= المستوطنون يستبيحون البلدة القديمة لافتتاح كنيس الخراب بالتزامن مع منع الفلسطينيين من دخولها= منع فتح المحال التجارية وتعطيل الدراسة بفعل الحصار غير المسبوق القدس المحتلة, الاثنين, 15 - 3 - 2010م, 29 - 3 - 1431 هـ -اقتحم عشرات من أفراد شرطة الاحتلال بعد صلاة عشاء أمس الأحد المصلى
القبلي الرئيسي بالمسجد الأقصى المبارك, وقامت بإخراج نحو 20 معتكفا من
داخله بالقوة, فيما واصلت حصارها المشدد للمسجد المبارك والبلدة القديمة
لليوم الرابع على التوالي.
وافاد شهود عيان أن عددا من المصلين من الداخل الفلسطيني قاموا بعد
أداء صلاة العشاء بنصف ساعة بالاعتكاف داخل المصلى للحيلولة دون إقدام
مستوطنين يهود على تنفيذ تهديداتهم باقتحام المسجد الأقصى المبارك وتخريبه
سعيا لإقامة معبد/ هيكل على حسابه, بالتزامن مع افتتاح كنيس يهودي ضخم على
جزء من أوقاف المسجد العمري الكبير بحارة الشرف القريبة من المسجد المبارك
يومي الأحد والاثنين.
وعقب إخراج المعتكفين بالقوة, قامت شرطة الاحتلال باحتجاز هوياتهم
وطالبتهم بمراجعة مخفري شرطة القشلة والمسكوبية. كما اندلعت مواجهات عنيفة
في حي رأس العامود وحارة السعدية وحي باب حطة بالقدس بين الفلسطينيين
الذين قاموا بإغلاق الشوارع والطرق ورشق جنود الاحتلال بالحجارة, بينما
أطلقت قوات الاحتلال القنابل المسيلة للدموع والصوتية والرصاص المطاطي
نحوهم.
حصار مشدد لليوم الرابعتأتي محاولة
الاعتكاف في الأقصى في وقت واصلت فيه سلطات الاحتلال الحصار المُشدّد الذي
تفرضه على البلدة القديمة بالقدس, وعلى المسجد الأقصى المبارك, لليوم
الرابع على التوالي, والذي شمل منع آلاف المصلين الذين تقل أعمارهم عن 50
عاما, من دخوله, كما شمل إغلاق جميع بوابات المسجد المبارك ما عدا ثلاثة,
ومنع الطلبة من دخول المدارس التي تقع داخل ساحات الأقصى.
وفيما تمنع شرطة الاحتلال الفلسطينيين من دخول البلدة القديمة بالقدس,
سمحت هذه القوات للمستوطنين بالدخول بحرية إلى حارة الشرف الذي حولته
سلطات الاحتلال إلى حي يهودي بالبلدة منذ عام 67, وذلك لافتتاح الكنيس
الذي يطلق عليه كنيس الخراب اليوم الاثنين.
ودعت جماعات يهودية وصهيونية إلى اقتحام المسجد الأقصى المبارك في يوم
الثلاثاء (16-3), واعتبرت افتتاح ذلك الكنيس بمثابة إشارة البدء لبناء
هيكل أو معبد على حساب المسجد الأقصى المبارك.
عناصر من شرطة الاحتلال يوفرون الحماية لمستوطنين يهود في البلدة القديمة بالقدس في وقت يمنعون فيه اهل المدينة من دخولها مستوطنون يهود يدخلون كتبهم إلى كنيس أقيم على أوقاف المسجد العمري الكبير القريب من المسجد الأقصى المبارك منع فتح المحال التجارية وتعطيل الدراسةوحذر مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية سلطات الاحتلال من تداعيات الحصار العسكري المستمر لليوم الثالث.
وقالت وحدة البحث والتوثيق في المركز إن عناصر من الشرطة داهمت الليلة
معظم المحال التجارية في البلدة القديمة بمساندة قوات من حرس الحدود
وصادرت البطاقات الشخصية من أصحابها من غير سكان البلدة القديمة وطالبتهم
بمغادرتها واستلام بطاقاتهم من حواجز التفتيش الشرطية المقامة في باب
العامود, وباب الساهرة.
كما أدت إجراءات الحصار غير المسبوقة, بحسب المركز, إلى تعطل الدراسة
في مدرسة ثانوية الأقصى الشرعية للبنين, بينما لم تتمكن سوى أعداد ضئيلة
جدا من طالبات ثانوية الأقصى الشرعية من الالتحاق بمدرستهن الواقعة داخل
المسجد الأقصى.
مشاهد للحصار الاحتلالي المستمر على الأقصى والبلدة القديمة منذ عصر الخميس (11-3) دعوات للرباط والإضراب التجاريفي غضون ذلك, دعت
القوى الوطنية والدينية في القدس أهالي القدس والداخل الفلسطيني إلى
مواصلة الرباط في المدينة المقدسة يومي الاثنين والثلاثاء, والتوجه إلى
باحات المسجد الأقصى المبارك للصلاة والزيارة والمكوث فيه للتصدي لكل
محاولات الاقتحام التي تقوم بها الجماعات اليهودية المتطرفة.
كما دعت في بيان أصدرته مساء الأحد إلى إضراب تجاري لمدة ساعتين
اعتبارا من الساعة 11 من قبل الظهر وحتى الساعة 1 ظهرا يومي الاثنين
والثلاثاء.
ووجه البيان تحذيرا إلى سلطات الاحتلال من مغبة السماح للمتطرفين
اليهود بالدخول إلى المسجد الأقصى ودعا السلطة الوطنية الفلسطينية إلى وقف
كافة أشكال المفاوضات والاتصالات مع الكيان المحتل, بما في ذلك التنسيق
الأمني.
ويعتبر المراقبون الاقتحامات الجماعية للأقصى ومحاولات تأدية الطقوس
الدينية في بعض ساحاته الداخلية التي تمثل الجزء الأكبر من مساحته, مقدمة
لاقتسام المسجد المبارك بين المسلمين واليهود, واقتطاع جزء من هذه
الساحات, خاصة الساحات الجنوبية الغربية القريبة من حائط البراق المحتل,
لتحويلها إلى نواة معبد يتوسع لاحقاً على طريقة المسجد الإبراهيمي في
الخليل الذي بات كنيساً يهودياً في معظم أوقاته بعد أن ابتدع الصهاينة
فكرة تقسيمه بينهم وبين المسلمين في أعوام 1990.
المصدر: الأقصى أونلاين (بتصرف)