عنترية أم واقعية أم انهزامية ؟
عندما تهان مقدساتنا و تداس كرامتنا تعلو أصوات تنادي بمقاطعة منتوجات
الدول التي تسببت في ذلك ، فتجيبها أصوات أخرى بقولها أننا لا نستطيع
الاستغناء عن الغرب . فهل هذا الأمر صحيح فعلا ؟
الطائفة الأولى
ألم تروا وضعنا الحالي ، نحن عالة على العالم ، كل ما نستعمله من أجهزة
تكنولوجية و سيارات و طائرات و غيرها من صنع غيرنا ، و حتى المنتوجات
الزراعية نستوردها ، و التبعية تذل رقابنا ، و أغلبية شبابنا منبهرون بالحضارة
الغربية ، بل و منا من يستعين بالغرب من أجل حماية أمنه ، ألم تقرؤوا عن
الطائرات التي اشترتها دولة عربية فلم تعرف كيفية تشغيلها فطلبت المساعدة
من الدولة البائعة ؟ ألا تعرف أن أغلب المهندسين في مشاريعنا الضخمة نجلبهم
من الغرب ، بل و الأطر الغربية منتشرة في مطاراتنا و مستشفياتنا ومؤسساتنا.
نحن أمة نائمة تستهلك و فقط ،فاتها قطار التقدم بالسنوات الضوئية .
فكيف سنستغني عن الغرب و حكوماتنا مرهونة لديه ؟
الطائفة الثانية
نحن فعلا أمة فاتها ركب التقدم لكننا نملك مقومات النهضة لو استعملناها للحقنا به
موقعنا استراتيجي و أغلب الثروات النفطية و الغازية و المعدنية بأراضينا .
و إلا فلماذا يتكالب علينا الغرب إن كنا لا نشكل خطرا عليه ؟ أضف إلى أن
الحضارة الغربية مجرد ماديات ، أما ديننا فيهتم بالمادة و الروح معا.
لا يمكننا أن ننفي أننا نعاني الضعف ، لكنه ليس مبررا لنتخلى عن عزتنا
و كرامتنا ، يمكننا التوجه شرقا نحو النمور الأسيوية و الصين الهند وغربا
نحو فينزويلا و حليفاتها هناك ، فقط نحتاج لإرادة سياسية تنشد التغيير.
ما رأيكم فيما ورد في المقال ؟
إلى أي الطائفتين يميل رأيك ؟
المجال مفتوح لآرائكم و تعليقاتكم و حتى انتقاداتكم البناءة.