حكومة أقلية بهولندا تخيف المسلمين 29/09/2010
أعلن اليمين الهولندي توصله إلى تشكيل حكومة أقلية يدعمها اليميني المتطرف خيرت فيلدرز، لكن لم يُكشَف بعد عن معالمها.
وعبرت قيادات سياسية مسلمة عن تخوفها من تبني التشكيل الحكومي اليميني القوانين الصارمة في حق الأجانب.
ويشارك في تشكيل حكومة الأقلية حزبا يمين الوسط الحزب الليبرالي الفائز الأول في الانتخابات بـ31 مقعدا والحزب المسيحي بـ21 مقعدا، يدعمهما برلمانيًا اليميني المعادي للإسلام فيلدرز الذي يملك حزبه 24 مقعدا.
وقالت مصادر مقربة من التشكيل الحكومي عن اتفاق مع فيلدرز ليكون داعما للحكومة لا مشاركا فيها، خشية عزلتها دوليا بسبب آرائه المتشددة، ورغبة في أن يبقى طليق اللسان في مهاجمة الإسلام والأجانب.
برلمان مشتت
وشتتت انتخابات يونيو/حزيران مقاعد البرلمان الـ150، بينها 76 ذهبت لحزبيْ يمين الوسط ولحزب فيلدرز، فيما حصلت الأحزاب اليسارية الثلاثة الكبرى على 65 مقعدا وتوزعت سبعة مقاعد على أحزاب صغرى.
وقال أيهان تونجا الرئيس الأسبق لمجلس تنسيق المسلمين مع الحكومة وعضو المعهد العلمي للحزب المسيحي للجزيرة نت "لا نتوقع قوانين تميّز ضد الأجانب كما يدعو خيرت فيلدرز ولكن لا نستبعد تبنى قوانين صارمة".
وتوقع "رفع الدعم عن المؤسسات الثقافية التي يعمل من خلالها الأجانب وعرقلة الهجرة ورفع الدعم عن الدروس الخاصة بالاندماج والتوطين"، لكنه لا يتوقع حظر المدارس الإسلامية وبناء المساجد.
وأوضح أن الأجانب أو المسلمين ليسوا الوحيدين الذين يرفضون العمل مع فيلدرز، و"نحن نحتاج إلى استثمار هذا الرفض أثناء مؤتمر الحزب".
امتحان عصيب
برهان الدين تشارلق -من المجلس البلدي لمدينة هونغيلو الواقعة شرق هولندا وعضو مجموعة مسلمي الحزب المسيحي- قال للجزيرة نت "تاريخيا تعودنا كهولنديين من أصول تركية على المشاركة والتصويت للحزب المسيحي".
وأضاف أن مشاركة حزب فيلدرز في الحكومة يجعله يمرّ بامتحان عصيب مع الأقليات قائلا إذ "يوجد حوالي أربعين عضوا بمجالس بلديات هولندا من أصل تركي يعملون نيابة عن الحزب المسيحي الديمقراطي". وتساءل "كيف سنعمل جنبا إلى جنب مع شخص يرفضنا ويرفض ثقافتنا؟".
كما قال إن المسلمين من الحزب المسيحي يتابعون الأوضاع عن كثب و"سيكون لنا قرار جماعي في الوقت المناسب"، ولم يستبعد الاستقالة الجماعية إن فشلت جهودهم لوقف تمرير مواقف تميّز ضد المسلمين.
وبنجاح هذا التشكيل تكون هولندا لأول مرة أمام تحالف أقلية يدعمها حزب يميني بعد أن رفضت الأحزاب اليسارية سابقا التعاون مع اليمين لاختلاف الرؤى في معالجة مخلفات الأزمة الاقتصادية وفي الموقف من الأجانب.
ومع الإعلان عن التشكيل الحكومي عاد الحوار مجددا إلى الساحة الإعلامية بشأن إمكانية قبول مؤتمرات الأحزاب التحالف، خاصة أن مجموعة كبيرة من أعضاء الحزب المسيحي يرفضون من ناحية المبدأ العمل المشترك مع فيلدرز، لذا لا يتوقع المراقبون أن يطول عمر الحكومة.
حزب الواحد
واستهجن الناطق باسم مجموعة مسلمي الحزب المسيحي براهيم فاي بنغا -في تصريحات سابقة- قبول أحزاب كبرى العمل مع شخص يقسم المجتمع، حسب تعبيره.
وقال "نستغرب كيف يعمل حزبان كبيران عرفا بدفاعهما عن الديمقراطية مع حزب لا ديمقراطي، فيه عضو واحد والبقية مناصرون بمن فيهم أعضاء البرلمان؟".
* الجزيرة نت