جددت منتخب
الماكينات الألمانية تفوقه على الأرجنتين عندما أبعده مرة ثانية على
التوالي من الدور ربع النهائي، ولكن هذه المرة بعدما أنزل به هزيمة قاسية
وبرباعية كاملة في الدور ربع النهائي من بطولة كأس العالم جنوب أفريقيا
2010 FIFA، في اللقاء الذي أقيم بينهما على ملعب دريم بوينت في كايب تاون.
إستحق المنتخب الألماني الفوز الكبير نظرا لعرضه
الهجومي والتكتيكي منذ بداية اللقاء، عندما بدأ مسلسل التهديف مع الدقيقة
الثالثة عبر مولر، ثم أتبعه في الشوط الثاني بثلاثية كاملة بفضل كلوزة
"هدفين" وفرديريخ.
لم يترك المنتخب
الألماني أدنى فرصة لمنافسه لكي يثبت أقدامه على أرض الملعب، وباغته بهدف
سريع حين عكس شفاينشتايجر كرة مباشرة من الجهة اليسرى تقدم لها مولر قبيل
تدخل أوتامندي وحولها لتغالط روميرو المتموضع بانتظارها لترتد من قدمه وتهز
شباكه (3).
هذا الهدف كان له وقع "الصدمة"
على مخططات مارادونا ولاعبيه، حيث وضعت عبئا كبيرا عليهم، وهو ما منح
منافسيهم الفرصة للسيطرة على منطقة العمليات، التي كانت فيها المساحات
شاغرة أمام "شفايني" الذي سدد من خارج المنطقة لتمر فوق العارضة
الأرجنتينية (6).
وجد خضيرة وشفاينشتايجر
القدرة للتحرك في منطقة الدائرة وربط خطوط الفريق وما سهل مهامهما عدم وجود
الضغط المبكر من ميسي وماكسي رودريجيز، لتبدأ عجلة الهجمات الألمانية
بالدوران بشكل جيد، خصوصا مع تحركات مولر وبودولسكي من الأطراف وحاول مسعود
أزيل دعم رأس الحربة ميروسلاف كلوزة.
ومع
إنتصاف الشوط على ذات المجريات، كاد يجدر بكلوزة أن يعزز التفوق بهدف ثان،
بعد أن إستثمر مولر خطأ دي ماريا في قطع الكرة ليخترق مولر منطقة الجزاء
ويهدي كلوزة كرة مناسبة بمواجهة المرمى أطاح بها الأخير فوق العارضة (24).
عادت الأمور لمجرياتها الطبيعية بعد ذلك عندما
تحولت مقاليد الأمور بيد الفريق المتأخر، حيث بدأ ميسي بالتحرك إلى الخلف
لاستلام الكرات ولعب دور القائد، وتحرك دي ماريا للجهة اليمنى وتحول
رودريجيز لليسرى، وعمل هاينز وأوتامندي على التقدم من الأطراف لتحقيق
الزيادة العددية، وكانت لتحركات تيفيز الأثر الطيب في تسهيل مهمة الوصول
إلى منطقة الخطر.
وبدأ هجوم الأرجنتين
يتلمس الطريق نحو الحارس نوير، فمرر ميسي بين الدفاع الكثيف إلى تيفيز لكن
نوير خرج بالوقت المناسب لإنهاء الخطورة (25).
وبعد دقائق من التخطيط لكيفية تجاوز "المتاريس" الدفاعية، تجددت
التهديدات بشكل أخطر، عندما سدد دي ماريا كرة أرضية بأحضان نوير (33)،
وسرعان ما أتبعه هجوين بأخرى مشابهة ومن ذات المكان سيطر عليها الحارس
(34).
وأهدر ميسي كرتين حين سدد كرتين
ثابتتين من خارج المنطقة الأولى فوق العارضة والثانية بحائط الصد، ثم
أتبعهما بكرة قوية مرت فوق المرمى بقليل خلال الدفائق الأخيرة، قبل أن ينهي
بودولسكي الشوط بتسديدة قوية مرت بجوار القائم بقليل.
رفع الهجوم الأرجنتيني من نسق سرعته مع بداية
الشوط الثاني وبدأت الكرات تتجه بكثافة نحو مرمى الحارس نوير الذي تحمل
العبء كاملة، وبدأت التهديدات عبر دي ماريا الذي أطلق كرة من حافة منطقة
الجزاء مرت بجوار القائم (48).
وعاد دي
ماريا ليمرر كرة عرضية هيأها رودريجيز أمام تيفيز الذي سددها لترتد من وجه
المدافع ميرتساكر للركنية (53).
وعادت
تيفيز ليسدد كرة من مسافة متوسط لم تقلق الحارس نوير الذي سيطر عليها (60).
ومرر ميسي كرة ذكية أمام هيجوين الذي انحرف داخل
منطقة الجزاء وسدد الكرة أرضية سيطر عليها نوير دون قلق (62).
تعامل المنتخب الألماني بذكاء كبير مع المجريات،
إذا تراجع بأغلب لاعبيه لمناطقه الخلفية لملئ المساحات وتصعيب الأمور على
ميسي وزملاءه، بالمقابل كان الاعتماد على الكرات المرتدة السريعة لاستغلال
الفراغات الكثيرة وهو ما كان بعد ذلك عندما وجد مولر الفرصة للتمرير وهو
ملقى على الأرض ليترك بودولسكي وحيدا داخل منطقة الجزاء ليمرر الأخير الكرة
بين دي ميكيليس والحارس روميرو ليستقبلها كلوزة الموجود على باب المرمى
ليضعها في الشباك الهدف الثاني للمانشافت (67).
وأثناء تفكير مارادونا ولاعبيه بكيفية تقليص النتيجة كانت الكرة
الركنية تنفذ قصيرة إلى شفاينشتايجر الذي إخترق منطقة الجزاء بسهولة غريبة
ووصل الخط النهائي ثم مرر إلى المتقدم فردريخ الذي حولها فقط إلى الشباك
الهدف الثالث (74).
دفع مارادونا بورقة
أجويرو لعل وعسى أن يصل لدرجة التهديد التي لم يبلغها من قبل طيلة فترات
اللقاء، ولكن هبطت المعنويات أمام فارق النتيجة ومرور الوقت والكثافة
الدفاعية، فيما كانت الكرة تأخذ وقتها الكامل في أقدام لاعبي المانشافت،
حيث نجحوا في تسيير المجريات كيفما شاؤوا، وبل وتواصل المسلسل حتى الرمق
الأخير، عندما قاد بودولسكي هجمة خاطفة ومرر إلى أوزيل الذي عكسها عالية
داخل منطقة الجزاء عاجلها كلوزة دون تردد في المرمى الهدف الرابع (89)،
لتعلن الصافرة الأخيرة جدارة التأهل الألماني وعدة منتخب التانجو للديار.