أغلق باب دارك .... واطفئ نارك ..؟

بسم الله الرحمان الرحيم .
أغلق باب دارك .... واطفئ نارك ..؟
وقفة مع حديث غطوا الإناء :
عن جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (غطوا الإناء وأوكوا السقاء وأغلقوا الباب وأطفؤا السراج فإن الشيطان لا يحل سقاء ولا يفتح بابا ولا يكشف إناء فإن لم يجد أحدكم إلا أن يعرض على إنائه عودا ويذكر اسم الله فليفعل فإن الفويسقة تضرم على أهل البيت بيتهم." رواه مسلم .
راوي الحديث :
الصحابي جابر بن عبد الله بن حرام الأنصاري السلمي، وأمه نسيبة بنت عقبة بن عدي بن سنان بن نابي بن زيد بن حرام، وتجتمع هي وأبوه في حرام، يكنى أبا عبد الله، وقيل‏:‏ أبو عبد الرحمن، والأول أصح، شهد العقبة الثانية مع أبيه وهو صبي، قال جابر‏:‏ لم أشهد بدراً ولا أحداً؛ منعني أبي، فلما قتل يوم أحد، لم أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة قط .
ولد جابر في سنة 16 قبل الهجرة، أسلم أبوه عبد الله بن عمرو بن حرام في بيعة العقبة الأولى وكان أحد النقباء الإثني عشرة، وأسلم جابر صغيراً وقدم هو وأبوه عبد الله بيعة العقبة الثانية .
عن جابر رضي الله عنه قال‏:‏ ‏"‏استغفر لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة البعير خمساً وعشرين مرة‏"‏ يعني بقوله‏:‏ ‏"‏ليلة البعير‏"‏ أنه باع من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعيراً، واشترط ظهره إلى المدينة، وكان في غزوة لهم‏ .
المفردات ::غطوا :غطى : أخفى ، ستر .أوكئوا :الوكاء : وهو الرباط والمعنى : شدوا وثاقها . السقاء : القربة .السراج : النبراس ، المصباح .الفويسقة :الفأر ،و فسق : خرج عن ، يقال فسقت الرطبة عن قشرها إذا خرجت عنه . وأصل الفسق الخروج عن الاستقامة ، والجور وبه سمي العاصي فاسقا . وهنا : سميت هذه الحيوانات فواسق على الاستعارة لخبثهن .تضرم :تشعل وتحرق .
المعنى العام : تعاليم نبوية شريفة تحث على ضرورة اتخاذ الحيطة والحذر والمحافظة على الصحة والأمن وهما تاج النعم ومن جملة هذه التعاليم :
1- تغطية الأواني : هذه الأواني التي يستعملها الإنسان في أكله وشربه قد تكون عرضة لبعض الهوام والحشرات المضرة وغيرها من السموم والجراثيم التي قد تلحق بالإنسان ضرارا جسيما ببدنه ، فالنبي صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن قوم بتغطية هذه الأواني مباشرة بعد استعمالها .
لفتة : اليوم وقد توفرت وسائل النظافة والوقاية فعلى الإنسان أن يقوم بغسل هذه الأواني وحفظها في الثلاجة مثلا وعدم تركها لملامسة الهواء الخارجي .
2- ربط السقاء : وهكذا أواني ووسائل الشراب وما أكثرها في عصرنا فبالضرورة تنظيفها أو ربطها بإحكام إذا تبقى فيها شيء من هذا المشروبات ، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن نشرب من فيّ السقاء إلا في حالة التأكد من سلامته و ضرورة صبه في كوب مثلا حتى نتأكد جيدا من صلاحيته ، وكم من أشربة فاسدة سقطت فيها حشرات ضارة كانت سببا في العديد من الوفيات خاصة في زماننا التي كثرت فيه هذه المشارب وقلت فيه الرقابة .
قيل: إنما أمر بتغطية الإناء لحديث القعقاع بن حكيم عن جابر أن الرسول قال: « غطوا الإناء وأوكوا السقاء؛ فإن فى السنة ليلة ينزل فيها وباء لا يمر بإناء ليس فيه غطاء إلا نزل فيه من ذلك الوباء » قال الليث بن سعد - وهو راوى الحديث -: والأعاجم يتقون ذلك فى كانون الأول.
وصية : كل إناء له فم أو رأس يصله بالهواء الخارجي يجب تغطيته لأن الحكمة من الحديث حفظه من الداء الذي ينزل ـ فيجب إذن غلقه.
