|
| سيرة آل البيت رضوان الله عليهم.... | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
نور الهدى المشرفة العامة
عدد المساهمات : 2926 النقاط : 3332 تاريخ التسجيل : 19/04/2010 الموقع : فلسطين نشاط العضو : الاوســـــمة :
| موضوع: سيرة آل البيت رضوان الله عليهم.... 2010-08-22, 16:49 | |
| السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،
علي بن أبي طالب رضي الله عنه
هو الصحابي الجليل, والخليفة الراشد, والإمام الفقيه العابد المجاهد, الفصيح الحكيم, علم من أعلام آل البيت الكرام - عليهم رحمات ربي ورضوانه.
اسمه ولقبه
هو ابن عم رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وصهره علي بن أبي طالب (عبد مناف) بن عبدالمطلب بن هاشم (عمرو) بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي الهاشمي القرشي. كنيته أبو الحسن ولقب بأبي تراب والمرتضى وحيدرة.
أبوه
والده أبو طالب سيد من سادات قريش وإليه سقاية الحجاج, وكان من أكثر الناس دفاعا ومساندة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؛ فقد كفله بعد وفاة جده عبدالمطلب وسانده بعد بعثته في وجه غطرسة قريش وتكذيبها ومعاداتها له.
أمه
وأم علي هي فاطمة بنت أسد بن هاشم - رضي الله عنها – وقد كانت كالأم لرسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وقد أسلمت وهاجرت إلى المدينة؛ فأبوه وأمه هاشميان, وهو أول هاشمي يولد لهاشميان.
ولادته
ولد علي - رضي الله عنه - قبل البعثة بعشر سنين حوالي 599م.
إخوته و أخواته
وعلي - رضي الله عنه - أصغر من طالب وعقيل وجعفر وهم أشقائه. وأما شقيقاته فأم هانئ وجمانة.
كفالة الرسول له
وحين بلغ الخامسة أو السادسة من عمره ضاقت أحوال أبي طالب وكان له أولاد كثر؛ فذهب إليه النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - و العباس بن عبد المطلب - رضي الله عنه - وعرضا عليه أن يأخذ كل منهما ولداً من أبنائه يربيه ويكفله تخفيفاً عليه، فأخذ العباس جعفرا وأخذ النبي علياً فتربى في بيته ولازمه.
إسلامه
أسلم علي - رضي الله عنه - صغيرا وهو ابن ثمان سنين, وقيل أنه أول من أسلم وقيل ثانيا بعد خديجة, وقيل ثالثا بعد أبي بكر - رضي الله عنهم أجمعين -, وقيل أن إسلامه كان قبل أبي بكر ولكنه كان سرا, والمجمع عليه أنه من أوائل المسلمين وأنه أول من أسلم من الصبيان.
هجرته
بقي بعد إسلامه ملازما لرسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وعاصر ما مر به أوائل المسلمين من العناء في مكة على يد المشركين من قريش, وما كانوا عليه من الصبر والولاء لله ورسوله, وعندما أمر رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بالهجرة إلى المدينة دعا عليا وأمره أن يبيت على فراشه، ويتسجى ببرده؛ ففعل، وكان بهذا يفتدي رسول الله بنفسه, كما أمره الرسول الكريم بأن يتأخر بعده في مكة ليؤدي الأمانات إلى أهلها وأن يؤدي إلى كل ذي حق حقه؛ فكان آخر من قدم المدينة من الناس.
زواجه بفاطمة
في السنة الثانية من الهجرة زوجه النبي من ابنته فاطمة سيدة النساء وله منها الحسن والحسين ريحانتا رسول الله وفيهما ينحصر ولد رسول الله وزينب وأم كلثوم.
زواجه بغير فاطمة
وقد تزوج علي بعد وفاة فاطمة من نساء كثيرات منهن فاطمة بنت حزام الكلابية وأمامة بنت أبي العاص وبنت زينب بنت رسول الله وأسماء بنت عميس وخولة الحنفية .
أبناءه
وله أبناء وبنات كثيرون, منهم العباس وأبي بكر وعمر وعثمان وجعفر وعبدالله وعبيدالله وعون ويحيى ومحمد الأوسط ومحمد بن الحنفية رقية ورملة أم الحسن محمد الأصغر أم هاني ميمونه زينب الصغرى أم كلثوم فاطمة إمامة خديجة أم الكرام أم سلمة أم جعفر جمانة نفيسة.
