ابو البراء عــــنـــــــانـــــــي مشــــــرف
عدد المساهمات : 1045 النقاط : 1771 تاريخ التسجيل : 08/01/2010 الموقع : USA نشاط العضو : الاوســـــمة :
| موضوع: الزهد والرضا وعلاقتهما بحياة المسلم 2010-03-09, 07:02 | |
| الزهد والرضا وعلاقتهما بحياة المسلم
فإن إيمان المؤمن وأعماله الصالحة وتركه للمعاصي يثمر أخلاقاً في قلب المؤمن كالتوكل واليقين والورع والزهد والصبر والشكر والرضا والحِلْم والخوف والرجاء والحياء من الله ، وهذه الأخلاق الباطنة القلبية بدورها تثمر أخلاقاً ظاهرة وأعمالاً حسنة ، يظهر بها المسلم على بأجمل مظهر وأكمله إذا هو تقيد بها وحرص عليها .
ولا ينبغي أن يُظن أن هذه الأخلاق تحمل معاني الجمال والرحمة فحسب ، بل تحمل معاني القوة والجلال أيضاً ، ذلك أن الإسلام ـ دينَ الله ـ دينُ كمال ، فكما هو دين سمـاحة ورفق وذلة على المؤمنين ، فهو دين حزم وقوة وعزة على الكافرين والمجرمين والفاسقين .
ومن أعظم تلك الأخلاق القلبية التي تؤثر على ظاهر المؤمن وتظهر في مظهر العزة والقوة : خلق الزهد . انظر إلى الزهد ـ وهو عدم تعلق القلب بالدنيا وأعراضها من أموال وأراضٍ وعمارات وسيارات وشهوات … ـ حتى لو كانت في يدك ؛ فإنك تجعل أمر الله فوق ذلك كله ، فيكون تعلقك بأمر الله لا بتلك الأعراض والممتلكات والمحبوبات الدنيوية ، ويكون حرصك على مرضاة الله وعلى إيمانك وأعمالك الصالحة فوق حرصك على الدنيا وما فيها .
هذا الزهد هو من أعظم مظاهر العزة ، فالمؤمن الزاهد الذي لا يتعلق بالدنيا وزخارفها عزيز كريم ، لا يُذل نفسه لتلك الأعراض الزائلة وإنما ذلته وافتقاره إلى الله فهو لا يطلب شيئاً من الدنيا وإنما يطلب ما احتاجه منها ـ إن احتاج ـ من الله ، سالكاً في ذلك السبل التي أباحها الشرع الشريف ، وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذا المعنى حينما قال لرجل سأله : يا رسول الله دُلني على عمل إذا عملته أحبني الله ، وأحبني الناس، فقال صلى الله عليه وسلم : « ازهد في الدنيا يحبك الله ، وازهد فيما عند الناس يُحبك الناس » رواه ابن ماجه وهو حديث حسن.
لقد عاش صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الرسول صلى الله عليه وسلم حياة الزهد والتقشف وعدم التعلق بالدنيا وأموالها ، فكانت لهم العزة وكان لهم النصر وفتحت لهم الدنيا ، فلما فتحت الدنيا على المسلمين فتعلقوا بها ضعُفوا وتنافسوا والتهوا فتوقفت عنهم فتوح الدنيا ، ثم تراجعوا حتى ضاعت تلك الفتوح وأخذ منها الكفار ما أخذوا ، حتى لن يعد للمسلمين رأس ولا خلافة ، ثم انصهر المسلمون في كثير من أخلاقهم بأخلاق غيرهم، فلم تعُدْ تجدُ تميز المسلم ولا ميزة الإسلام إلى قليلاً .