3- غلق الباب : نسمع من الحين إلى الآخر سرقات بيوت و في بعض الحالات يأتي الأشرار على الأخضر واليابس ولا يتركون في البيت سوى الخراب وربما كان السبب هو التسيب والإهمال من رب البيت حيث تجده ترك البيت مفتوحا أو ترك باب الفناء بدون قفل أو كان القفل غير محكما أو ترك شباك بيته مفتوحا وغيرها فيكون بذلك قد سهل عمل شياطين الإنس ، فالنبي صلى الله عليه وسلم يبين أمرا جليلا : أعقلها ثم توكل .
4- إطفاء السراج : قال المهلب: وأما إطفاء السراج فقد بينه فى غير هذا الحديث، وقال: من أجل الفويسقة - وهى الفأرة - فإنها تضرم على الناس بيوتهم. وإنما سماها فويسقة لفسادها وأذاها.
وسيلة اليوم وهي الكهرباء والغاز وهي أشد خطرا وأكبر ضررا وكم مات ويموت من جراء التهاون فيها الكثير من خلق الله تعالى لذلك يجب اتخاذ الحيطة والحذر وعدم ترك وصلات الكهرباء موصولة بالأجهزة ، وتفقد أنابيب الغاز وغلقها بإحكام ، وعدم تركها مشتعلة خاصة المدفئات في وقت البرد التي تترك طوال الليل مشتعلة للتدفئة وقد يحدث من جرائها تسرب الغاز وقلة الأوكسجين الذي يتسبب في الإختناق .وقد سجلت عندنا في هذه السنوات حالات عديدة منها من أتى على أهل البيت بكاملهم تصوروا عباد الله .
فائدة : وإطفاء السراج يقلل من تكلفة الكهرباء وكم تثقل كاهل الإنسان اليوم هذه التكلفة وتفوت عليه ضروريات يحتاجها في حياته وبالتالي بهذه التعاليم يحفظ العبد نفسه وماله .
بعض ما يتفرع عن هذا : اطفاء السجارة وعدم تركها مشتعلة مما قد تسبب حرق الصغار أو اشتعال النار في الدار أو خارج الدار .
قبل النوم : قبل الخلود للنوم تفقد بيتك جيدا ، باب الفناء ، شبابيك البيت ، الباب الرئيسي ، انزع وصلات الكهرباء ، أنابيب الغاز ، أواني الطعام والشراب ، بقايا الطعام والشراب يحفظ في الثلاجة .
لا تنس : إخراج القمامة ( أكرمكم الله ) من البيت في وقتها للتخلص منها ، كذلك القيام بنظافة شهرية للبيت للتخلص فيها من بقايا اللوازم غير الضرورية حتى ولو قدر الله شب حريقا يكون خفيفا .استعمال وسائل التنظيف ( كالجافيل مثلا ) الذي يعمل على إزالة الجراثيم بنسبة عالية .
انتبه : لا تترك علب الكبريت والولاعات في متناول أيدي الأطفال ( فقد يحرق دارك صغارك ) .وهكذا كل وسيلة بها نار من موقد وقدر وغيرها ابعد صغارك عنها فقد يحرق الصغار تهاون الكبار .
النتيجة :
ضرورة أخذ الحيطة : الشيطان ليس له سلطة على الإنسان وبالتالي فالضرر يأتي من جراء التهاون والتسيب الذي يأتي من الإنسان ذاته فإذا اتخذت هذه الإجراءات والاحتياطات فإن الله يحفظ عبده ويقيه من سننه في هذه الحياة التي لا تتبدل ولا تتغير .
مجاجة : أحفظ الله يحفظك ، فإذا اتبعت وصايا الله ورسوله تجد راحتك وتعيش الحياة الطيبة وتذوق طعم السعادة والأمن والهناء وإلا تفعل فلا تلومن إلا نفسك .
قدر الله : فلو عمل الإنسان ما بوسعه وقام بهذه التعاليم ولم يقصر فيها ثم حدث حادث فهنا : ما أجمل وأروع بعدها التفويض لله بأن يقول العبد: قدر الله وما شاء فعل ، فتنال بها العوض من الله فيكون : الخلف خير من التلف .
اللهم أعنا على شكر آلاءك علينا باتباع وصايا نبينا ونعوذ بك من العجز والكسل ومن شياطين الجن والإنس .
الله أصلح لنا معاشنا ومعادنا .
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين .

شكرا يا اخي على هذا الموضوع
لك كل الاحترام

شكرا على هذا الموضوع

» أين دارك غدا ؟