حينما تصبح العبادة مجرد عادة مهم جدا

حينما تصبح العبادة مجرد عادة

يلاحظ على بعض الناس حرصهم الشديد على تأدية العبادات من فرائض وسنن، ولكن ما يثير الغرابة أن هذا الحرص يقابله فعل للمنكر بمجرد الانتهاء من تأديتها، والقيام بسلوك يتعارض مع المقصد من العبادة، فيكون حرصهم على العبادة لمجرد عادة اعتادوا فعلها..فما الذي تعنيه العبادة بالنسبة للمسلم، وهل هي حركات أو أفعال اعتاد فعلها؟ وما خطورة تحولها إلى عادة بعد تجردها من اللذة والسعادة، وكيف للمسلم أن يمنع حدوث هذا الأمر لديه؟

هكذا عودونا..
"الصلاة والصوم، وغيرها من العبادات هي مجرد عادة اعتدت تأديتها منذ صغري، فقد حرص والداي على تعليمنا إياها دون أن يغرسوا فينا أهمية التلذذ بحلاوتها فبتّ لا أترك فرضاً دون تأديته"، هذا ما قاله محمد (28) عاماً، مبيناً أنه لا يحرص على العمل بما تدعو إليه هذه العبادات من القيم الإسلامية.

الشاب عمر أبدى استياءه الشديد من عدم شعوره بمتعة العبادة خاصة خلال الصلاة، بعدما كان يشعر بحلاوتها ولذتها سابقاً، وقال:"في بداية التزامي كنت أواظب على تأدية العبادات من فرائض وغيرها بهمة ونشاط، وكنت أستشعر بحلاوتها، وأنتهز أي طريقة تقربني من الله، ولكن بعد مدة غير طويلة بدأت هذه الهمة تخفّ، حتى أنني صرت أؤديها بلا متعة".

في بداية التزامي كنت أواظب على تأدية العبادات بهمة ونشاط، وكنت أستشعر بحلاوتها، وأنتهز أي طريقة تقربني من الله، ولكن بعد مدة غير طويلة بدأت هذه الهمة تخفّ، حتى أنني صرت أؤديها بلا متعة
الشاب عمر

نوعان
الداعية الإسلامي د.وائل الزرد، أوضح أن العبادات نوعان عبادة ظاهرة كالصلاة والصيام والحج، وغيرها، وأخرى تخص المعاملات مثل الصدق في الحديث وبر الوالدين، وصلة الرحم، وإن اجتمعت هاتان العبادتان في مسلم فقد تحقق فيه قول الله تعالى: " قل إن صلاتي ونسكي ومحيايي ومماتي لله رب العالمين".

وبيّن أن المراد منها أن تورث الإنسان الخضوع والخشوع لله رب العالمين، لقوله سبحانه وتعالى "قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون"، وقوله "قوموا لله قانتين".

وقال:"كقوله في السجود "واسجد واقترب" فليس العبرة من السجود وضع الجبهة على التراب والأرض بقدر ما أن الهدف منها الاقتراب من الله تعالى، ولذلك جاء في الحديث في الأمر من الدعاء أنه أقرب ما يكون العبد لربه وهو ساجد، فالمراد من العبادات توريث الإنسان الخضوع والرق لله عز وجل".

ولفت د. الزرد إلى أن من يجعل من العبادة عادة فإنه لن يستشعر بمعناها، ولن تؤثر فيه إيجاباً، أو أن تمنعه عن فعل المنكر، أو قول الزور والكذب، وأما التلذذ فيها وتذوق حلاوتها فيقرب المسلم من الله عز وجل.

وأضاف: "فمن يتخذ منها عادة يجعل منها عبادة مقطوعة الصلة بينه وبين الله، فهذا لا يستشعر بلذة الصلاة والقيام، ولذلك ذكر الله في الصلاة أنها كبيرة إلا على الخاشعين حينما قال "الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون" فقد قال قبلها " واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين"، فالخاشعون لا يستشعرون بكبر الصلاة وثقلها لأنهم يستلذون بطاعة الله تعالى.

أسباب ذلك
وعن الأسباب التي ساهمت في ظهور هذه الحالة عند بعض الناس الذين لا يستشعرون لذة العبادة، أضاف:"بعض هؤلاء باتوا يشعرون أنها واجب يجب علهم إنزاله مما يجعلهم لا يستشعرون بلذة الطاعة والعبادة، ويبتعدون بذلك عن الراحة وطعم الحلاوة الإيمانية الذي يستشعر بها من رضي بالله ربا وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولاً.

من يتخذ منها عادة يجعل منها عبادة مقطوعة الصلة بينه وبين الله، فهذا لا يستشعر بلذة الصلاة والقيام، ولذلك ذكر الله في الصلاة أنها كبيرة إلا على الخاشعين
د. الزرد

وتطرق إلى جملة من الأسباب التي تؤول إلى ذلك والمتمثلة في عدم معرفة هؤلاء الناس بالأجر المترتب على هذه العبادة، وعدم تقديرهم لله تعالى حق قدره، إلى جانب عدم استشعارهم بلذة الطاعة.

ماذا عن الأجر؟
وعما إن كان الأجر الذي يلحق بمن أدى العبادة مستشعراً بحلاوتها هو ذاته الذي يلحق بمن أداها كعادة، تابع د.الزرد:"من صلى صلاته بخشوع وخضوع فأجره يختلف بشكل كبير عمن أداها من غير خشوع ولمجرد أنها عادة لديه، فالأجر في الصلاة على قدر ما يعطي المسلم فيها من الخشوع في الصلاة واللذة، فإذا كان خاشعاً في صلاته بشكل كبير كان أجره كبيراً، وإن كان قليل الخشوع، فإن الأجر قليل بالطبع".

وبخصوص كيفية منع تحول العبادة إلى عادة لدى من يؤديها، أشار إلى أن الأمر بحاجة إلى التعب والتضحية ومجاهدة النفس، موضحاً أنه يتوجب على من باتت عبادته عادة أن يستشعر بلذتها وبحلاوة الإيمان التي لا يتذوقها إلا من صلى بخشوع وخضوع، ويبذل جهداً كافياً من أجل أن تعود عادته إلى عبادة، بالإضافة إلى أن يقرأ المرء عن حياة الصالحين وكيفية عبادتهم وخشوعهم في الصلاة، وصومهم لكي يتشبه بهم.

اخي ابو البراء

كتبت فابدعت
شكرا لك على ما قدمت
تقبل مروري

بارك الله فيك اخي ايمن

» العبادة ثم القيادة
» كيف توقفين عادة مص الاصابع لدى طفلك
» حينما أمووت أنااا ..!!
» تذكر حينما تطوى وحيداً
» كيف تصبح غني جدا