مواقفه وبطولاته
شهد علي بدراً، وأحداً والخندق، وبيعة الرضوان، وجميع المشاهد مع رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إلا تبوك؛ فإن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - خلفه على أهله، وله في جميع هذه المشاهد بلاء عظيم ومواقف بطولية مشهودة، منها خروجه للمبارزة في بدر والأحزاب وقتله الوليد بن عتبة وعمرو بن ود العامري ومرحبا اليهودي, وأعطاه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - اللواء في مواطن كثيرة منها يوم بدر ولما قتل مصعب بن عمير - رضي الله عنه - يوم أحد وراية النصر يوم خيبر.
تغسيله للرسول
كان علي في تغسيل وتجهيز ودفن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -.
مناقبه
وله مناقب وخصائص كثيرة منها: 1_ أن ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد أبقاها الله في ولد علي وفاطمة - رضي الله عنهما وأرضاهما -. 2_ وله ما سبق ذكره من شرف النسب. 3_ والنشأة في رعاية رسول الله وفي بيته. 4_ والمسارعة للإسلام. 5_ وفداء رسول الله عند الهجرة. 6_ وقل النبي له: (أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي؟). 7_ وكانت له الراية التي وصف رسول الله حاملها بأنه رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. 8_ وأنه كان في أهل الكساء والمباهلة. 9_ وهو من العشرة المبشرين بالجنة. 10_ ومن السابقين الأولين والمهاجرين المجاهدين. 11_ ومن أهل بيعة الرضوان. 12_ وقال فيه رسول الله: (من كنت مولاه فعلي مولاه). 13_ كان يكتب الوحي والرسائل لرسول الله, وبعثه رسول الله رسولا لبعض القبائل يدعوها, وأرسله لهدم الأصنام وتسوية القبور, وأرسله قاضيا لليمن, وقد قدم إلى مكة منها في حجة الوداع وحج مع رسول الله.
في خلافة أبي بكر
ولما بويع أبو بكر بالخلافة بادر علي - رضي الله عنهما - بمبايعته, وكان مما قاله علي بن أبي طالب في خطبته على منبر الكوفة في ثنائه على أبي بكر وعمر: (فأعطى المسلمون البيعة طائعين، فكان أول من سبق في ذلك من ولد عبدالمطلب أنا). وكان علي رضي الله عنه لأبي بكر ناصحا معينا وقال له يوم ذي القصة: ( لم سيفك ولا تفجعنا بنفسك، وارجع إلى المدينة فو الله لئن فجعنا بك لا يكون للإسلام نظام أبداً). وكان علي محبا لأبي بكر, عارفا وحافظا لقدره ومنزلته؛ فعن علي - رضي الله عنه – أنه قال: (ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم قال: ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد أبي بكر عمر). وقد تولى علي في خلافة أبي بكر تقسيم الفيء والخمس. وعندما توفي الصديق أقبل علي - رضي الله عنهما - مسرعا باكيا مسترجعا وقال خطبة طويلة بليغة صادقة بدأها بهذه الجمل: (رحمك الله يا أبا بكر, كنت إلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنيسه ومستراحه وثقته, وموضع سره ومشاورته، وكنت أول القوم إسلاما, وأخلصهم يقينًا، وأشدهم لله تقوى، وأخوفهم لله، وأعظمهم غناء في دين الله عز وجل، وأحوطهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحدبهم على الإسلام، وأحسنهم صحبة، وأكثرهم مناقب، وأفضلهم سوابق، وأرفعهم درجة، وأقربهم وسيلة، وأشبههم برسول الله هديًا وسمتًا، وأشرفهم منزلة، وأرفعهم عنده، وأكرمهم عليه .....).
في خلافة عمر
وعندما صارت الخلافة لعمر كان علي عونه ومستشاره المقرب؛ فقد كان عمر - رضي الله عنه - يعرف لعلي فضله وفقهه وحكمته, ولعلي في القضاء قصص مشهورة في زمن عمر, وله فقه وحديث رواه عنه خلق كثير.
