الحَمْدُ للهِ رَبَّ الأَرْضِ وَالسَّمَا وَالصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَى النَّبِيّ المُرْسَلِ مِنَ السَّمَا.
أَحِبَّتِي في الله سَلاَمُ اللهِ عَلَيْكُم أَمَّا بَعْد.
ٱلرَّحْمَـٰنُ عَلَى
العَرْشِ اسْتَوَى،إسْتَوَى كَمَا أَخْبر وَعَلَى الوَجْهِ الَّذِي
أَرَادَ وَبالْمَعْنَى الَّذِي قَالَ اسْتِوَاءًا مُنَزَّهًا عَنِ
الحُلُول وَالانْتِقَالْ فَلاَ العَرْشُ يحمِلُهُ وَلاَ الكُرْسِيُ
يُسْنِدُهُ بَلِ العَرْشُ وَحمَلَتُهُ وَالكُرْسِيُ وَعَظَمَتُهُ الكُلُ
محَمُولٌ بِلُطْفِ قُدْرَتِهِ وَمَقْهُورٌ بِجَلاَلِ قَبْضَتِهِ
فَالاسْتِوَاءٌ مَعْلُومٌ وَالكَيْفُ مجَهُولٌ وَالسُؤَالُ عَنْهُ
بِدْعَةٌ وَالإيمَانُ بِهِ وَاجِبٌ وَمِنَ الله الرِسَالَةُ وَعَلَى
الرَّسُولِ البَلاَغُ.
فَإِنَّهُ تَعَالَى
لاَ يَجْرِي عَلَيْهِ زَمَانٌ وَلاَ يَحْوِيهِ مَكَانٌ لَيْسَ بِجِسْمٍ
وَلاَ صُوْرَةٍ وَلاَ مَعْدُودٍ وَلاَ مَحْدُودٍ وَلاَ مُتَبَاعِدٍ وَلاَ
مُتَجَزِّئٍ وَلاَ مُتَنَاهٍ وَلاَ مُتَلَوِنٍ وَلاَ مُتَكَيِّفٍ.
لاَ يُسْأَلُ عَنْهُ بِمَا هُوَ:لأَنَّهُ لاَ يَعْرِفُ حَقِيقَةَ اللهِ إِلاَ الله .
لاَ يُسْأَلُ عَنْهُ أَيْنَ هُوَ:لأَنَّهُ خَالِقُ الْمَكَان وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ.
وَلاَ بِمَتَى هُوَ:لأَنَّهُ خَالِقُ الزَّمَان.
وَكُلُ مَا خَطَرَ بِبَالِكَ فَاللهُ بِخِلاَفِ ذَلِكَ سُبْحَانَ مَنْ لاَ
تُدْرِكْهُ الأَبْصَارْ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارْ وَلاَ تَحْوِيهِ
الأَقْطَارْ وَلاَ يُؤَثِّرُ فِيهِ الْلَّيْلُ وَالنَّهَارْ وَهُوَ ٱلوَاحِدُ ٱلقَهَّار.
فَإِنَّهُ تَعَالَى كَانَ وَلاَ مَكَانَ وَهُوَ عَلَى مَا كَانَ قَبْلَ
خَلْقِ المَكَانِ لَمْ يَتَغَيَّرْ عَمَا كَانَ عَلِمَ مَا كَانَ وَعَلِمَ
مَا يَكُونُ وَعَلِمَ مَا لاَ يَكُونُ لَوْ كَانَ كَيْفَ كَانَ يَكُونُ.
فَمَنْ أَمْرُهُ بِالكَافِ وَالنُونِ؟.؟.؟.؟.؟.؟.؟.؟.؟.؟.؟.
أَجِبْ :............ هُـــــــــــــــوَ الله ........................
يَا مَّنْ يَحَارُ الفَّهْمُ في قُدْرَتِكْ *** وَتَطْلُبُ النَّفْسُ حِمَى طَاعَتِكْ
تُخْفِي عَنِ النَّاسِ سِرَّ صَنْعَتِكْ *** وَكُلُّ مَا في الكَوْنِ مِنْ صَنْعَتِكْ
سُبْحَانَ رَبِّي
لاَ يُدْرَكُ بِالحَوَاسْ وَلاَ يُقَاسُ بِالقِيَاسْ،فَوْقَ كُلِّ شَيءٍ
وَلَيْسَ تَحْتَهُ شَيءٌ وَهُوَ في كُلِّ شَيءٍ لاَ كَشَيءٍ في شَيءٍ
لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلبَصِير.
لِفَضِيلَةِ الشَّيْخ عَبْدُ الحَمِيد كِشْك رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى بِلِسَانٍ عَرَبِيٍ مُبِينْ. نَفَعَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ بِعِلْمِهِ وَفَصَاحَتِهِ وَبَلاَغَتِهِ وَالسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه