شل إضراب شامل مدينة الخليل في الضفة الغربية احتجاجا على قرار الحكومة الإسرائيلية ضم
الحرم الإبراهيمي و
مسجد بلال بن رباح في بيت لحم إلى قائمة التراث اليهودي.
يأتي ذلك بعد إقرار الحكومة الإسرائيلية
خطة لترميم وصيانة 150 موقعا أثريا باعتبارها جزءا من التراث اليهودي, من
بينها الحرم الإبراهيمي في الخليل ومسجد بلال بن رباح في مدينة بيت لحم.
وقالت مراسلة الجزيرة في القدس شيرين أبو
عاقلة إن حالة من الغضب العارم تسود الشارع الفلسطيني بعد قرار الحكومة
الإسرائيلية، وسط انتشار كثيف لقوات الاحتلال عند مداخل الحرم الإبراهيمي.
وأضافت أن التوتر امتد ليشمل مناطق
أخرى شهدت مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال تخللها إطلاق
قنابل الغاز باتجاه المواطنين الفلسطينيين خاصة في باب الزاوية وشارع
الشلالة.
ويأتي القرار الإسرائيلي في إطار مخططات
مبيتة منذ عقود للسيطرة على الحرم الإبراهيمي بلغت ذروتها عندما قسم الحرم
بين المستوطنين اليهود والمسلمين.
تنديد
وفي
إطار ردود الفعل نددت السلطة الفلسطينية بالقرار، واعتبر رئيس دائرة
المفاوضات بمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أنه يوازي قرار ضم القدس
إلى إسرائيل وأنه ستكون له تبعات خطيرة.
وأضاف عريقات للجزيرة أن القرار خطير جدا
ويوضح أن هذه الحكومة الإسرائيلية غير معنية بعملية السلام ويغلق الباب
كليا أمام استئنافها.
كما أعرب رئيس المكتب الإعلامي التابع
للحكومة الفلسطينية غسان الخطيب عن أسفه لهذا القرار، وقال إنه سيضع
الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في اتجاه خطير.
|
تيسير التميمي: القرار الإسرائيلي حرب على المقدسات الإسلامية (الجزيرة-أرشيف)
|
واعتبر
قاضي قضاة فلسطين الشيخ تيسير التميمي أن القرار الإسرائيلي "بمثابة إعلان
حرب على المقدسات الإسلامية في فلسطين ستؤدي إلى نشوب حرب دينية في
المنطقة لا تبقي ولا تذر مما يهدد الأمن في المنطقة بأسرها".
وناشد التميمي الأمتين العربية
والإسلامية قادة وحكومات ومنظمات وشعوبا التحرك الجدي العاجل لدرء هذا
"الخطر الجديد والعدوان العلني على المقدسات في فلسطين".
من جانبه، حذر وزير الأوقاف في الحكومة
الفلسطينية المقالة بغزة طالب أبو شعر، من تداعيات القرار، وطالب في بيان
له الأمة العربية والإسلامية بضرورة "اتخاذ إجراءات ومهمات جادة وفاعلة
لإنقاذ تلك المقدسات من دنس المحتلين".
كما دعا رئيس بلدية الخليل خالد العسيلي
العالمين العربي والإسلامي ومنظمة العالم الإسلامي والجامعة العربية
ومنظمة اليونسكو وكل المؤسسات الدولية إلى التحرك العاجل لحماية الحرم
الإبراهيمي ومنع تدنيس حرمته وتغيير معالمه.
واعتبر محافظ الخليل حسين الأعرج قرار الحكومة الإسرائيلية خطيرا ومتهورا وغير مسؤول، ولن يكون إلا "بداية لدوامة من العنف والفوضى".