قراءة في اتفاق اوسلو / على هامش بدء المفاوضات غير المباشرة

اتفاق إعلان
المبادئ الفلسطيني- الإسرائيلي

اتفاق أوسلــــو :

بينما كانت المحادثات المنبثقة عن مؤتمر مدريد
تدور في واشنطن بين الوفد الأردني الفلسطيني المشترك وبين وفد إسرائيلي، كانت هناك
محادثات سرية تجري في العاصمة النرويجية
(أوسلو)، وفوجئ العالم باحتفال لتوقيع الاتفاق الفلسطيني-الإسرائيلي في حديقة
البيت الأبيض في 13/أيلول/1993م.

ومن خلال نصوص هذا الاتفاق لم نلحظ أي مرجعية
لهذه المفاوضات التي أسفرت عن هذا الاتفاق، فلم تجر الإشارة إلى ميثاق الأمم
المتحدة أو قرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن، رغم أن مذكرة الدعوة لهذه
المفاوضات ذكرت أن هذه المفاوضات تستند إلى القرار 242 للتفسير وليس للتنفيذ^([1])
.

ولم يكن اتفاق أوسلو أفضل حالاً من القرارات
السابقة في موضوع مدينة القدس حيث تجاهلت
هذه الاتفاقية مسألة السيادة على القدس والضفة
الغربية وغزة، وسمحت الاتفاقية لسكان القدس بالمشاركة في انتخابات الحكم
الذاتي.

ونجحت إسرائيل مرة
أخرى في تأجيل قضية القدس إلى المرحلة
النهائية من عملية السلام- حسب بنود الاتفاق- ومن ثم تأجيل الاهتمام الدولي
بهذه القضية ولم يستند هذا الاتفاق على أي مرجعية تحكم عملية التفاوض المستقبلي على
مصير مدينة القدس، وتركها خاضعة لوجهات نظر المتفاوضين عليها^([2])
ويتضمن هذا الاتفاق الذي جرى التوقيع عليه 17 مـادة و4 ملاحق ومحضر اجتماع.

يتضمن الملحق الأول
من هذا الاتفاق: صيغة إجراء انتخابـات الحكم الذاتي، والملحق الثاني: فهو برتوكول
لإعادة أنتشار قوات الاحتلال الاسرائيلية في قطاع غزة ومنطقة أريحا. وأما الملحق
الثالث: فهو بروتوكول حول التعاون
الإسرائيلي-الفلسطيني في برامج التنمية الاقتصادية، وأما الملحق الرابع: يختص بالتعاون بين الجانبين حول
التنمية الإقليمية^([3]).

ومن هنا فإن هذا الاتفاق في جميع ملاحقه وبنوده
قد جاء ليستجيب وبشكل واضح إلى ما تطمح إليه إسرائيل من حيث استبعاد قضية
القدس ومعها قضايا حساسة تمس مصير الشعب
الفلسطيني في كافة مناطق منافيه وتواجده، حيث نصت المادة الرابعة من الاتفاق على:

"ستشمل ولاية
المجلس منطقة الضفة الغربية وقطاع عزة باستثنـاء قضايا سيتم التفاوض عليها في
مفاوضات للوضع النهائي"^([4]).
وحددت المادة الخامسة من هذا الاتفاق هذه القضايا المؤجلة "من المفهوم أن هذه
المفاوضات ستغطي قضايا متبقية تشمل: القدس، اللاجئين، المستوطنات، الترتيبـات
الأمنية، الحدود، العلاقات والتعاون مع جيران آخرين، وقضايا أخرى ذات اهتمام مشترك^([5])"
.

وكان الجانب
الفلسطيني يصر على إيجاد تسوية لمسألة الشطر الشرقي من القدس ولكن إسرائيل كانت
ترفض باستمرار وجاء اتفاق أوسلو ليتوائم مع الموقف الإسرائيلي في تأجيل بحث مستقبل
القدس وفي تركها موحدة لتبقى العاصمة الأبدية "لدولة إسرائيل" كما يعلن
الإسرائيليون دائماً.