خلافة علي لعمر على المدينة
وقد أناب عمر عليا على المدينة مرارا منها حين ذهب يستلم مفاتيح بيت المقدس. وكانت بينهما - رضي الله عنهما - مودة ومحبة ولهذا زوج علي ابنته أم كلثوم للفاروق. وعندما طعن أمير المؤمنين عمر جعل الخلافة شورى بين ستة هم علي وعثمان والزبير وطلحة وسعد وعبدالرحمن - رضي الله عنهم أجمعين - ثم انحسرت الخلافة بين عثمان وعلي؛ فلما بويع بها عثمان كان علي من أوائل من بايعه - رضوان الله عليهم -.
في خلافة عثمان
وحين قامت الفتنة الآثمة زمن عثمان - رضي الله عنه -, وقف علي وقفته الشجاعة يساند بالرأي ويحاول منع أهل الفتنة من مواصلة جريمتهم؛ حتى أنه أرسل الحسن والحسين - رضي الله عنهما - ليحرسا بيت عثمان من أهل الفتنة.
خلافته
وعندما وقعت الفجيعة وقتل أمير المؤمنين عثمان, بويع علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - باختيار صحابة رسول - الله صلى الله عليه وسلم - من أهل المدينة من المهاجرين والأنصار وكان منهم الزبير وطلحة فقد كانا يريان أن عليا أولى بالخلافة منهما. وكان علي عادلا زاهدا راشدا زمن خلافته, قال رضي الله عنه: (الدنيا جيفة، فمن أراد منها شيئاً، فليصبر على مخالطة الكلاب).
5موقعة الجمل
:
وقدر الله وقوع تلك الفتنة التي شجرت بين الصحابة - رضي الله عنهم أجمعين - والتي كان يذكي نارها بعض أهل الفتنة وقتلة عثمان حتى كانت موقعة الجمل وصفين, ولم يكن النزاع في هذه المواقع على إمارة أو خلافة فالكل كان مجمعا على فضل علي - رضي الله عنه - وأحقيته بالخلافة وإنما كان المختلفون يجتهدون في مسألة الثأر من قتلة عثمان. وكان من آثار هذه المواقع والأحداث ظهور الخوارج ومقاتلة علي لهم في النهروان, قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (تمرق مارقة عند فرقة بين المسلمين ، فيقتلها أولى الطائفتين بالحق), ولم يحزن علي على قتل أهل النهروان؛ فهم الخوارج المارقون, بل كان يسجد لله شكرا لانتصاره عليهم, ولكنه بكى لما قاتل أهل الجمل، وبكى وقد رأى طلحة والزبير قتيلان - رضي الله عن الجميع -, وعفى ولم يسبي ولم يعنف, بل كرم وواسى, وحزن لما قاتل أهل صفين.
استشهاده
وبعد النهروان بعامين تقريبا قتل علي - رضي الله عنه - شهيداً وله ثلاثة وستون سنة على يد الشقي عبدالرحمن بن ملجم الخارجي, قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه: (أشقى الناس الذي عقر الناقة والذي يضربك على هذا - ووضع يده على رأسه - حتى يخضب هذه, يعني لحيته). وكانت مدة خلافة علي أربع سنين وتسعة أشهر وثلاثة أيام فقد بويع بالخلافة في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة عام خمس وثلاثين، وكانت وفاته شهيدا في اليوم الحادي والعشرين من شهر رمضان عام أربعين للهجرة. وتولى غسل أمير المؤمنين علي - رضي الله عنه - الحسن والحسين وعبدالله بن جعفر - رضي الله عنهم - وصلى عليه الحسن. وقيل أنه دفن في قصر الخلافة في الكوفة].
| |
| | | نور الهدى المشرفة العامة
عدد المساهمات : 2926 النقاط : 3332 تاريخ التسجيل : 19/04/2010 الموقع : فلسطين نشاط العضو : الاوســـــمة :
| موضوع: رد: سيرة آل البيت رضوان الله عليهم.... 2010-08-22, 16:50 | |
| فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
هي فاطمة بنت محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمية القرشية صلى الله على أبيها وآله وسلم ورضي عنها وأرضاها. أمها خديجة بنت خويلد عليهما السلام. اختلف المؤرخون والرواة في زمن مولدها فقيل أنها ولدت بعد البعثة أو عندها, وقيل قبل البعثة بسبع سنين, والأقرب أنها ولدت وقريش تبني الكعبة قبل البعثة بخمس سنين. وهي أصغر بنات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد زينب ورقية وأم كلثوم عليهن السلام.
