الراجحي:35% من المصابين بالسكر يعانون من تردي أو ضعف البصر
تواصلت الفعاليات العلمية للمؤتمر الدولي لأنماط الحياة الصحية والأمراض غير السارية في العالم العربي والشرق الأوسط لليوم الثاني حيث ناقشت الجلسة الأولى ليوم الثلاثاء والتي ترأسها معالي الدكتور قاسم القصبي المدير العام التنفيذي للمؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث القضايا المتعلقة برعاية المصابين بالأمراض غير السارية.
وقدمت سانيا نشتا ورقة عمل بعنوان "التغطية الاجتماعية للأمراض غير السارية .. رؤية عالمية" أكدت خلالها أهمية تخصيص ميزانيات كبيرة لمجابهة الأمراض غير السارية مشيرة إلى أن الكثير من دول شرق المتوسط لا تخصص ميزانيات كافية لمواجهة هذه الأمراض، وأشارت إلى أهمية تطوير التوجه الاجتماعي ليتوافق مع دعم التغيير تجاه دعم مواجهة هذه الأمراض، وإعادة توجيه الخدمات الصحية لتصبح رعاية صحية شمولية، مع ضرورة التحرك السياسي لدعم هذه التوجهات
وحول التحديات التي تواجه الدول أوضحت نشتا أن هناك نحو 10 دول في اقليم شرق المتوسط تعاني من انتشار السكر والتدخين، حيث تتراوح نسبة المدخنين في دول الاقليم بين 12 ـ 60% وسط الذكور البالغين، مشددة أنه يجب أن يكون التحرك من خلال مختلف القطاعات الحكومية، وبالتعاون التام بينها، على أن يكون هذا التحرك بشكل مستدام.
من جانبه أوضح د.عبدالعزيز الراجحي أن هناك حوالي 346 مليون شخص مصاباً بمرض السكر في العالم 80% منهم من ذوي الدخل المتوسط والمحدود، مشيراً إلى أن أهم مضاعفات مرض السكر تتمثل في أمراض القلب الوعائية والفشل الكلوي، كما أثبتت الكثير من الدراسات أن مرض السكر يؤدي إلى اعتمام عدسة العين والمياه الزرقاء والجلوكوما، مما يؤدي إلى الاصابة بالعمى.
وأكد د.الراجحي أنه يمكن الوقاية من مرض السكر من خلال اخضاع المرضى إلى الرعاية الصحية المناسبة مما يخفض نسبة الاصابة بالعمى، مشيراً إلى أن 35% من المصابين بالسكر يعانون من تردي أو ضعف البصر مما يؤثر على النظر بشكل عام ومن ثم الإصابة بالعمى.
وقال الراجحي إن 30% من المصابين بعتامة عدسة العين في المملكة يوجدون بمحافظة الطائف و20% بمنطقة جازان، و43% بمحافظة الاحساء، مبيناً أن نسبة المصابين بعتامة العين الذي قد يتسبب بالعمى في المملكة مقاربة لبعض دول المنطقة كمملكة البحرين وإيران.
وبيّن د.الراجحي أن مرض العمى الناتج عن مرض السكري يكلف أمريكا 35 مليون دولار سنوياً، ويكلف المملكة العربية السعودية 1.3 مليار ريال سعودي.
وأكد أن الوقاية من مرض العمى يكمن في الوقاية من مرض السكر والترصد ، إضافة إلى تعزيز الرعاية الصحية للمصابين بمرض عتامة عدسة العمى.
كما قدم الدكتور سليمان الشهري استشاري طب الأطفال ومدير عام الصحة المدرسية بوزارة التربية والتعليم ورقة عمل تحت عنوان" أنماط حياة المراهقين وأثر حملات تعزيز الصحة" أكد فيها أن المملكة تولي اهتماماً كبيراً لتعزيز البرامج الصحية بالمدارس بالتعليم العام، مبيناً أن هذه المدارس تعمل بشكل متعامد من خلال توفير الرعاية الصحية وتوفير الخدمات الصحية والاتصال بكافة شرائح المجتمع وأفراد الأسرة وتنفيذ العديد من من البرامج التعزيزية التي تخدم الطلاب.
وأكد د.الشهري أن هذه البرامج التعزيزية تهدف إلى دراسة الأنماط الصحية للطلاب للخروج بتوصيات تنفذها وزارة الصحة، إضافة إلى عمل مسوحات على الطلاب، مشيراً إلى دراسة حول العادات الغذائية، قامت بها الإدارة العامة للصحة المدرسية وشملت 1600 طالبة موزعات على مناطق الرياض، جدة، المدينة المنورة، مكة المكرمة، ومنطقة القصيم حيث تبين أن 50% من الطالبات لا يلتزمن بالعادات الغذائية الصحية، كما اتضح أن 20% يتناولن وجبة الافطار بانتظام، و 20% من الطالبات لا يلتزمن بتناول وجبة الافطار ، وأن 15% منهن لا يتناولن هذه الوجبة نهائياً، كما أكدت الدراسة أن الغالبية من الطالبات يركزن على الطعام الصحي، وأن القليل منهن لا يلتزم بتناول الخضروات والمشروبات الصحية، كما اتضح أن تنفيذ البرامج الصحية الجيدة والنظافة تعززان من البرامج الصحية.
وأوضح الشهري أن الدراسة بينت أن 80% من الطالبات يداوم على النظافة وتفريش الأسنان، كما أثبتت الدراسة أن ممارسة الأنشطة البدنية سجل ارتفاعاً كبيراً بين الطالبات المسجلات بالمدارس ، مبيناً أن هذه الأنشطة تمكن من خفض الإصابة بالأمراض غير السارية.