ولكن البعض يرى أن
هناك فوائد في هذا الاتفاق تتلخص في "الإصرار على ذكر القدس وربطها بالمرحلة
الانتقالية"^([6])،
ولكن في الجانب الآخر من يرى أن الشطر
الشرقي من القدس الذي ضمته "إسرائيل" رسمياً في 30 حزيران 1980م أصبح
سكانه أقلية يمكنهم المشاركة في انتخابات المجلس الإداري الفلسطيني، على أن تظل
المدينة خارج الحكم الذاتي، بل أن إسرائيل أقامت فيها 10.000 وحدة سكنية
(للمستوطنين اليهود) بعد الاتفاق"^([7])،
ولم يتضمن اتفاق أوسلو أي إشارة تفيد المعارضة أو البطلان لضم المدينة، وكذلك البنود الواردة في الاتفاق بشأن القدس لا
تفيد بالضـرورة بأن ما سيبحث في المستقبل سيضمن السيادة القانونية والسياسية على
المدينة، وكان الاتجاه الواضح إسرائيلياً وحتى دولياً على نطاق واسع، اختزال قضية
القدس في بعدها الديني حيث أن الاهتمام انصبّ على بحث الترتيبات والأوضاع للأماكن
المقدسة للرسالات السماوية الثلاث وكيفية وصول إتباع هذه الرسالات لأماكنهم المقدسة.

⁽[1]⁾ رجاء شحادة، التفاوض بشأن
ترتيبات الحكم الذاتي، مجلة الدراسات الفلسطينية العدد (10)، 1991، ص144

^([2])
تقارير دولية لعملية السلام العربية- الإسرائيلية، مجلة الدراسات الفلسطينية،
1993، ص144.

^([3])
عماد يوسف وآخرون، الانعكاسات السياسية لاتفاق الحكم الذاتي الفلسطيني، عمان
1995م.

^([4])
غازي ربابعة، القدس في معاهدات السلام العربية الاسرائيلية، الزرقاء 1999م.

^([5])
غازي ربابعة، القدس في معاهدات السلام العربية الاسرائيلية، الزرقاء 1999م.

^([6])
محمود عباس، قراءة في الاتفاق الفلسطيني- الإسرائيلي" مجلة شؤون دولية، 1994،
ص25.

^([7])
عبد الله ولد أباه، (التسوية في الشرق الأوسط) مجلة المستقبل العربي، 1993، ص 39.

شكرا لك د.جاسر
موضوعك مهم جدا وتستحق الشكر والثناء

تقبل مروري

العزيزة ميس
شكرا لاطلالتك الجميلة
كل الاحترام والتقدير

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك على الموضوع الجميل والمعلومات
الاجمل التي افدتنا بها من خلال طرحك

حياك الله اخي علي الخطيب
شكرا لمرورك الطيب

موضوع رائع أخي أحسن الله اليك و جزاك خيرا

جزاك الله خيرا اخي على طرحك لهذا الموضوع

العزيزين ....التميمي...نور احمد
مروركم طيب وجميل شكرا للاهتمام والمتابعة

مشكور على الطرح الطيب
موضوع في القمة

كل الاحترام لمرورك احمد

شكـرا جزيلا على المـــوضوع الــرائع و المميز

شكرا لمرورك الجميل يا نور

شكراً على هذا المجهود الرائع

شكرا لمتابعتك محمد
كل الاحترام

» معالجة وضع القدس في مشاريع التسوية منذ عام 1967 تذكير على هامش ما يجري من مفاوضات
» بينفيكا يتوصل الى اتفاق مع هليب
» إنتر ميلان يحسم المفاوضات مع بينيتيز
» إسرائيل تقمع الأسرى لإفشال المفاوضات 19/09/2010
» تكريم صائب جندية على هامش مباراة فلسطين وجنوب إفريقيا