نشأت
في بيت النبوة, وتنبهت على أنوار البعثة والهدى, وكانت ترى ما يتعرض له والدها صلى الله عليه وآله وسلم وصحبه الكرام رضوان الله عليهم من عذاب وأذى في مكة قبل الهجرة وهي فتاة شابة؛ فقد كانت في تلك الفترة الزمنية بين الخامسة والثامنة عشر من عمرها, وكانت صامدة مدافعة عن رسول الله في وجه طغيان وآذى كفار قريش, ولكثرة مواقفها البطولية والمساندة لرسول الله خاصة بعد وفاة والدتها خديجة لقبت بأم أبيها.
وبعد الهجرة إلى المدينة بأشهر يسيرة زوجها رسول الله من ابن عمه علي بن أبي طالب وكان مهرها درعا غنمها علي في غزوة بدر وأنجبت منه الحسن والحسين وزينب وأم كلثوم وفي ذرية الحسن والحسين وزينب بقي عقبها وعقب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وكان بيتها بيتا مباركا بدعاء النبي وتوجيهه لأهل هذا البيت بالذكر والعبادة, وكان بيتا معطاء على قلة ذات اليد, وكانت فاطمة تعمل في بيتها بيدها لا يخدمها خادم وتستعين بوصية رسول الله لها بالتحميد والتسبيح والتكبير.
لقبت رضي الله عنها بالزهراء والبتول وأم أبيها ولها ألقاب أخرى ولكل من هذه الألقاب سبب مختلف فيه, ولكنها أسباب خير وفضل.
لها مناقب وخصائص وفضائل كثيرة؛
فهي خير نساء العالمين ومن النساء الأربع الآتي كملن وهن خديجة بنت خويلد وآسية بنت مزاحم ومريم بنت عمران وفاطمة عليهن السلام, وقال فيها رسول الله أنها بضعة يؤذيه ما يؤذيها ويربيه ما يريبها, وقيل أنها خير النساء بعد مريم بنت عمران, وقيل أنها خير نساء أمة محمد ثم خديجة ثم عائشة, وكلهن فاضلات رضوان الله عليهن أجمعين وعلى آل رسول الله من أزواجه وذريته وعلى صحبه والتابعين بإحسان, قالت عنها عائشة: "ما رأيت قط أحدا أفضل من فاطمة غير أبيها" رضي الله عنهن. وفي فاطمة عقب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
لازمت رسول الله حتى توفاه الله وكان قد أسر إليها أنها أول من يلحق به من أهله فكان ذلك فقد توفيت ولحقت به بعد ستة أشهر تقريبا, وكانت زمن خلافة أبي بكر رضي الله عنه على قدرها ومكانتها عند المسلمين, وكان بينها وبين أبي بكر ما كان من خلاف حول ما ترك رسول الله هل هو لورثته أم يكون صدقة؛ ففعل أبو بكر بما علمه من رسول الله فجعلها صدقة, وكذلك بقيت في زمن الخلفاء بعده حتى في زمن علي رضي الله عنهم أجمعين, ولمكانتها كان أبو بكر يترضاها في هذا الأمر ووردت روايات في أنها رضيت عنه وقد علمت قصده وحجته وهذا ما نعتقده بآل بيت رسول الله وصحبه الكرام رضوان الله عنهم أجمعين.
وفاتها
دفنت بالمدينة ولها تسعة وعشرون عاما سنة احدى عشرة للهجرة. وكانت أول من غطي نعشها من المسلمات ذلك أنها أوصت بذلك لشدة حيائها أن يصف الكفن جسدها للرجال رضي الله عنها وأرضاها.
| |
| | | نور الهدى المشرفة العامة
عدد المساهمات : 2926 النقاط : 3332 تاريخ التسجيل : 19/04/2010 الموقع : فلسطين نشاط العضو : الاوســـــمة :
| موضوع: رد: سيرة آل البيت رضوان الله عليهم.... 2010-08-22, 16:51 | |
| الحسن بن علي رضي الله عنه
اسمه ولقبه
هو سبط رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، القرشي الهاشمي. كنيته أبو محمد ولقبه المشهور ريحانة رسول الله. سماه النبي -صلى الله عليه وسلم- الحسن، وكناه أبا محمد، ولم يكن يعرف هذا الاسم في الجاهلية، وروي أن الله سبحانه وتعالى حجب اسم الحسن والحسين حتى سمى بهما النبي - صلى الله عليه وسلم - ابنيه الحسن والحسين .
