الأحد مايو 30 2010
الجفتلك (الضفة الغربية) -
، ا ف ب - ابتكر فلسطينيون في قرية الجفتلك الواقعة تحت السيطرة الاسرائيلية اقصى شمال مدينة اريحا في الضفة الغربية اسلوبا جديدا في بناء منازلهم لمواجهة امكانية هدمها من قبل اسرائيل.
ويبذل الشاب خالد عبد الرحمن جهدا كبيرا في تحضير مواد البناء لبيته وفق الاسلوب الجديد، ليسكنه هو واولاده الستة ويترك بيته البلاستيكي المكون من غرفة واحد ويقيم فيه منذ سبع سنوات.
ويعتمد الاسلوب الجديد على صناعة الطوب المستخدم في البناء من التراب والمياه والقش فقط.
وفي حال تعرض البيت للهدم، فان تكلفة البناء ستكون قليلة وسيعاد بناء البيت بالمواد نفسها، حسبما يقول اهالي القرية.
وقال الشاب خالد لوكالة (فرانس برس)، "عندما يحل فصل الشتاء تكون حياتي وحياة اولادي داخل المنزل البلاستيكي الذي نعيش فيه تعيسة جدا وهذا الاسلوب الجديد في البناء سيمكنني من الحصول على بيت افضل من الذي اسكنه اليوم".
ووضع خالد الاسس الحديد لبيته الجديد. وهو يمضي ساعات عمل طويلة في تجهيز الطوب الطيني لبدء البناء. وقال انه يتوقع ان يستغرق بناء المنزل شهرين.
واكد اهالي القرية ومسؤولون تنمويون هناك، تمنّع اسرائيل منح التراخيص اللازمة للبناء منذ احتلال الضفة الغربية في 1967.
وتقع القرية التي يبلغ عدد سكانها حوالى خمسة آلاف نسمة في منطقة ليست (ج)، اي خاضعة لاسرائيل فحسب، بل في منطقة عسكرية.
وكتب بالعربية على مدخل القرية "منطقة اطلاق نار".
وقال فتحي خضيرات الناشط في احدى المؤسسات التي تعمل على تنمية منطقة الاغوار ان: "اسرائيل هدمت 18 منزلا في القرية خلال السنتين الماضيتين بحجة عدم الحصول على تراخيص".
وكانت اراضي الجفتلك التي تبلغ مساحتها 13 الف دونما جزءا من منطقة الاغوار الفاصلة بين الاردن واسرائيل وخاضعة للحكومة الاردنية قبل الاحتلال الاسرائيلي للضفة الغربية.
وتعتبر غالبية اراضية تلك المنطقة حكومية.
الا ان العديد من العائلات البدوية سكنت تلك القرية بسبب جودتها للزراعة ورغم قلة المياه فيها وعدم توفر البنية التحتية اللازمة من شبكة كهرباء او مياه او هواتف او حتى طرق.
من جهته، نجح الشاب عمار رحايلة (27 عاما) في توسيع منزله بالاسلوب نفسه. وقد اضاف غرفة ومطبخا الى منزله الذي يعيش فيه مع زوجته وولداهما.
وقال رحايله: "بهذا الاسلوب انهيت مشكلتي بعدما كنا نعيش في غرفة واحدة لم تتجاوز مساحتها المترين مربعين".
وتظهر بعض المنازل التي بنيت بالكامل من طوب الطين او حجر "اللبن" كما يطلق عليه اهالي القرية بينما هناك منازل اخرى اضيفت اليها غرفا من الطين.
وقالت مهندسة زراعية شابة من القرية كانت تراقب عملية صناعة الطوب الطيني، ان هذا الاسلوب من البناء "رفع مستوى الامل" لدى اهالي القرية، ولو بشكل بسيط.
وجلست شابة اميركية، على نافذة لمنزل يتم ترميمه بطوب طيني وبدت عليها علامات السعادة، رغم ان قدميها كانتا مكسوتين بالطين لانها ساهمت في صناعة الطوب.
وقالت ايميلي هيلكوفيست انها قدمت الى الجفتلك فقط للتضامن مع اهل القرية في الظروف الصعبة التي يعيشونها.
واضافت: "شيء جميل ان تعجن الاتربة والماء بقدميك ثم تحول الاتربة الى طوب ثم الى بيت".
ويسعى فتحي خضيرات المشرف الرئيس على فكرة بناء المنازل بالطوب الطيني الى بناء وترميم منزل قديم جدا، وتحويله الى مركز للاجتماع بالتعاون مع مؤسسة بريطانية يطلق عليها "بيت لقاء الاصدقاء".
وقال خضيرات: "سيكون هذا المنزل من افضل واشهر المنازل في شمال اريحا".