ابو البراء عــــنـــــــانـــــــي مشــــــرف
عدد المساهمات : 1045 النقاط : 1771 تاريخ التسجيل : 08/01/2010 الموقع : USA نشاط العضو : الاوســـــمة :
| موضوع: موقف الإسلام من الديمقراطية 2010-06-21, 17:18 | |
| يزعم بعض الكتاب والمفكرين المخدوعين أنّ الديمقراطية نظام سياسي صالح لا يعترض عليه الإسلام، ولا مانع من الأخذ به، لأن لب الديمقراطية التزام الحاكم برأي الشعب، وهذا معناه منع الحاكم من الظلم والطغيان، ثم إن هناك وجه شبه والتقاء بين الديمقراطية والإسلام في الحقوق والحريات ومبدأ الشورى واختيار الحاكم وممثلي الشعب. ولكن هؤلاء يتناسون الحقائق الكلية التالية: الأولى: إن الإسلام نظام رباني اختاره الله تعالى للبشريةإن الدين عند الله الإسلام)، والنظام السياسي الإسلامي له منابعه ومصادره الربانية "الكتاب والسنة"، بينما النظام الديمقراطي نظام جاهلي، اختارته الشعوب الأوربية كمخرج لها من الظلم الذي وقع عليها من الملوك المستبدين ونظام الإقطاع وطغيان الكنيسة النصرانية وتسلط رجالها. لقد اختارته أوربا من تراثها اليوناني الوثني ثم أجرت عليه تعديلات تتلائم والحياة المعاصرة. إنّه لا يجوز-وبأية حال- أن نعقد أدنى مقارنة بين النظام الجاهلي والنظام الرباني، وليس من باب المدح للنظام الإسلامي أن نقول أنه نظام ديمقراطي لوجود نقاط التقاء مع النظام الديمقراطي الأوربي الجاهلي. يقول تعالىأفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون) المائدة: 50، ويقوليريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به) النساء: 60، إن من يفعل ذلك فإنه يعبر عن الهزيمة الداخلية التي أصابت نفسيته وتسرّبت إلى فهمه الخاص، وهذه الهزيمة نشأت عن حالة الخواء العقائدي والجمود الفكري، وعن الهزيمة العسكرية، والانحسار السياسي الذي أصاب العالم الإسلامي في القرن العشرين.( ) الثانية: إنّ وجه الشبه العارض بين الإسلام والديمقراطية في الحقوق والضمانات يجب ألا ينسينا أن هناك فارقاً ضخماً وبوناً شاسعاً في القاعدة التي يقوم كل من النظام السياسي الإسـلامي والنظام الديمقراطي عليها. فالإسلام قائم على قاعدة "لا إله إلا الله" التي تعطي حق الحكم والتشريع والعبادة لله الواحد الأحد، قال تعالى: (إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم) يوسف: 40، وقال تعالىألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين) الأعراف: 54، وقولهألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين) الأنعام: 62، وقال تعالى: (ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون) المائدة: 50. والديمقراطية قائمة على قاعدة "حاكمية وسيادة الشعب"، فالتشريع من حق فئة من الأفراد انتخبهم الشعب ليقوموا بهذا الأمر نيابة عنه، فالديمقراطية إذن تعبِّد البشر لغير الله، تعبِّدهم لفئة من البشر يمارسون حق الحاكمية والتشريع. قال تعالىأم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله) الشورى: 21، وقال تعالىوأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك) المائدة: 49. وقال تعالىيقولون هل لنا من الأمر من شيء قل إن الأمر كله لله) آل عمران: .154( ) الثالثة: إن الديمقراطية لن ترضى بتقرير أحكام الله تعالى وأحكام رسوله صلى الله عليه وسلم، إن الحكم الديمقراطي يعزل الدين عزلاً كلياً عن شؤون السياسة والحكم، ويستبعد شرائعه عن الدولة استبعاداً تاماً. إن الديمقراطية إذاً هي فرع العلمانية "اللادينية"، أو هي الوجه السياسي للعلمانية. إنها تولي الشعب سلطة التشريع، وحتى وضع القوانين، ولن تكون الديمقراطية هي كذلك إلا به، وإذا حكم الشعب نفسه بحكم الله تعالى وحكم رسوله فيما فيه نص عن الله ورسوله، وبحكم الله ورسوله فيما لا نص فيه عبر استنباط واجتهاد العلماء من نصوص الكتاب والسنة، فإنّ النظام السائد عندئذ لن يكون الديمقراطية، بل هو النظام الإسلامي. ثم هل يرضى الديمقراطيون:أن ننفذ أحكام الله المتعلقة بالردة عن الدين، والزنا، وشرب الخمر، والسرقة؟ وهل يوافقون في أن نلزم المرأة بالحجاب، ونمنع التبرج والتعري على الشواطئ وفي الشوارع والطرقات، وفي الوقت نفسه نكون ديمقراطيين. إنهم سيقولون على الفور:إن هذه ليست الديمقراطية التي نعرفها.. إن الديمقراطية لا تتدخل في الحريات الشخصية للأفراد، فمن شاء أن يرتد عن دينه فله ذلك، ومن أراد أن يتخذ صديقة أو عشيقة فهو حر، ومن شاءت أن تكشف عن صدرها ونحرها وساقيها فهي حرة، ومن شاءت أن تخون زوجها في عرضه فهي حرة ما لم يشتك الزوج.( ) وليدرك أبناء الإسلام أن الدول الغربية الكافرة تهاجم الأنظمة الحاكمة في الدول العربية والإسلامية بدعوى ما تمارسه هذه الأنظمة من الظلم الاجتماعي، والاستبداد السياسي، والنهب المالي، وترتفع الأصوات المطالبة بقطع المعونات أو تقليل المساعدات حتى تأخذ الدول العربية والإسلامية الظالمة بالنظام الديمقراطي الذي يحفظ للناس حقوقهم ويصون حرياتهم، إن الدول الغربية تفعل ذلك حتى تقطع على الصحوة الإسلامية ودعاتها وشبابها المطالبة بإقامة النظام الإسلامي.. النظام البديل للأنظمة الظالمة المستبدة الجائرة، فتكون الديمقراطية حينئذ قاطع طريق على النظام الإسلامي، وقاطع طريق على الحركة الإسلامية التي أخذت تتنامى شيئاً فشيئاً في ديار الإسلام( ).
خلاصة القول: إن النظام السياسي في الإسلام نظام مستقل، يتميز عن غيره من الأنظمة الأخرى التي عرفها الإنسان في تاريخه القديم والحديث، إنه النظام الذي وصف الله تعالى مصدره وأصله بالكمال والتمام: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً) المائدة: 3. إنه النظام الذي يقر مبدأ حاكمية الله الخالق عز وجلألا له الخلق والأمر) الأعراف: 54، ولا يقر المبدأ الذي تقوم عليه الديمقراطية "حاكمية الشعب"، إن الإسلام بأحكامه وتشريعاته يقيِّد الحاكم والمحكوم بقيود تمنعهم من الانطلاق وراء تحقيق شهواتهم ومصالحهم ورغباتهم الشخصية، بعكس الديمقراطية التي ترى ذلك. إن الإسلام يضع مقاييس العدل والحق والمساواة والخير للأفراد والجماعة، بينما الديمقراطية تترك للبشر أن يرسموا حدود كل شيء، وأن يضعوا ما يشاءون من الأنظمة والقوانين وفق أهوائهم وشهواتهم
انتهى
يقول سيّد قطب رَحمه الله : "ولقد تتحوّل مصلحَة الدّعوة إلى صَنم يتعبّده أصحابُ الدّعوة وينسَون معه منهَج الدّعوة الأصِيل, إنّ على أصحَاب الدّعوة أن يستَقيموا على نهجِها ويتحرّوْ هذا النّهج دُون إلتفاتٍ إلى ما يعقبُه هذا التّحرّي من نتَائج قد يلُوح لهُم أنّ فيها خطراً على الدّعوة وأصحَابها, فالخطرُ الوَحيد الذي يجبُ أن يتّقوه هو خَطر الإنحرَاف عن النّهج لسببٍ من الأسبَاب سواءً كان هذا الانحرَاف كثيراً أو قليلا, والله أعرف منهم بالمصلَحة وهُم ليسوا بها مكلّفين, إنمّا هم مكلّفون بأمرٍ واحد.. لا ينحرفُوا عن المنهَج وألاّ يحيدُوا عن الطّريق".
| |
|
e3nane المــــديـــــر الـــــــعـــــام
عدد المساهمات : 21049 النقاط : 25172 تاريخ التسجيل : 06/01/2010 العمر : 40 الموقع : شيكاغو chicago نشاط العضو : الاوســـــمة :
| موضوع: رد: موقف الإسلام من الديمقراطية 2010-06-22, 22:49 | |
| | |
|
muslema مشرفة
عدد المساهمات : 911 النقاط : 1138 تاريخ التسجيل : 24/05/2010 نشاط العضو : الاوســـــمة :
| موضوع: رد: موقف الإسلام من الديمقراطية 2010-06-22, 23:28 | |
| بارك الله فيك ابو البراء وجعل ابنك براء في موازين حسناتك وحفظه لك من كل شر | |
|
mays عـــنــــاني فـــضـــي
عدد المساهمات : 813 النقاط : 1068 تاريخ التسجيل : 20/01/2010 العمر : 37 الموقع : بيت عنان نشاط العضو : الاوســـــمة :
| موضوع: رد: موقف الإسلام من الديمقراطية 2010-06-22, 23:31 | |
| شكرا لك وبارك الله فيك اخي ابو البراء | |
|