وأضاف بأن الدراسة أوصت بأن تقوم وزارة الصحة بزيادة البرامج الصحية المدرسية وأن يكون هناك تنسيقاً مع الجهات ذات العلاقة للرقي بهذه البرامج، وترشيد الجهود لتحقيق الاستفادة القصوى من كافة البرامج الصحية داخل المملكة، كما أوصت الدراسة بزيادة الأنشطة البدنية، وتناول الغذاء الصحي من قبل الطلاب، بالإضافة إلى تنمية وتعزيز المستوى المهني لدى المعرفين الصحيين بهذه البرامج، ودعم ونشر مشرفي الصحة الذين تتوفر لديهم الفكرة عن هذه البرامج بهدف تفعيل الجوانب الوقائية للصحة المدرسية وتعزيزها بالمدارس، كما أوصت الدراسة بالتركيز على المدرسين والطلاب لتفعيل الأنشطة البدنية.
أما في الجلسة الثانية فقد تم تسليط الضوء على التعريف بالعناصر الغذائية والتي ترأسها د.محمد الكنهل رئيس الهيئة العامة للغذاء والدواء وشارك فيها كل من أيوب الجوادي ، ومحمد السيف ، ومشاري الدخيل ، وفيليب جيمس ، وجراهام مراك جورج ، وبيكيه جوسكا .
وقد تناولت الجلسة مفهوم تقديم الغذاء والتشريعات اللازمة التي من الممكن أن تحسن من القيمة الغذائية للصحة ودعا المشاركون إلى ترقيم الأغذية لما له من أهمية حيث أنه يساعد على توضيح الصورة الغذائية للمستهلك ، وذلك بمتابعة وإشراف أعلى سلطة في الغذاء والدواء في كل بلد .
وأبان المتحدثون أن الوجبات السريعة لها تأثيرها على المكونات الغذائية في كل منتج وأن منظمة الصحة العالمية لديها تصنيف لمفردات الغذاء وترقيم للأغذية على أساس علمي .
وأكدوا على أهمية تقييم المنتجات بما فيها الحلويات والأسماك التي تساعد على الإصابة بالسمنة وارتفاع الكوليسترول وإيضاح معدل السكريات والأملاح وذلك حتى يكون المستهلك على دراية بالعناصر الغذائية .
وفيما يتعلق بالاستخدام المبتكر لوسائل الإعلام من أجل رفع الوعي الصحي فقد كشف د. خالد بن محمد مرغلاني أن وزارة الصحة بصدد توقيع (
مذكرات تفاهم مع وزارات وقطاعات وجهات حكومية أخرى .
واقترح د.مرغلاني تخصيص 5% من جميع وسائل الإعلام للتوعية الصحية وذلك من أجل نشر الإعلانات التوعوية وعن منبر المساجد بين أن الصحة تستثمر مثل هذه المنابر مؤكداً الاستفادة من المنبر في التوعية عن انفلونزا الخنازير وقال أن على وسائل أن يكون لها دور بارز وكبير في التوعية الصحية .
ومن جانبه قال د. خالد الفرم للأسف التوعية الصحية عبر وسائل الإعلام ضغيفة وبين أن الإعلام الجديد يجد صعوبة في ايصال الرسالة التوعوية مؤكداً أن الإعلام التقليدي فشل في ايصال الرسالة التوعوية فما بالك بالإعلام الجديد .
وقال يجب أن يعاد تقييم الإعلام الصحي في المؤسسات الصحية من أجل رفع مستوى التوعية الصحية .
وأضاف أن صياغة الرسالة التوعوية تختلف من وسيلة إلى أخرى وهذا يشكل عبء على كل وسائل الإعلام .
وقال د.خالد الفرم هناك ارتباك في الإعلام الجديد وغموض وعدم ثقة في محتوى الإعلام الجديد لعدم الاعتماد على المتخصصين في عملية التوعية .
وبين أن الجهمور يهاجر من الإعلام التقليدي إلى الإعلام الجديد موضحاً أن بعض القطاعات التوعوية لازالت تعتمد على الإعلام التقليدي .
وأشار أن هناك تحديات تواجه الإعلام الصحي في الاستفادة من الإعلام الجديد يشكل أفضل وبفاعلية .
وقال د. فايز الشهري أنه لابد من وجود وزارة أو جهه أو هيئة تقود مسيرة التوعية الصحية ولا يترك ذلك لقطاع دون آخر وبين ان القطاع الخاص فشل في برامج التوعية الصحية بسبب البيروقراطية والعقبات العديدة وجعله يحجم عن المشاركة .
وأضاف أن المخططين في التوعية الصحية للأسف يقعون في خطأ أن الجمهور يجهل المعلومة وهذا غير صحيح بل قد يملك معلومات صحية كبيرة ولكن تفتقر للدقة .
وأكد أن المشكلة ليس في توفر المعلومة الصحية بل في كيفية توظفيها لخدمة التوعية الصحية وانتقد عدم وجود جهة تشرف وتنظم وسائل الإعلام الجديد وتعمل على عدم التحكم أو الإساءة في استخدامها او نقل معلومة صحية غير دقيقة .
كما قالت د. فاتن عبدالعزيز أن منظمة الصحة العالمية بدأت بالفعل باستخدام الإعلام الجديد وبينت أن استخدام الإعلام الجديد حتمي وليست خيار .
واستغربت التركيز على الشباب وماذا عن الامهات والأباء في المجتمع وكيف الوصول لهم واستهدافهم وتقديم التوعية لهم عبر الإعلام الجديد