طلـب الرزق
يقول الله تعالى :" وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ* فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ " (الذاريات 22- 23) ويقول : " وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا " (الطلاق 2- 3)
توكَّل على الرَّحمن في كلِّ حاجةٍ ... ولا تؤثرنّ العجز يوماً على الطّلب
ألم تــر أن الله قــال لمريم ... وهزي إليك الجذع يساقط الرطب
ولو شـاء أن تجنيه من غير هزها ... جنتـه ولكن كل شيء له سبب
المرء يسعى ويسعى الرِّزق يطلبه ... وربّما اختلفا في السَّعي والطلب
حتَّى إذا قــدَّر الرَّحمن جمعهما ... للإتّفاق أتـاك الرزق عن كثب
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن روح القدس نفث فى روعى أن نفسا لا تموت حتى تستكمل رزقها فاتقوا الله وأجملوا فى الطلب ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعاصى الله عز وجل فإن الله لا يدرك ما عنده إلا بطاعته. " السلسلة الصحيحة 2866
أنشد ابن أبي الدنيا:
ومن ظـنّ أنَّ الـرِّزق يـأتي بحيلةٍ ... فقد كذَّبتــه نفسه وهو آثم
يفـوت الغنى من لا ينام عن السُّرى ... وآخـر يـأتي رزقه وهو نائم
فما الفقر في ضعف احتيالٍ ولا الغنى ... بكدٍّ وللأرزاق في النَّاس قاسم
قيل أوحى الله تعالى إلى موسى صلوات الله وسلامه عليه أتدري لم رزقت الأحمق قال لا يا رب قال ليعلم العاقل أن طلب الرزق ليس بالاحتيال.
ولا تجزع إذا أعسرت يومـا ... فقد أيسرت في الزمن الطويل
ولا تظنــن بربك ظن سوء ... فــإن اللـه أولى بالجميل
وإن العسر يتبعه يســـار ... وقـول الله أصدق كل قيـل
فلو أن العقول تسوق رزقـا ... لكان المـال عند ذوي العقول
يقول عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه لا يقعدن أحدكم عن طلب الرزق ويقول اللهم ارزقني فقد علمتم أن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة .
إِذَا المَرْء لم يَطْـلُب مَعاشاً لنَفْسه ... شكاَ الفَقْرَ أوْ لامَ الصَّدَيقَ فأكْثرا
وصار عَلَى الأدنين كَلاًّ وأوشَكت ... صِلاتُ ذَوي القرْبىَ له أن تَنَكَرا
فَسِـرْ في بِـلاد الله والتَمس الغنَى ... تَعِشْ ذا يَسَارٍ أو تموتَ فَتُعْذَرا
فما طالبُ الحاجات مِنْ حيثُ تبتغى ... مـن المال إلا مَنْ أََجدَّ وشَمَّرا
اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ وَجَمِيعِ سَخَطِكَ