سنجل تاريخ وحضارة

سنجل تاريخ وحضارة
بقلم : الداعي بالخير
صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com

سنجل قرية من قرى فلسطين ، تتبع إداريا لمحافظة رام الله.
تقع إلى الشمال الشرقي من مدينة رام الله وعلى بعد 21 كم منها، ويناهزعدد سكانها العشرة آلاف نسمة، و يوجد عدد كبير ممن ينتسبوا إليها في المهجر ، ومن المهجرين بسبب ظروف الإحتلال وهم حوالي خمسة الآف نسمة.
ترتفع قرية سنجل عن سطح البحر حوالي 800 م، وتبلغ مساحة القرية العمرانية حوالي 510 دونمات ويعود اسمها إلى (ريمون دي سانت جيل) أمير تولوز من أُمراء الفرنجة .
قرية ترمسعيا أقرب قرية لها ، إذ يفصل بينهما شارع باب الواد ، أو واد دادوه ، وتعتبر هذه القرية شقيقة لسنجل في الأصل ، وتحيط بأراضيها أراضي قريوت، ترمسعيا، اللبن الشرقية، عبوين، جلجيليا والمزرعة الشرقية كما يبلغ عدد سكانها في عام 2008 - 10,000 الاف نسمة
تاريخ قرية سنجل
يقال بأن فيها البئر الذي القي فيها سيدنا يوسف عليه السلام من قبل إخوانه، وهم هذه الأحيان يجزمون على ذلك ، ويتم إعداد منطقة البوابر ، وهي قلب القرية وأصلها قبل أن تتوسع ، وتبقى البوابر شبه مهجورة ، حيث يقع الجب ويعتقد بأن سنجل هي ساحة معركة شيلو بين بني إسرائيل والفلسطينيين التي ذكرت في العهد القديم أو التوراة ، ومنطقة (سيلون) قريبة من سنجل ، بل كانت حتى قرب الشريعة مسجلة بدائرة الأراضي من أراضي سنجل ، وأقام اليهود فيها مستعمرة (شيلو) السرطان والعلة والقنبلة القابلة بالانفجار في كل لحظة في تلك المنطقة..!!!
يعود اسم سنجل إلى عهد الصليبيين، حيث أقام فيها أمير تولوز الفرنسي(ريمون دي سانت جيل) من أمراء الفرنجة، و بنى فيها ديرا، وعرفت حينها باسمه (سانت دي جيل) ، وحين حررت فلسطين على يد المسلمين حور الاسم إلى (صنجيل) ، ثم استقر على سنجل.
كانت سنجل تابعة إداريا إلى الأردن بعد انتهاء الانتداب البريطاني في سنة 1948 م ، وقيام دولة المسخ (إسرائيل) ووحدة الضفتين ، حسب مؤتمر أريحا ، وبقيت حتى عام 1987م عندما صدر قرار فك الارتباط ، لتكون ما كانت تسمى بالضفة الغربية نواة مع قطاع غزة للدولة الفلسطينية .
وقد تعرضت القرية في عام 1952م ، شأنها شأن المنطقة إلى مجاعة قاسية نتيجة إصابة المحاصيل بدودة، و حصلت على إعانات من العراق والولايات المتحدة ، وأكل الناس خبز الشعير الأشبه بركب الحمير (مأكول ومذموم) ، وأكلوا كراديش الذرة البيضاء والتي كانت مع الشعير علفا للحيوانات ، ومنهم من لم يجد شيئا إلا بالصعوبة البالغة ، وهي أيام (تنذكر وما تنعاد)...كما يقال عند تذكرها ولا أحسب بقي ممن عانوها إلا القليل النادر الذي لا يستطيع أن يتذكر ....!!!
في نكسة حرب 1967 م، سيطرت إسرائيل عسكريا وإداريا عليها، وبعد اتفاق أوسلو للسلام، حصلت السلطة الفلسطينية على بعض الصلاحيات الإدارية في سنجل.
تبلغ مساحة أراضي القرية حوالي 14200 دونم يزرع فيها الزيتون ، والعنب وأشجار التين والبرقوق وعموم اللوزيات ، كما وتشتهر البلدة بزراعة المحاصيل الشتوية والصيفية نظرا للسهول التي تحيط بالبلدة .
