للشاعر محمد فضل اسماعيل
يقول:-
إن كان إبليس موصوماً بمعصية * أو كان في حمأة الطغيان مغموسا
فكيف أبناء إسرائيل إن ذكروا * وكيف قوبل في أوساطهم موسى
ولا تقل إن للصهيون من أثر * فإنه منطق ما زال معكوسا
هم أخجلوا في الخنا إبليس وانحدروا * مثل الخنازير تلويثاً وتدليسا
باعوا الضمير وباعوا العرض إذ عبدوا * عجلاً من المال بز العجل آبيسا
من أين هذا لـهم من كل فاجرة * كافاتها السبع ليست ترحم الكيسا
من أجل هذا تعالى اللـه شتتهم * لا يقبل اللـه كفاراً وديوسا
من مزق اللـه رب العرش قوته * فسوف يحيا طريد الناس منحوسا
ليست فلسطين مهما كان مظهرهم * فيها سوى حرم صلى به عيسى
عيسى بن مريم لا يرضى بمخزية * ولا يبارك في الـأرض المناجيسا
وليس يرضيه أن مدوا حبائلـهم * للدس والكيد مذ كانوا جواسيسا
ولا محمد المبعوث يعجبه * واد يكون بهم في الـأرض مأنوسا
فلننسف الـأرض لا دار ولا سكن * لـهم ولا وجدوا للدفن ناووسا
وليقطع الواحد القهار دابرهم * إني أراهم على الـأديان كابوسا
هم ضايقونا وهم كادوا لإخوتنا * كيداً تجاوز في الحد المقاييسا
هم في الربا ومجال السلب قد نصبوا * دون المشانق في الـأسواق تفليسا
إن شئت سل شاعر العجمي وموقفه * من رطل لحم إذا ما جئت فينيسا
لحم ابن آدم قل لي كيف يأكلـه * هذا المرابي وما راعى الـأحاسيسا
ما كان حكم شكسبير هنا عبثا * ولا تجنَّى بوصف كان مدسوسا
لكنه الغدر عند الفصل أظهره * طبع بنفسية الصهيون مغروسا
ما علة المن والسلوى وقد نزعوا * للفول والعدس تلقى فيهما السوسا
ما ذنب نعمة ربي في عقيدتهم * أن بدلوا الزهرة الغراء إتكيسا
أليس هذا غرور النفس صيرهم * ممن تسميهم الدنيا أباليسا
فكيف جاءوا إلى البابا لينصرهم * أو يستعيد لـهم مجداً وتأسيسا
قولوا لتل أبيب أنت ساقطة * مهما احتميت وأعددت المتاريسا
إن العروبة نصر اللـه رائدها * إنا رئيسا نفديها ومرؤسا