دورالتعليم في بناء المستقبل
إن التعليــم الذي يجعل من نقل المعارف الماضية ـ بل والحالية ـ هدفه الأوحد هو بكل المقاييس تعليم فاشل وعقيم، فالتعليم ـ خلافا لكل الأنشطة الأخرى ـ هو إعداد للمستقبل أو بمعنى آخر هو إعداد للمجهول.
نحن نعد النشء لمستقبل هو في علم الغيب، ومن ثم يجب أن تتجاوز أهداف التعليم مجرد حشو أذهان المتعلم بالمعارف والنظريات والعلوم الحالية إلى محاولة إكسابهم القدرة على التفكير المبدع الخلاق، والنظرة المستقبلية وكذلك إكسابهم السلوكيات التي يمكنهم من خلالها التكيف مع عالم متغير، متسارع الخطى في التغير.
يجب أن يهدف التعليم ـ بالإضافة إلى ذلك ـ إلى النمو العقلي للنشء بما يجعلهم قادرين على التفكير النقدي البن اء.
يجب أن يتعلم ويمارس المتعلم العمل في فريق بحيث يصبح فردا في جماعة يعمل لصالحها في تناغم وتناسق وتعاون مع الآخرين.
إن هذا التعليم يجب أن يكون إعداد النشء للقرن القادم وتسليحهم وتدريبهم على البقاء في عالم ليست فيه فرصة للحياة سوى للأقوى... للأسرع استجابة... للأكثر قدرة على التطوير والتكيف مع المتغيرات وللأعلى ذكاء.
عالم للأقوياء.... وللأقوياء فقط.
ما دون ذلك مصيره إما إلى الاستعباد أو الفناء.
إذن نحن بحاجة إلى تعليم يغرس في وجدان النشء عقيدة التوحيد حتى تقودهم في بحر الحياة المتلاطم الأمواج... تعليم يجلو أذهانهم وينير بصائرهم وبصيرتهم، تعليم يجعل أذهانهم مفتوحة على العالم ونفوسهم متوثبة نحو المستقبل.
تعليم يجعلهم قادرين على ترشيح ما يعرض لهم وعليهم من خبرات، وانتقاء الأصلح دينيا ودنيويا... ما يفيدهم في دنياهم وآخرتهم، قال الله تعالى:
وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم... .
إننا ننشد ذلك الإعداد من خلال التعليم.
تعليم مخرجاته نشء مؤمن قوي مصداقا لقول الرسول الكريم لى الله عليه و سلم : المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير .
هذا التعليم هو ما يجب أن ينشده العالم العربي والإسلامي خصوصا في ظل الأخطار التي تتربص بنا من كل حدب وصوب.
دمتم برعاية الله