وكانت القرية تعتمد في مياه الشرب والري على نبع يقع في وسط القرية ، ولها خزان وأنابيب يتناول السكان ما يحتاجونه من الماء وتعرف هذه العين (جب سيدنا يوسف) وفي القرية بعض آبار الجمع لمياه الأمطار .
بلغ عدد سكان القرية عام 1922م حوالي 934 نسمة، وفي عام 1945 مبلغ العدد 1320 نسمة ، وبعد عدوان حزيران 1967م بلغ عدد سكانها حسب الإحصاء الصهيوني 1823 نسمة ، وارتفع هذا العدد ليصل عام 1987م حوالي 3733 نسمة، ويعود بعض السكان بأصولهم إلى حوران...!!
يقوم جامع القرية على موقع الكنيسة التي أشادها الفرنجة ، وفي غرب القرية مزار يحمل اسم (الشيخ عمرو الضمري) وفي القرية ثلاث مدارس مدرسه ذكور سنجل الثانوية ومدرسة أبو بكر الصديق الأساسية ومدرسة الإسراء الثانوية للبنات, وتحوي على ثلاثة مساجد وهي المسجد الكبير الذي يقع وسط البلد والمسجد القديم يقع في منطقه البلدة القديمة والمسجد الثالث تم بناؤه حديثا في منطقه المزيرعة التي هي أيضا حي كبير من أحياء سنجل يحوي العديد من البناء الحديث فهي منطقة حديثة المنشأ ، ويطلق عليها اسم (سنجل الجديدة).
تتوفر في القرية الخدمات الصحية حيث يوجد عيادة طبية واحدة ومركز لرعاية الأمومة والطفولة وخدمات بريدية وهاتفية وكما ويوجد فيها نادي رياضي واجتماعي ويوجد في القرية ثلاث مدارس كما ويوجد في البلدة روضة أطفال .
وفيها المدافن ، وهي مغر وكهوف كنا نسميها (النواميس) ، وهناك قطع أعمدة أثرية والعديد من الخِرَب وأشهرها :
(رأس الدير) : وتحتوي على أنقاض دير وكنيسة.
خربة البرج وخربة غرابه
كما يوجد في قرية سنجل مقامات منها مقام يدعى (أبو العوف) ، ومقام(الشيخ صالح) الذي يقوم على بئر الجُب ، في الجهة الشمالية من القرية ومقام الشيخ (عمرو الضمري) ويقال أن هناك في القرية حارات ومنها :
المغراق : ويوجد فيها مكان يدفن فيه الناس يسمى (الفستقية) على زمان الفرنجة ، وقد سألني ذات مرة المطران الراحل (نعمة السمعان) من أي بلد أنا ، فقلت له من سنجل ، فابتسم وقال : أنت من بلد مباركة ...!!!
ويوجد آثار كثيرة في قرية سنجل ، وقد اخذ اليهود مساحات هائلة جدا من القرية إذ تعد أكبر قرية في محافظة رام الله كما يوجد حارات : (الميسة) و(التوتة) ، والحارة الغربية والشرقية كما يوجد في قرية سنجل منطقة تسمى (شورية) سميت بسبب تشاور إخوان يوسف في أمر الكيد لأخيهم يوسف عليه السلام و(باب الواد) أو (واد دادوه) ، وهو الوادي الذي اقتاد إخوة يوسف ، يوسف فيه بعد أن تشاوروا عليه حتى أوصلوه الجب وألقوه فيه ، وقول الناس عن الأجيال القديمة ، أنه لم يحدث وسقط في البئر لا بشر ولا حيوان ، وذلك ببركة سيدنا يوسف الصديق عليه السلام ....!!!
ولها فريق متميز على مستوى الوطن في كرة الطائرة وهي اللعبة التي تشتهر وتتميز بها سنجل منذ القدم وأحرز بطل فلسطين لثلاث مرات ويضم بين صفوفه أفضل لاعبين على مستوى الوطن .
كما تشتهر القرية بالمناطق السياحية والأماكن وهي :
الشميس : وهو يحتوي على أشجار الصنوبر .
