كل اللاعبات للتجربة المذهلة ولكل سنوات التي أمضتها معهن على الملعب معكم، كما شكرت كل من دعمها في مسيرتها وأضافت: "الأكثر أهمية أن أشكر عائلتي، خصوصاً والدتي. كنت مصدر دعم كبير، تشجيع وإلهام" وأضافت: "كنت دائماً هنا من أجلي. كانت طريق طويلة وفعلناها سوية. أحبك أمي. الأمر عاطفي كثيراً. من الصعب القول وداعاً".
وختمت ديمنتييفا كلمتها قائلة: "الأمر عاطفي جداً، من الصعب القول وداعاً، سأشتاق لكم".
وقالت ستايسي اليستر رئيسة رابطة اللاعبات المحترفات: "يلينا كانت بطلة، ومحترفة داخل وخارج الملعب طوال مسيرتها"، وتابعت: "كانت محفزاً لنمو التنس في روسيا وحول العالم. سنشتاق إليك وأتمنى لك حظاً سعيداً".
فيما توجهت إليها مواطنتها فيرا زفوناريفا بالشكر لكل ما قدمته لكرة المضرب الروسية وبأنها كانت مصدر فخر واعتزاز لبلادها.
وكانت هذه المشاركة العاشرة لديمنتييفا، ابنة الـ29 ربيعاً، في بطولة نهاية الموسم لرابطة لاعبات المضرب المحترفات، وهي بدأت مسيرتها الاحترافية في كرة المضرب العام 1998 حصدت خلالها 16 لقباً في الفردي لعل أبرزها ذهبية أولمبياد بكين العام 2008 و6 في الزوجي، كما فازت بفضية أولمبياد سيدني 2000.
وعلى صعيد البطولات الكبرى وصلت ديمنتييفا النهائي في بطولتي الولايات المتحدة وفرنسا عام 2004، وخسرت كليهما كما وصلت نصف النهائي ثلاث مرات، في ويمبلدون 2008 و2009 وأستراليا 2009، كما بلغت دور الأربعة في بطولة نهاية الموسم مرتين عامي 2000 و2008.
وجاء اعتزال الروسية وهي في مستوى متقدم، خصوصاً أنها تحتل المركز التاسع في التصنيف العالمي، وكانت أنهت العام الماضي في المركز الخامس، أما أفضل ترتيب أنهت به موسمااً ما كان الرابع العام 2008، في حين وصلت في السادس من نيسان/ابريل 2009 إلى المركز الثالث.
وتعتبر ديمنتييفا من طليعة اللاعبات اللواتي أحدثن نهضة في التنس الروسي قبل أن تحذو حذوها الكثيرات، وباتوا يعرفون أينما حلوا بالـ"الكتيبة الروسية".
وإلى جانب مستواها الرفيع في كرة المضرب، عرف عن ديمنتييفا رفع أخلاقها وحضورها الدمث والراقي في الملاعب وخارجها.
وبالعودة للقاء بدت سكيافوني قوية للغاية أمام الروسية وأكثر إصراراً على انتزاع الفوز وجائزة المئتي ألف دولار والنقاط الـ160 التي ستضاف إلى 210 حصلت عليها للمشاركة في ثلاث مباريات في الفردي.
واحتلت سكيافوني المركز الثالث في ترتيب المجموعة العنابية فيما جاءت ديمنتييفا رابعة وذلك نتيجة المواجهات المباشرة علماً ان اللاعبتين تعادلتا بفوز وخسارتين، فيما كانت الأسترالية سمانتا ستوسور ضمنت الصدارة يوم الخميس أمام الدنمركية كارولين فوزنياكي.
ورفعت سكيافوني رصيدها إلى 6 انتصارات مقابل 7 هزائم أمام ديمنتييفا، علماً أنه لم تهزم الروسية على أرض صلبة منذ العام 2007، اما آخر لقاء فكان انتهى لصالح اللاعبة المعتزلة في دورة طوكيو الصيف الفائت.
فنياً، انقلبت المعطيات المتعارف عليها في عالم كرة المضرب والمتمثلة بالأفضلية المتاحة للمُرسل، إذ تحققت عملية كسر الإرسال مرتين لكل لاعبة في أول ثماني أشواط من المجموعة الأولى، الشوط الثالث والسابع للروسية والرابع والسادس للإيطالية لتتعادل الأرقام 4-4 وسط منافسة طويلة على كل شوط وصلت أحياناً للتسع دقائق.
وبعد تقدّم بطلة رولان غاروس 5-4، قاتلت بضراوة على الشوط العاشر وكان لها فرصتان الأولى على نتيجة 40-30 أنقذتها الروسية فيما الثانية كانت إثر امتياز للإيطالية حصلت عليه بعد هجوم على الشبكة وضربة أمامية مقصية، أتبعته بالفوز بالشوط والمجموعة وسط حيوية وثقة لافتتين بدت على محياها فيما الذهول اكتنف الوجه الجميل لديمنتييفا.
عادلت ديمنتييفا الأرقام بشوط نظيف 1-1 في مستهل المجموعة الثانية وكان لها فرصتان لكسر الإرسال في الشوط الثالث إلا أن سكيافوني أنقذت الموقف وقلبت المعادلة في الشوط الرابع حين حصلت على امتياز بعد التعادل ونجحت بأمامية قوية في كسر إرسال منافستها والتقدم 3-1 وسريعاً 4-1 مستفيدة من أربعة إرسالات قوية منحتها شوط نظيف.
وظهر جلياً أن ديمنتييفا استسلمت نفسياً أمام الشخصية القوية للإيطالية التي طغت على اللقاء، الأمر الذي منحها كسر جديد للإرسال لتتقدم 5-1 قبل أن تؤخر صحوة صغيرة فوز الإيطالية إثر خسارتها إرسالها إلا أنّها حسمت هذه المجموعة واللقاء الغريب على إرسال منافستها في الشوط الثامن لتفوز 6-2.