أحيا الشعب الفلسطيني في الوطن المحتل وفي الشتات الذكرى (62) للنكبة الفلسطيني ولا ندري إلى متى سنبقى نحيي هذه الذكرى التي نحييها في كل عام تحت شعارات ودعوات بأن تكون الأخيرة. مُسن فلسطيني من فلسطيني الشتات قال في الذكرى (62) للنكبة “مخطىء من يظن أن القضية الفلسطينية هي قضية الشعب الفلسطيني وحده”، كنا نأمل ذلك، ولكن الشواهد على الأرض تشير لما هو معاكس لاعتقاد هذا المسن الفلسطيني، فالقضية الفلسطينية ليس فقط لم تعد قضية العرب، بل لم تعد حتى قضية بعض الفلسطينيين.
هذا الكلام ليس من باب التجني، ولا باب جلد الذات، فهل الفلسطيني الذي يقتل آخاه الفلسطيني من أجل كرسي السلطة، أو من أجل مصالح تنظيمية ضيقة يمكن اعتبار القضية الفلسطينية قضيته؟.
الفلسطيني الذي حول آخاه الفلسطيني لسجين، وقبل لنفسه أن يكون سجاناً عليه هل يمكن اعتبار القضية الفلسطينية قضيته؟.
الفلسطيني الذي ربط وحدة الشعب الفلسطيني وقضاياه الوطنية بأجندات سياسية خارجية وغير وطنية هل يمكن اعتبار القضية الفلسطينية قضيته؟.
الفلسطيني الذي يحرض على الحرب الداخلية الفلسطينية، ويغذي لغة الانقسام والاستقطاب السياسي هل يمكن اعتبار القضية الفلسطينية قضيته؟.
المظاهر الاحتفالية والصورة الجماعية للمهرجانات الشعبية في ذكرى النكبة ما هي إلا تقليد سنوي كغيره من التقاليد الوطنية التي باتت شكلية في أساسها وخالية من المضمون والرسالة الوطنية الحقيقية.
من يحترم ذكرى النكبة الأولى في ذكراها أل (62) عليه العمل على إنهاء النكبة الثانية للشعب الفلسطيني قبل حلول ذكراها الثالثة.