أرى الدنيا تمضي تحمل على مركبها من هم على قائمة الحياة
وتترك خلفها كذكرى عابره من فارقوا أيامها
مازلت معهم أسير بذاك المركب لا أدري متى أصبح بين أكوام الذكريات الكثيرة
لكن ما هو واقع الآن أنه ما زال لي نصيب في هذه الدنيا لأفرح
لأنجح لأبني طموح لأرسم إبتسامه لأبكي دموع ... أقوى بعدها وليس بعيب
لأحزن وبعدها أرى أشعة الفرح تشق نافذة أيامي معلنة زوال الهموم
ومن ذاك المركب
ألقى النظر على جوانب الحياة
أسمع أنين يزداد حرقة يوما بعد يوم
هناك من ينادي وصوته مختنق
وكأنه كاد يغرق ببحر من الهموم
هو قلب حزين
يحاكي القلوب ليلتقط قلبي صدى صوته
وكأنه يقول صاحبي أغلق علي بمفتاح أسود!!!
لماذا وأنا من أمده بالدماء لكي يحيا
لماذا وأنا من أجعله يشعر بحبه للآخرين وحبهم له
ليس ذنبي أن طيبتي فاقت الحدود
ليس ذنبي ان إغتال الناس طيبتي ونكسوها بخيانات بالألم وبأحزان
فلماذا إذا أقفل علي بابه ؟؟؟
ولماذا جعل القفل يصدأ
أي مفتاح هذا الذي سيفتح بعد ذلك
قلبي خفق وردد بسرعه
أهو عجز مفتاح أم يأس باب
ليجيب عقلي بتفكيره العقلاني يا صديقي ما هو إلا يأس باب
فالمفتاح إن كان له لن يعجز عن فتحه حتى لو صدأ القفل فمن الممكن أن يفتح
فأكمل قلبي لذلك القلب
ياعزيزي من هو صاحب قلبك قد يأس
قد داس على معاني الحياة الجميلة
غاب عن عقله ماهو جميل
استسلم لخريف الهموم والخيانة والأحزان والأوجاع الذي كسا مركبنا وكاد أن يسقط جميع أوراقه الجميلة
ياصاحبي لست بمذنب بل أنت ضحية
أنت أسير في زنزانة سوداء غلفك بها صاحبك المهموم
مالك إلا أن تحاكي عقله بأن ينفض عنه غبار السواد ذاك
ليجعله يفكر بورود الحياة الجميلة التي تزهر حوله وهو يميتها بسموم الأحزان
ليتني أجدك من بين زحام الناس هؤلاء في هذا المركب
لأخبر صاحبك عن وضعك المميت لأخبره عن ماهو مقدم عليه من خطورة
وفجأة ارتفع صوت الأنين
فقال ذاك القلب
هيا هيا إتبع صوتي ....وليس أنيني الآن بشكوى إنما هو طريق أمل لسعادتي
وأخذ قلبي يتبع الصوت ويسطحبني معه
حتى وصلت للصوت
ورأيت صاحب ذاك القلب شحيح هزيل يأس من قوس قزح يطل على حياته واكتفى بأوراق صفراء مجعدة تتساقط فوق رأسه ترافقه طوال الطريق
نظرت بعينيه وحاكاه لساني مترجما لما في قلبي
وقلت : اليوم جميل وشروق الشمس رائع كم هو عظيم خالقنا يخلق من بطن السواد نورا
نظر وقال من أنت
أجبت لا يهم فالمهم أنني أشاركك المركب ذاته
وقلت لقد كان اليوم الإفطار شهي بضع من السمك الطازج سبحان من جعل من الشيء الميت وسيلة لإكمال حياة آخرين
قال: بقايا عقلي الصافي يفهم من كلامك القليل
سألته وماذا يفهم
قال أعذرني قلبي قد أغلق وهذا أفضل وهو من يترجم المشاعر لن أستطيع ترجمة شعوري بكلامك
إبتسمت له و حاول رسم تلك الابتسامه التي محاها منذ سنين
فقلت له لا عليك مازال قلبي ينبض مازال قلبي يملك حريته ويأدي ما أحتاجه منه
سأخبرك بما تشعر
يا صديقي لا عيب أن تحزن لا عيب أن تكسرك الهموم
فقال وما أدراك ماهو الهم
ابتسمت وأجبت لا تغرك سعادتي فهي وليدة هموم كثيرة
وكيف تلد الهموم سعاده؟؟...هكذا سأل
أجبت كما يولد نور الشمس من بطن السواد
قال :لكن ماذا عن ذكريات أماتتني
فقلت له وكم كادت أن تميتني تلك الذكريات لكن جعلتها تحيني
فقال وكيف يحي الميت أناس
فقلت له كما جعل خالقنا ذاك السمك الميت مصدر بقاء على قيد الحياة لآخرين
إسمع يا صديقي ما خلقنا الله إلا ليختبرنا
ليختبرمقدارتحمل طاعة و عباده
إن ابتلانا أوجد أمامنا مفاتيح للفرج كثيرة
لكن ما يفعله الضعيف منا يقف راثيا حظه التعيس وكأن الله لم يبتلي أحدا غيره
أفق أفق من ذاك السراب إفتح عينيك
واسبتدل فصل الخريف ذلك
بموسم من أمطار التغير أمطار الخير
لينتب لك ربيعا من الأفراح
حتى تسعد بقوس قزح مزج بأبتسامات بأمنيات بأحلام بطموحات تكتسي سماء الواقع
لكن تذكر أن من أوجد كل هذا خريف طل عليك متمثلا بهموم وأحزان والآم
فما همومنا وأحزاننا إلا أبواب لأفراحنا وسعادتنا
لكن يبقى لك الإختيار هل ستسمح لموسم الأمطار بالهطول
أم أنك ستكتفي بخريف يسقط أوارقك جميعها
حتى تصبح في قائمة الذكريات العابرة
لك الخيار أنتلكن تذكر ذاك القلب الذي أسرته ليس بملكك هو ملك الخالق وحده فليس لك أنت تقفل عليه بقفل الموت وربك لم يأذن حتى هذه اللحظة بموته
همسة : لا تقلل من قيمة خريف الحياة فما الأرض الخضراء جاءت من أرض
خضراء إنما أمها هي أرض جرداء سعى صاحبها على إنباتها
لمحة : لست بمالك لنفسك ولا حواسك ولا شيء بجسدك فهي ملك الله وهبها لك رحمة من عنده فلا تمتها قبل إذن خالقها