تقبل السيدات على شراء الأحذية ذات الكعب العالي نظراً لأناقتها وجاذبيتها, لكن كثيرات لا يعلمن تأثيرها السلبي على القدمين والساقين وخاصة مع استمرار عادة ارتدائها.
وكشفت دراسة أجريت حديثاً في المملكة المتحدة أنه بالإضافة للآثار السلبية المتعارف عليها مثل آلآم وتشوهات القدم, فإن ارتداء الأحذية ذات الكعب العالي على مدى الأعوام يغير من تكوين العضلات والأوتار في الساقين والقدمين,وتم نشر هذه الدراسة في الموقع الإلكتروني لمجلة "علم الأحياء التجريبي" مؤخرا.
ويؤدي ارتفاع الكعب العالي والوضع المائل للقدم إلى انقباض عضلات الساق, ومع مرور الوقت يتسبب هذا الانقباض المتكرر في قصر ألياف العضلات وزيادة سمك وتر الكعب, لدرجة أنها قد تجعل بعض السيدات اللاتي اعتدن على ارتداء الأحذية ذات الكعب العالي يشعرن بالألم عند ارتداء الأحذية المسطحة أو الرياضية.
وتقول المتحدثة باسم الجمعية الأمريكية الطبية للعناية بالقدم جوهانا يونر " ارتداء المرأة لأحذية ذات كعب عالي سيسبب تشوها في جسمها, كنا نعلم أن الأحذية ذات الكعب العالي تبدو جميلة لكن الجسم غير مصمم لها ولا يوجد طريقة للتحايل على هذا ".
وقام ماركو ناريتشي وبعض من زملائه بالعمل من جامعة مانشتسر متروبوليتان بالنظر إلى حالة 80 امرأة تترواح أعمارهن بين 20 و50 عاماً وكلهن اعتدن على ارتداء أحذية يصل طول كعبها 2 إنش على الأقل بشكل شبه يومي لمدة عامين أو أكثر، وظهرت النتائج أن 11 امرأة شهدوا ألما وعدم الراحة عند المشي بأحذية مسطحة.
وتم عمل مقارنة بين الأشعة فوق الصوتية لهؤلاء السيدات اللاتي يرتدين أحذية ذات كعب عالي وأخريات لا يرتدينها, واتضح أن ألياف عضلات الساق لدى المجموعة الأولى أقصر من مثيلاتها لدى المجموعة الثانية بحوالي 13% بينما أظهر الرنين المغناطيسي أن وتر الكعب أو الوتر الأكيلي الذي يربط عظمة الكعب بعضلة الساق أصبح أكثر سمكاً وتصلباً عند المجموعة الأولى.
وأضافت العالمة بمعهد أبحاث تقدم السن في مركز "هيبرو" لرعاية كبار السن في مدينة بوسطن الأمريكية ماريان هنان أن "هذه الدراسة رائعة لأنها توضح الآليات التي تجعل الأحذية ذات الكعب العالي مصدر تعاسة مستمر للسيدات اللاتي يرتدينها, ويمكن أن يكون لهذه الدراسة تأثير هام على تصميم الأحذية في المستقبل كما أنها تحفز مصنعي الأحذية على البحث عن طرق تجعل الأحذية أنيقة دون أن تتسبب في أضرار صحية جسيمة للمرأة ".
وأوضحت العديد من الدراسات السابقة بإلقاء الضوء على أضرار الكعب العالي وكلها خلصت لنتيجة واحدة " أن الحذاء الذي يؤلمك سيضرك".
ومن الجدير بالذكر أن الكعب العالي له أضرار صحية عديدة, ومن أبرزها الضغط على الظهر والركبتين, وزيادة من مخاطر التعرض للكسور والتواء الكاحل أثناء المشي خاصة حين تكون الأرض غير ممهدة.
وبعض الأحذية ذات المقدمة الصغيرة أو المدببة قد تسبب مرضا يدعى "ورم نورتون العصبي", وهي زيادة مؤلمة في سمك الأنسجة بين الأصبع الثالث والرابع, وقد تؤدي لاعوجاج أصابع القدم, حيث أنها تنثني باتجاه المفاصل الوسطى مما يجعلها تظل منثنية حتى بعد خلع الحذاء.
ويتسبب ارتداء الكعب العالي أيضا في الإصابة ب"اعوجاج هاجلاند" وهو نتوء عظمي خلف وتر الكعب ينتج غرسا في الأنسجة المحيطة بوتر الكعب.
وللأحذية الضيقة دورا في تورم العظم أو الأنسجة المحيطة بالإصبع الأكبر, مما يؤدي لانحراف الإصبع الأكبر في اتجاه الإصبع الثاني.
وترى يونر أن ارتداء الكعب العالي بشكل منتظم يتعلق بنظرة المجتمع, حيث قالت " المجتمع يدفع المرأة أن تفعل هذا نتيجة مقاييس الجمال السائدة فيه وبالطبع كل امرأة تريد أن تكون جميلة ولا تنتبه أنها بهذا تشوه جسدها".
وفي سياق متصل, اكتشف أن ارتداء الخف المطاطي المسطح ليس هو الحل للخف عن الأضرار الجسيمة التى تلحق بالمرأة من جراء الارتداء المستمر لأحذية الكعب العالي كما يعتقد البعض, حيث أن ليس به دعامات لقوس القدم أو لامتصاص الصدمات وقد يجعل أصابع القدم تتشنج أثناء المشي لتحمي القدم من الانزلاق.
وتقول يونر" لقد صادفت العديد من الإصابات التي نتجت عن ارتداء الخف ,حيث أنه مصمم ليتم ارتداؤه على الشاطئ, وليس للمشي على أرض أسمنتية"
وفي حالة اضطرار المرأة لارتداء أحذية ذات كعب عالي لسبب أو لآخر, يجب عليها أن تقلل المشي أو الوقوف قدر الإمكان, كما ينصح بارتداء حذاء ذو كعب عريض كي يتم توزيع الوزن على القدم بشكل أفضل. وتضيف هنان " الوقت الأمثل لشراء الأحذية هو آخر يوم كي تكون قدمك قد وصلت لأكبر حجم لها".