ابو البراء عــــنـــــــانـــــــي مشــــــرف
عدد المساهمات : 1045 النقاط : 1771 تاريخ التسجيل : 08/01/2010 الموقع : USA نشاط العضو : الاوســـــمة :
| موضوع: التربية الإسلامية نقاط ارتكاز 2010-03-06, 19:42 | |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة السلام على رسول الله و على آله و صحبه أجمعين
موضوع التربية من المواضيع الصعبة التي تربك المختصين و المثقفين و المفكرين و الصوفيين الذين تعتبر التربية من شغلهم الشاغل من خلال عملية التخلية و التحلية,و خاصة أن التربية تشمل حياة الإنسان بمراحلها المختلفة حيث لا يكف الإنسان عن التخلق في كافة مراحل حياته, و إن كانت بالطبع المراحل الدنيا أهم من المراحل المتقدمة في العمر, مثل قول القائل و ينشأ ناشئ الفتيان فينا على ما كان عوده أبوه, أو المثل القائل التعليم في الصغر كالنقش على الحجر, و لذلك تعتبر مرحلة الطفولة ثم مرحلة الشباب من أهم المراحل التي يهتم الجميع فيها.
لذلك من الأهمية بمكان أن يكون لكل جماعة إنسانية منهج تربوي تربي عليه أفراد طائفتها على القيم و المثل التي تنتظم فيها في حياتها و مجتمعها.
و الحركة الإسلامية أحرى بها أن تكون صاحبة باع طويل في تربية المسلم على أمور حياته و أخراه, و خاصة لما اهتم به القرآن و رسولنا العظيم محمد صلى الله عليه و سلم من حسن الخلق و التربية القرآنية لأصحابه رضي الله عنهم, و ما قام به أجيال المسلمين من بعد ذلك إذ خرج جيل الصحابة جيل التابعين و من ثم بعدهم تخرج جيل تابعي التابعين إلى يومنا هذا مرورا بالعلماء و المربين الأجلاء و الذين نذكر على رأسهم الإمام أبو حامد الغزالي و خاصة كتابه الجليل إحياء علوم الدين.
و إذا كان للتربية الإسلامية من أهداف في هذه المرحلة التي تتسم بالهيمنة الأمريكية و نزعة العولمة و الثقافة الاستهلاكية و ثورة الاتصالات و الإنترنت وكلها جعلت من العالم قرية واحدة , أصبح حري بالمسلم أن يتمسك بعدة نقاط ارتكاز تخصه في هذا العالم الذي يطغى عليه خطاب ما بعد الحداثة المادي العلماني حتى و لو كان للإسلام عالميته و شموله,و أهم هذه النقاط
أولا الوسطية: و هي من صميم الإسلام بحيث تجعل المسلم في حالة توازن في هذا العالم فلا يطغى عنده شيء على شيء و هو جوهر هذه الآية الشريفة" وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (143) "2 البقرة,فالأمة الوسط هي البعيدة عن الغلو والتطرف و هي البعيدة عن الإسراف و التفريط, ففي الكتاب العزيز " وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190) "2 البقرة, و أيضا " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (87) "5 المائدة, فالاعتداء ليس مقصودا به زيادة العداوة تجاه الأعداء فقط و إنما يكون في كثير مما له علاقة بحياة الإنسان اليومية مثل المأكل و المشرب و الملبس و المسكن, و الإسراف هو أيضا الطرف المقابل للعدوان و لذلك أتت الآيات المتعلقة بالإسراف تشبه الآيات المتعلقة بالعدوان ," وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآَتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (141) " 6 الأنعام, " يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) "7 الأعراف, و لذلك نبهنا إلى أمر المسرفين و خاصة عندما ينتقل الأمر الى المجال السياسي حيث يتحكم السياسي ببقية الأمور و حينها تعني الوسطية الصلاح أو الإصلاح في الأرض و عدم الإفساد" وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ (151) الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ (152) " الشعراء, هذا مختصر الوسطية المفيد و الذي يستطيع الوقوف في وجه المادية المسرفة في الاستهلاك و التسلط السياسي و العدوان البغيض على الشعوب المستضعفة ,و الأمر الثاني هو
