قانون الهجرة في اريزونا وفلوريدا

هناك صراع حول قانون الهجرة الذي تبنته مؤخراً ولاية اريزونا بحجة حماية الحدود ومن الهجرة غير الشرعية وهذا القانون الذي يبدو من الكلام الاخير ان ولاية فلوريدا ستتخذه ايضاً وبالاخص اذا كان الحاكم من المحافظين الجمهريين وهذا القانون يعطي الحق لرجال الشرطة عندما يستوقفوا شخص اذا اشتبهوا به انه غير اميركي حتى يثبت انه شرعي بالرغم من ان حماية الحدود ليس له صلة بولاية فلوريدا لانها لا تطل على حدود المكسيك والذي يعتبرونه حجة لفعل اي شيء ضد المهاجرين جميعاً وبالتالي ستتخذه ولاية كاليفورنيا في المستقبل القريب مما سيؤدي الى انتشاره في جميع الولايات ومن المضحك ان في دعاية الانتخابات يتفاخر المرشح بأنه متبني هذا القانون الذي هو في حد ذاته دعوة للتعصب والتمييز.
اولاً - يجب ان نفهم ان هذا القانون هو ضدنا نحن العرب جميعاً مسيحيين ومسلمين جيل اول او جيل ثاني او حتى احفاد لمن ولد هنا طالما شكله شرقي فهذا القانون يعطي الحجة لرجال الشرطة بان يعتبروا البريء متهم حتى يثبت العكس، فاذا استوقفنا رجل شرطة بسبب السرعة او النور الخلفي فسيكون من حقه ان يظن اننا مهاجرون غير شرعيون وبالتالي فالقانون سيعطي له الحق ان يفعل ما يشاء.
والمعروف هنا هو ان معاملة رجال الشرطة من اسوأ ما يمكن في العالم وما سيترتب على هذا القانون هو الاساءة للعرب وبعض المهاجين من بلدان اخرى بحجة حماية الوطن والامن. فعلى العرب ان لا يظنوا ان القانون هو مؤثر فقط على المكسيكان فاذا كان الامريكي يكره المكسيكي قيراط فهو يكره العربي اربعة وعشرين وايضاً هناك حجة اثبات الجنسية سيؤدي الى عواقب كثيرة لان كثيرين منا لديه الجنسية ولكن من منا يحمل جواز السفر معه. والسؤال هنا هو - هل يعرف الشرطي الامريكي الذي لا يملك من المعرفة الا القليل ما هي وسائل اثبات الجنسية. ايضاً من الواضح من مشاهدة البرامج الاخبارية وقراءة الجرائد ان الامريكي هو شخص عادي، وبعض رجال الشرطة او حتى بعض حكام الولايات لا يعرفون معلومات كثيرة عن البطاقة الخضراء ولا يعرفون ان من الممكن ان يكون المهاجر شرعي ولكنه لا يحمل الجنسية بعد. وهم لا يعرفون ان المهاجر عليه ان ينتظر خمس سنوات منذ وصوله الى اميركا حتى يقدر ان يتقدم للامتحان كي يحصل على الجنسية والحصول عليها يأخذ على الاقل سنة.
فاذا كانوا لا يعرفون كل هذا فبالتالي هم لا يعرفوا الفرق بين الغير شرعي ومن لديه الاقامة. فقبل اتخاذ هذا القانون على الولايات ان تثقف شعبها وتعلمهم كيفية الحصول على الجنسية. فاذا قال شخص عربي او مكسيكي او حتى هندي لرجل الشرطة ان لديه البطاقة الخضراء فمن المؤكد ان هذا الشرطي لن يفهم معناها. هذا بالاضافة الى ان البعض يظن ان البطاقة الخضراء لونها خضراء. فهناك نسبة كبيرة من الجهل والتعصب في الولايات الجنوبية ومن المخيف ان هناك رجال شرطة لهم سجلات للجرائم ومنهم اعضاء في جماعات KKK. واذكر هنا - عندما قتل رجال الشرطة رجل سوري من عائلة سفار بعدما تبعوه بعد خروجه من البنك خنقاً في المقعد الخلفي لسيارة البوليس هنا في مدينة جاكسونفيل- ولاية فلوريدا. وبعد ذلك وجدوا ان هؤلاء كان لهم سوابق قبل التحاقهم بالشرطة.
وهنك امور اخرى من هذا القانون يجب الانتباه اليها - هناك الجيران والزملاء في العمل اذا ارادو التخلص من احد فممكن ان يبلغوا عنه على انه مهاجر غير شرعي وحتى اذا كان لديه لبطاقة الخضراء او الجنسية ليسببوا له مشاكل واهانة – كل هذا بسبب الغيرة والحقد.
فنجاح المهاجرين الجدد وبالاخص العرب سبب للتمييز ضدهم وكراهيتهم واعود واكرر ان لا فرق هنا بالنسة لهذا القانون بين مسلم ومسيحي عند الامريكي وبالتالي فرجال الشرطة سيقوموا بالواجب اي بالاهانة واحياناً بالعنف حتى يثبت العكس. فعلينا ان نقف مع بعضنا البعض ضد هذا القانون لانه لا يفرق ايضاً بين الطبيب والمحاسب او عامل البناء ومع احترامي للجميع، ولا اريد ان اسمع من احد يقول ان هذا القانون لا يعنيني وحتى لو كان لديه الجنسية او عمل ناجح ومحترم .
فأكرر لن يفرق احد بين هذا وذاك، فكلنا ينظر اليه سواء، بل بالعكس كلما كنا ناجحين كلما كنا مكروهين وكفانا الوقوف بدون حيلة بل علينا التكاتف ومن الجميل ان نجد رجال عظام مثل بيل ريتشردسون حاكم نيو مكسيكو ونانسي بالوسي وغيرهم يقف ضد هذا القانون الذي يعتبروه دعوة صريحة للتمييز العنصري. وهذا بجانب رجال الاعلام المعتدلين.
وايضا نجد الرئيس باراك اوباما حاول الوقوف ضده وجميع الديموقراطيين ولذلك العرب عليهم ان يحاولوا الوقوف ضد هذا القانون وان يوقفوا توغله في جميع الولايات. وبالذات مجيئه الى فلوريدا سيؤدي الى اشياء مخيفة للجميع بلا استثناء. فكما قال اوباما ان امريكا هي بلد صنع من المهاجرين - اي نحن لسنا اقل من احد ونحن لنا الحق كالاخرين، فنحن عمال من عوامل نجاح هذا الوطن. فكل منا له ما يقدمه على اكمل وجه وهناك من يقدم العمل الشاق وهناك من يقدم العلم وهناك من يقدم الخدمات. فعلينا ان نفتخر بذاتنا ونثق بأن لنا الحق في نعامل افضل معاملة.
* محاسب جاكسونفيل - فلوريدا