والداه
أبوه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأمه سيدة نساء العالمين فاطمة بنت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم ورضي عنهما وأرضاهما- وقد تقدم ذكر سيرتهما في هذا قسم سيرة آل البيت في الموقع .
مولده
ولد بالمدينة في نصف شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة, وقيل في شعبان منها؛ فسماه النبي -صلى الله عليه وسلم- الحسن، وأذن في أذنه, وعق عنه يوم سابعه، وحلق شعره وأمر أن يتصدق بزنة شعره فضة .
حب النبي -صلى الله عليه وسلم- له
عاش الحسن –رضي الله عنه- سنواته السبع الأولى محاطا بحب رسول الله –صلى الله عليه وسلم-, وكان رسول الله يصرح بحبه له, فكان يحمله ويقول: اللهم إني أحبه فأحبه. وقال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- للحسن والحسين -رضي الله عنهما-: اللهم إني أحبهما فأحبهما وأحب من يحبهما. وقال فيهما: هما ريحانتاي من الدنيا. وقال –عليه الصلاة والسلام-: وكالحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة. ان النبي –صلى الله عليه وسلم- يخطب على المنبر حتى إذا إذ جاء الحسن والحسين، عليهما قميصان أحمران، يمشيان ويعثران، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنبر، فحملهما ووضعهما بين يديه، ثم قال: صدق الله (إنما أموالكم وأولادكم فتنة) نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران، فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما. وكان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يلاعبه ويحمله ويؤدبه ويعلمه, وكان الحسن يثب على رسول الله وهو ساجد فيحمله برفق, وقد نهاه عن الأكل من مال الصدقة, وعلمه دعاء القنوت, وأمره بترك كل ما يريب. وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتوسم فيه سمات السادة والعظماء وقد أخبر عنه خبر صادقا قال فيه: إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين.
نشأته وفترة صباه
نشأ الحسن بن علي -رضي الله عنه- في بيت النبوة وتربى على يدي جده –صلى الله عليه وآله وسلم- ووالده علي وأمه فاطمة -رضي الله عنهما- ، فأخذ عن جده ووالديه مفاهيم الإسلام فالتزم بأوامـر الإسلام واستقام على تعاليمه. وكان والداه له قدوة صالحة عظيمة بلا شك. كما أنه عاش في زمن ساد فيه الصحابة، والرعيل الأول الذي تربى على يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فهيمنت الفضيلة والتقوى والصلاح على ذلك المجتمع الفريد، وكثر الإقبال على طلب العلم والعمل بالكتاب والسنة فهذه الحالة دفعت الحسن بن علي إلى الاستفادة والاقتداء بالمجتمع الذي يعيش فيه، وتأثر به تربويا وعلميا .
حياته زمن الخلافة الراشدة
توفي رسول الله –صلى الله صلى الله عليه وآله وسلم- ثم ما لبثت فاطمة –رضي الله عنها- حتى لحقت به بعد بضع أشهر, ففقد الحسن بموتهما الجد والأم في عام واحد وهو ابن سبع سنين, فرعاه هو وإخوته والدهم علي –رضي الله عنهم- فترعرع وأكمل نشأته الصالحة ينهل فيها العلوم والحكمة والأخلاق الزاكية ويتمرس فيها على الجلد والقوة والفروسية, وقد حظي إلى جانب رعاية والده بحب وتقدير وتكريم الصحابة والخلفاء – رضي الله عنهم أجمعين- وقد روى عدد من الأحاديث عن رسول الله وعن أبيه وأخيه الحسن وغيرهم, وروى عنه خلق كثير منهم بعض أبنائه وعائشة وعكرمة وابن سيرين.