القدوة الحسنة و هي تعني التخلق بأخلاق الإسلام على الوجه الأكمل, بحيث يكون المسلم أو المسلمة مثل لكمال أخلاق الإسلام و لا يتأتى ذلك للفرد إلا بممارسة عملية التخلق بالأخلاق الحميدة باستمرار حتى يكتمل تخلقه و يصبح قدوة لغيره من الناس, و المعروف أن الإنسان يقلد غيره في الخير و الشر و ها هو ابن آدم الأول يقلد الغراب " فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ (31)" 5 المائدة, و كثير من الناس تقلد الآباء و الأجداد, و في هذا العصر أصبح الناس يقلدون أشياء كثيرة و للأسف كثيرا منها ضال و مضل و مسرف و يذهب بعيدا في شططه, بحيث يجافي و يعادي إنسانية الإنسان و فطرته التي خلقه الله تعالى عليها و تجد من يدافع عنه بحجة الحقوق و الحرية و خاصة مثل الشذوذ,فلذلك يجب على المسلم أن يكون قدوة لغيره في الطهارة و النظافة و الفطرة السليمة و المدافعة عن الحقوق المستلبة و البعد عن الفظاظة و هي التي تنفر الناس من الشيء و لو كان مقصده حسنا" فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159) "2 آل عمران, و لذلك من الأهمية بمكان إتباع سيرة الرسول صلى الله عليه و سلم و السلف الصالح من هذه الأمة و كيف كان اللين و الرحمة من العناصر البانية لهذه الأمة, فبها نستطيع أن نكون مسلمين حقيقيين نستطيع أن نقدم نموذجا حيا للإسلام أمام أعين العالم الذي أصبح لا يخفى عليه شيء من أمر المسلمين, و المر الثالث هو
الاضطلاع بالخاتمية و بالدور الخاتم, لأن الإسلام هو آخر الأديان و هو آخر رسالات السماء إلى الأرض و لن تأتي بعده رسالة جديدة, و كل الدور المناط بالمسلم هو الدفاع عن هذه الرسالة الخاتمة و التمسك بها و دعوة الناس إليها الموجودن أحياء على الأرض و الذين سيولدون, فيجب على المسلم التمسك بدعوة الإسلام و بالإيمان بالله الواحد الأحد و دعوة الناس أجمعين إلى هذه العقيدة السوية و الفطرة السليمة و اعتبارها الرسالة الخاتمة التي يجب على كل مسلم أن يوصلها للناس أجمعين و لا يتقاعس في الدعوة إليها و خاصة في هذا العصر الذي يعج بوسائل الاتصال, فلا حجة للمسلم في التقصير بأداء الدور الخاتم و الذي يتميز عن هذه الحضارة المادية المسرفة بالإيمان و بمحاسن الأخلاق .
| |
|
رامسكي عـــنـــــانــــي ذهــــبـــي
عدد المساهمات : 1199 النقاط : 1489 تاريخ التسجيل : 24/01/2010 العمر : 40 نشاط العضو : الاوســـــمة :
| موضوع: رد: التربية الإسلامية نقاط ارتكاز 2010-03-06, 22:12 | |
| بارك الله فيك يا اخي لك كل الاحترام | |
|
e3nane المــــديـــــر الـــــــعـــــام
عدد المساهمات : 21049 النقاط : 25172 تاريخ التسجيل : 06/01/2010 العمر : 40 الموقع : شيكاغو chicago نشاط العضو : الاوســـــمة :
| موضوع: رد: التربية الإسلامية نقاط ارتكاز 2010-03-09, 05:30 | |
| | |
|
صقر البلد المراقب العام
عدد المساهمات : 2898 النقاط : 2949 تاريخ التسجيل : 20/01/2010 العمر : 54 الموقع : بين الناس على الارض نشاط العضو : الاوســـــمة :
| موضوع: رد: التربية الإسلامية نقاط ارتكاز 2010-03-09, 15:15 | |
| جزاك الله كل خير ونفع بك الاسلام والمسلمين | |
|