فلا عودة لنا إلى مجدنا وعزنا إلى بالزهد في الدنيا و لو افتقرنا ولو ضعفنا ، فليس الفقر يضعفنا ولكن حب الدنيا هو الذي يضعفنا ، كما بين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك حينما جاءته جزية البحرين ، فسمع الناس بها فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعرضوا له ليعطيهم ، فتبسم رسول الله حين رآهم ثم قال : « أظنكم سمعتم أن أبا عبيدة [ وكان هو عاملَه على البحرين ] قدِم بشيء من البحرين ؟ » فقالوا : أجل يا رسول الله ، فقال : « أبشروا و أمِّلوا [ انتظروا ] ما يسركم ، فوالله ما الفقر أخشى عليكم ، ولكني أخشى أن تُبسط الدنيا عليكم كما بُسطت على من كان قبلكم ، فتنافسوها كما تنافسوها ، فتهلككم كما أهلكتهم » رواه البخاري ومسلم . فلعلنا نحتاج اليوم إلى أن يردنا الله إلى الفقر حتى نرجع إلى ديننا ونعود إلى عزتنا . وقال صلى الله عليه وسلم في خطبة له : « إن مما أخاف عليكم من بعدي ما يُفتح عليكم من زهرة الدنيا وزينتها » رواه البخاري ومسلم . لقد أباح لنا الإسلام أن نتملك وأن نأخذ من الدنيا حظنا وأن نكون أغنياء إذا سلكنا سبل الحلال في ذلك ، فلا بأس أن تكون الدنيا في أيدينا ، لكن الإسلام طلب مع ذلك أن لا تكون الدنيا في قلوبنا ، فإنها إذا دخلت القلوب كان مقدَّمة على أمر الله فكانت معبودة من دونه فيهلك صاحبها . وهذا ما أشار إليه الله تعالى في قوله : صلى الله عليه وسلم ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ، وقد بين لنا أبو أيوب الأنصاري معنى هذه الآية ـ على خلاف ما يظنه الناس ـ فيما رواه أسلمُ أبو عمران قال : غزونا القسطنطينية وعلى الجماعة عبد الرحمن بن الوليد والروم ملصقو ظهورهم بحائط المدينة ، فحمل رجل على العدو ، فقال الناس : مه مه [ أي لا تفعل ] لا إله إلا الله يلقي بيديه إلى التهلكة ، فقال أبو أيوب : سبحان الله [ يتعجب من فهمهم الخاطئ للآية وتصورهم بأن الإقدام في المعركة إهلاك للنفس ] أنزلت هذه الآية فينا معاشر الأنصار ، لما نصر الله نبيه وأظهر دينه قلنا : هلم نقيم في أموالنا ونصلحها ، فأنزل الله عز وجل وأنفقوا في سبيل الله الآية ، والإلقاء باليد إلى التهلكة : أن نقيم في أموالنا ونصلحها وندع الجهـاد ، فأخبر أبو أيوب أن الإلقاء باليد إلى التهلكة هو ترك الجهاد في سبيل الله بسبب الالتفات إلى الدنيا . فالتعلق بالدنيا إذا أقعد المسلم عن الجهاد في سبيل الله كان هلاكاً ، وهو معنى الآية ، فانظر كيف يكون التعلق بالدنيا هلاكاً وخسارة ، وانظر كيف يكون الزهد بالدنيا سبباً في الإقبال على الجهاد في سبيل الله ، وكيف يكون الزهد مؤدياً إلى القوة والعزة ، وأي عزة أكبر من الجهاد في سبيل الله . وما الذي يثقل الناس عن الجهاد إلا تعلقهم بالدنيا وحبهم للحياة يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض ، أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة ، فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل ، إلا تنفروا يعذبكم عذاباً أليماً و يستبدل قوماً غيركم [ وما حياتنا اليوم إلا عذاب وما نحن إلا متستبدلون ] ولا تضروه شيئاً ، والله على كل شيء قدير . وقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حالنا من الذلة والهوان حينما ذكر أن الأمم تتداعى علينا كما تتداعى [ تجتمع ] الأكلة على القصعة ، فقيل له أمن قلة نحن يومئذ يا رسول الله ؟ قال : لا بل أنتم كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن ، قيل وما الوهن : قال : « حب الدنيا وكراهية الموت » . فالذي نعيشه من الضعف سببه أمران : التعلق بالدنيا وحبها ، وكراهية الموت . | |
|
رامسكي عـــنـــــانــــي ذهــــبـــي
عدد المساهمات : 1199 النقاط : 1489 تاريخ التسجيل : 24/01/2010 العمر : 40 نشاط العضو : الاوســـــمة :
| موضوع: رد: الزهد والرضا وعلاقتهما بحياة المسلم 2010-03-09, 08:24 | |
| | |
|
التميمي عــنـــانــــي نــشــيــط
عدد المساهمات : 449 النقاط : 475 تاريخ التسجيل : 28/02/2010 نشاط العضو : الاوســـــمة :
| موضوع: رد: الزهد والرضا وعلاقتهما بحياة المسلم 2010-03-09, 14:23 | |
| | |
|
صقر البلد المراقب العام
عدد المساهمات : 2898 النقاط : 2949 تاريخ التسجيل : 20/01/2010 العمر : 54 الموقع : بين الناس على الارض نشاط العضو : الاوســـــمة :
| موضوع: رد: الزهد والرضا وعلاقتهما بحياة المسلم 2010-03-09, 15:35 | |
| احسنت في الطرح بارك الله فيك | |
|
عبد ابو دية عـــــنـــانــــي مــشــارك
عدد المساهمات : 127 النقاط : 130 تاريخ التسجيل : 06/02/2010 نشاط العضو :
| موضوع: رد: الزهد والرضا وعلاقتهما بحياة المسلم 2010-03-11, 10:04 | |
| | |
|