في خلافة أبي بكر وعمر وعثمان
كان أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- كثيراً ما يحمل الحسن على عاتقه ويلاعبه ويداعبه؛ فعن عقبة بن الحارث -رضي الله عنه- قال: صلى أبو بكر -رضي الله عنه- العصر ثم خرج يمشي فرأى الحسن يلعب مع الصبيان فحمله على عاتقه وقال: بأبي شبيه بالنبي لا شبيه بعلي وعليٌ يضحك. وهذا يجسد ويدل على الحب والمودة والتقدير بين الحسن وأبي بكر -رضي الله عنهما- فكلاهما محب للآخر. ويرى عدد من المؤرخين أن الحسن كان يجل الصديق ويعظمه ويكرمه ويحبه؛ حتى تأثر الحسن بسيرته وسمى أحد أبنائه بأبي بكر. وهذا حب متبادل طبيعي؛ فحب أبي بكر –رضي الله عنه- لآل البيت ثابت معلوم, وقد قال مخاطباً علي وفاطمة رضي الله عنهما: والله ما تركت الدار والمال، والأهل والعشيرة، إلا ابتغاء مرضاة الله ومرضاة رسوله ومرضاتكم أهل البيت. وقال: والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أحب إلي من أن أصل من قرابتي. وقال: ارقبوا محمدا في أهل بيته.ومما يدلل على قوة الرابطة بين الحسن وبين الخلفاء الراشدين –رضي الله عنهم- وتأثره بهم, أنه اشترط في صلحه مع معاوية أن يعمل بسيرتهم حيث قال: بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما صالح عليه الحسن بن علي بن أبي طالب معاوية بن أبي سفيان : صالحه على أن يسلم إليه ولاية أمر المسلمين ، على أن يعمل فيهم بكتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وآله وسلم- وسيرة الخلفاء الراشدين – أو الصالحين-. وكذلك كان الفاروق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- شديد الإكرام لآل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإيثارهم حتى على أبنائه فقد روي أن عمر كسا أبناء الصحابة ولم يكن في ذلك ما يصلح للحسن والحسين فبعث إلى اليمن، فأُتي بكسوة لهما فقال: الآن طابت نفسي . وميز عمرُ الحسنَ والحسينَ في العطاء على ابنه عبدالله، فأعطى كل واحد منهما عشرة ألاف؛ فقال عبدالله بن عمر: لما فضلت علي هذين الغلامين وأنت تعرف سبقي في الإسلام وهجرتي ؟ فقال له عمر: ويحك يا عبدالله ائتنى بجدٍ مثل جدهما وأب مثل أبيهما وأم مثل أمهما وجدة مثل جدتهم . وكان حبهما لبعضهما بينا وقد سمى الحسن أحد أبنائه عمر كذلك.
وكان الحسن من المحبين لعثمان بن عفان -رضي الله عنهما- لا يفرق بين حبه له وحبه لمن سبقه من الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر -رضي الله عنهم- وقد بقي جمع من الصحابة والتابعين وفيا لعثمان بن عفان –رضي الله عنه- وعلى رأسهم علي بن أبي طالب وبنيه –رضي الله عنهم- فقد وقف الحسن موقفا بطوليا عندما قام مدافعا بسلاحه يحرس منزل أمير المؤمنين عثمان -رضي الله عنه- من أهل الفتنة, وروي أنه كان يرد الناس عن عثمان رضي الله عنه يوم الدار بسيفين يضرب بيديه جميعا.
وللحسن في زمن الخلافة الراشدة مواقف عظيمة منها جهاده في سبيل الله وقد جاهد -رضي الله عنه- مشاركا في فتح شمال أفريقيا وطبرستان.
في خلافة علي
فلما كانت الخلافة لأبيه علي بن أبي طالب, وبدأت بوادر الفتنة كان الحسن يراجع والده كثيرا ويشير عليه بترك القتال, ولكن أمر الله نافذ, فلما وقعت الفتنة شارك الحسن فيها مع والده في الجمل وصفين, وكان مقاتلا شجاعا قويا.