المغراق : وهي حارة أثرية وأشبه بالمناطق الغابية .
خربة التل : وهي منطقة أثرية رومانية تقع على رأس جبل ، وفيها آبار محفورة في الصخر ، وآثار رومانية أخرى ، وبئر شهير للماء ، كان الناس يتزودون بالماء منه .
أبو العوف : وهو مقام لولي تدور حوله حكايات لا نجزم بصحتها ، والمثل الشعبي : (مش تحت كل قبّه مزار) أصدق تعبير ، ويغني عن الشرح ...!!!
الوعر : وهي منطقة سكنية كبيرة ،وهناك بيتنا القديم ، حيث عندما أجلس أمام البيت تكون قرية ترمسعيا ، وقريوت ومستعمرة شيلو أمامي ، وسميت بالوعر لوعورة مسالكها ، ولكنها بنظري أجمل بقعة في الدنيا..!!
جبل الباطن : وهو جبل يقع في الشمال الغربي للقرية ، على طريق نابلس وقرب قرية اللبن الشرقية ، عند أشهر منحنيات في الشوارع اسمها (كوربات اللبن) ، وقد أقام اليهود على رأسه مستعمرة إستراتيجية ، وفي بطنه مرج كبير أسمه مرج عرزل وجبال تسمى الضلعات ، أو الظهرات ( الله يعيننا على الصدق) ، وسبب كل تلك التفاصيل لرواية طرفة ، إذ يشبه جبل الباطن (قور المفتول) ، ويشبه مرج عُرزل ملعقة ، وتشبه الضلعات ، أو الظهرات كومة لحم ، وذات يوم وصاحبنا يعمل أحس بالجوع فقال : (آآآآآآآآآآآآآآآآآخ لو الباطن قور مفتول ومرج عرزل معلقة ، والظهرات لحم ، ولظل أوكل لمّا انسطح ...!!!)
والكثير من المناطق السياحية والأثرية والأماكن الأخرى نذكر على سبيل المثال لا الحصر:
وادي جرار ، شعب النمر ، المقوس ، عين مغرّبه ، خلة سلعة ، الحِرش ، وادي الصيره ، شعاب حسان ، الظهرات ، وشعاب العين ، ومراح الحرذون ، والمغربات ، ومرج الرام ، ومرج الحصان ،وروس العقايب ، وروس المعاصر ، وباب السوق ، وراس العقبة ، وبير غزاله ، وعين مضير .. ومناطق أخرى ، سأسأل من يقيمون هناك ولم يغادروا مثلي منذ 1967 وكنت حينها غلاما غرا..!!!!
كما توجد الجمعية التعاونية النسائية للتنمية الريفية والتي تقوم على الجمعية الاستهلاكية ومنها المعجنات وصناعة الصابون وزراعة الفطر والكثير من النشاطات العامة الأخرى ..!!
عائلات القرية
تتكون قرية سنجل ، ويحاول البعض تحويلها إلى مدينة ، وأرجو أن لا يتم لهم ذلك ، وتبقى سنجل الحبيبة قرية من عشر حمائل وهي :
دار أبو شبانة ، و دارعصفور ، و دار غفري ، و المسالمة ، والطوافشة ،والفقهاء ، ودارعلوان ، الكراكرة ، والعواشرة ، ودارخليل .
كما أن عائلة المسالمة تعود بأصولها إلى الأصول المسيحية ، فهم من قرية الطيبة / رام الله ، وقد أثبت لنا هذا النسب الحاج عبد الله الصوص ، أبو عماد ، وسميت هذه العائله باسم المسالمة بعد اعتناقهم الدين الإسلامي.
ولسنجل خصوصية في العلاقات العامة غير موجودة في أي مكان آخر ، قمنا بالإشارة إليها وتصويرها بالتراثيات التي ننشرها ، وهي من ذاكرة قرية ، والقرية سنجل .

http://www4.0zz0.com/2010/03/27/12/668939012.jpg
الداعي بالخير
صالح صلاح شبانة

http://turath.mo5ayam.com/vb/index.php
منتديات سنجل الباسلة
الموقع الشخصي للكاتب والباحث صالح صلاح شبانة

بارك الله فيك على المعلومات القيمة