خلافته
عندما استشهد علي -رضي الله عنه- بالكوفة سنة أربعين للهجرة, اجتمع الناس على الحسن بن علي – رضي الله عنهما- وبايعوه بالخلافة, ولم يكن علي –رضي الله عنه- قد أوصى لأحد من بعده, وروي عن عبدالرحمن بن جندب قال: لما ضُرب علي قُلت: يا أمير المؤمنين أبايع حسناً؟ قال: لا آمرك ولا أنهاك. وروي أن القوم قالوا له: استخلف يا أمير المؤمنين، فقال: لا، ولكن أدعُكم كما ترككم رسول الله -صلى الله عليه وسلم -, يعني دون استخلاف, فإن يرُد الله بكم خيراً يجمعكم على خيركم كما جمعكم على خيركم بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- . أما أهل الشام فبايعوا معاوية بن أبي سفيان –رضي الله عنهما- فكاد أهل كل فريق أن يقتتل مع الطرف الآخر؛ فسار معاوية إليهم من الشام، وسار الحسن ومن معه إلى معاوية، فلما تقاربا علم الحسن أنه لن تغلب إحدى الطائفتين حتى يقتل أكثر الأخرى، ورأى من بعض أتباعه الضعف والخيانة حتى أن بعضهم بدأ ينهب في مخيم الحسن بل أنه طعن –رضي الله عنه- من بعضهم؛ فأرسل إلى معاوية يبذل له تسليم الأمر إليه، على أن تكون له الخلافة بعده، وعلى أن لا يطلب أحداً من أهل المدينة والحجاز والعراق بشيء مما كان أيام أبيه، وغير ذلك من الشروط والبنود، فأجابه معاوية إلى ما طلب، فظهرت المعجزة في قوله صلى الله عليه وسلم فكان الصلح بين الفئتين. وسمي ذلك العام عام الجماعة, وكان ذلك في الأشهر الأولى من سنة إحدى وأربعين للهجرة, وقد كان هذا الصلح يعد فتحا وخيرا وبركة على المسلمين عادوا به للوحدة والدعوة والجهاد, ولا شك أن موقف الحسن –رضي الله عنه- موقف كريم نبيل يدل على تبصره وسعيه لما فيه صلاح أحوال المسلمين, وقد وقف بعض الجهلة والمتعصبين والمنافقين موقفا سلبيا من موقف الحسن فأبغضوا صنيعه بل كان بعضهم يناديه بمذل المؤمنين وحاشاه أن يكون كذلك وقد سماه النبي –صلى الله عليه وسلم- سيدا وهو يخبر بموقفه هذا. انتهى بهذا الصلح زمن خلافة الحسن –رضي الله عنه- والتي دامت ستة أشهر وبضع أيام قال بعض العلماء بأنها أتمت الثلاثين سنة التي وصفها النبي –صلى الله عليه وسلم- بزمن الخلافة الراشدة .
زوجاته وأبنائه
كان له رضي الله عنه عدد كبير من الزوجات وأمهات الولد؛ فكان كما وصفه بعض المؤرخين مزواجا مطلاقا, قل أن يبقى وليس تحته أربع زوجات, وقد روى بعض المؤرخين أنه تزوج سبعين امرأة وبالغ آخرون؛ فقالوا تسعين وقالوا ميئتين وقالوا أربعمئة بل أوصلوا عددهن إلى سبعمئة, وروي غير هذا إلا أنه من الشذوذ بمكان، وهذه الكثرة المزعومة موضوعة، كما أن الروايات التاريخية التي تشير إلى الأعداد الخيالية في زواج الحسن بن علي -رضي الله عنه- لا تثبت من حيث الإسناد وبالتالي لا تصلح للاعتماد عليها نظراً للشبه والطعون التي حامت حولها، وليس هناك دليل يثبت كثرة أزواج الحسن بن علي رضي الله عنه سوى تلكم الروايات المطعون فيها. ومن زوجاته أم كلثوم بنت الفضل بن العباس وخولة بنت منظور وزينب بنت سبيع بن عبدالله البجلي وغيرهن. وله أولاد كثيرون منهم محمد الاكبر والحسن المثنى وجعفر وحمزة ومحمد الأصغر وزيد وإسماعيل ويعقوب والقاسم وعبدالله وأبو بكر وحسين وعبدالرحمن وعمر وعبدالله الأصغر وفاطمة وأم سلمة.
صفاته ومناقبه وأخلاقه
إضافة إلى كونه سبط رسوله وحبيبه وريحانته وكونه صحابيا وكونه من آل البيت وشريف نسبه؛ فقد كان من أهل الكساء, ومن أهل المباهلة, وكان من أشد الناس شبها برسول الله, وكان كما ذكرنا سيدا مجاهدا, وخليفة مصلحا, وجمع إلى ذلك الفقه والعبادة فقد روي أنه حج خمسة عشر مرة ماشيا وقيل حافيا للبيت العتيق, وكان ورعا, حليما, كريما, حكيما, ملأت سيرته العطرة في هذا الأبواب كتب التاريخ والأخلاق وقد روي أنه خرج من ماله لله مرتين أو ثلاثا, وكم هي تلك المواقف التي تروى بأن رجلا جاءه فشتمه أو آذاه فعامله بحلم ولين .
وفاته
بعد أن تم الصلح وتمت المبايعة لمعاوية –رضي الله عنه- أشار الناس على الحسن –رضي الله عنه- أن يترك العراق وينتقل إلى المدينة؛ ففعل, ومكث فيها بضع سنين, وهو في عبادة ونشر للعلم, وحسن وصال مع معاوية وبقية الصحابة –رضي الله عنهم أجمعين- ومع عامة المسلمين, حتى توفي رضي الله عنه وأرضاه سنة تسع وأربعين وقيل خمسين وقيل إحدى وخمسين للهجرة, واختلف في سبب وفاته وقيل أنه مات مسموما, ولكن لم يثبت شيء في سبب وفاته ولم يعلم يقينا من هو الشخص الذي أقدم على قتله بالسم؛ فقد روي أن الحسين دخل عليه وهو في مرض موته فقال له الحسن –رضي الله عنهما-: يا أخي سقيت السم ثلاث مرات لم أسق مثل هذه، إني لأضع كبدي، قال الحسين: من سقاك يا أخي؟ قال: ما سؤالك عن هذا؟ أتريد أن تقاتلهم؟ أكلهم إلى الله عز وجل. ولما حضرته الوفاة أرسل إلى عائشة –رضي الله عنها- يطلب منها أن يدفن مع النبي -صلى الله عليه وسلم- وصاحبيه في حجرتها، فوافقت. ولكنه أوصى أنه إذا منع بني أمية من دفنه في ذلك الموضع بأن لا يراجعوا في ذلك وأن يدفن في البقيع. فلما توفي جاء الحسين إلى عائشة –رضي الله عنهما- في ذلك فقالت: نعم وكرامة، فبلغ ذلك بني أمية فقالوا: والله لا يدفن هنالك أبداً. فبلغ ذلك الحسين فلبس هو ومن معه السلاح، ولبس بنوا أمية السلاح، فسمع أبو هريرة –رضي الله عنه- بالأمر فقال: والله إنه لظلم، يمنع الحسن أن يدفن مع أبيه! والله إنه لابن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أتى الحسين فكلمه وناشده الله، وقال: أليس قد قال أخوك: إن خفت فردني إلى مقبرة المسلمين، ففعل، فحمله إلى البقيع بعد أن صلى عليه وشهد صلاته ودفنه خلق كثير.
| |
| | | ahmad rabei مـــــــــراقـــــــب عناني
عدد المساهمات : 1964 النقاط : 2081 تاريخ التسجيل : 07/01/2010 نشاط العضو : الاوســـــمة :
| موضوع: رد: سيرة آل البيت رضوان الله عليهم.... 2010-08-23, 16:27 | |
| بارك الله فيك اختي وجزاك خير الجزاء على المعلومات ورضي الله عن اهل الرسول الحبيب صلي الله عليه وسلم | |
| | | نور الهدى المشرفة العامة
عدد المساهمات : 2926 النقاط : 3332 تاريخ التسجيل : 19/04/2010 الموقع : فلسطين نشاط العضو : الاوســـــمة :
| | | | | سيرة آل البيت رضوان الله عليهم.... | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى | |
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر | |
المتواجدون الآن ؟ | ككل هناك 135 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 135 زائر لا أحد أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 331 بتاريخ 2024-09-21, 16:58 |
|