سلطات الاحتلال الاسرائيلي تمرر مشاريعها التهويدية للقدس تحت مسميات اجتماعية وخدمية
تحت مسميات متنوعة تخفي وراءها أهدافا ومخططات استيطانية وتهويدية وعدوانية تعمل سلطات الاحتلال الإسرائيلي على تمرير مخططاتها العدوانية الرامية إلى القضاء على الطابع العربي لفلسطين ولاسيما القدس المحتلة حيث عملت مؤخرا على ابتكار مشاريع أطلقت عليها أسماء توحي بأنها ذات طابع خدمي وإنساني واجتماعي في حين تهدف بالأصل إلى تشجيع تهويد القدس المحتلة.
ففي إطار الابتكارات العدوانية الإسرائيلية واستغلالها للمشاريع تحت مسميات مخفية قامت حكومة الاحتلال مؤخرا بتعديل القانون المسمى قانون الحدائق الوطنية الذي يتيح تحويل الحدائق إلى إدارة جمعيات غير ربحية أو جمعيات بإدارة خاصة وذلك بهدف شرعنة نشاط جمعية “إلعاد” الاستيطانية التي تدير ما يسمى بالحديقة المحيطة بأسوار مدينة القدس التي تضم مساحات واسعة من قرية سلوان ما يعني تعميق نشاطها في تهويد المنطقة.
وادعت ما تسمى اللجنة الوزارية للتشريع أن هدف هذا التعديل تخليد قيم ذات أهمية تاريخية وأثرية وهندسية وطبيعية في حين ترمي هذه الخطوة ضمن أمور أخرى إلى تسويغ نشاط جمعية “العاد” التي تدير الحديقة الوطنية حول أسوار مدينة القدس التي تغطي قسما كبيرا من قرية سلوان ما يسمح للجمعية بتعميق نشاطاتها لتهويد المنطقة.
وفي هذا السياق يأتي مشروع قرار يقضي بإعلان القدس بما في ذلك القدس الشرقية منطقة أولى بالرعاية الاجتماعية والتعليمية والبناء بذريعة محاربة الهجرة السلبية من القدس وتصعيد الاستيطان فيها حيث يطمح مقدموه إلى إحداث تغيير في الميزان الديمغرافي لصالح اليهود وإلى أعمال بناء واسعة في المدينة.
ويعمل الاحتلال الإسرائيلي على تزوير وطمس الآثار الإسلامية والعربية في المدينة المقدسة عبر تهويد أسوار القدس القديمة بإستبدال حجارتها الأصلية بحجارة أخرى تحمل رموز الهيكل المزعوم والنجمة السداسية وذلك بادعاء تنفيذه مشروعا لتصليح وترميم وصيانة أسوار القدس القديمة وذلك وفقا لتقرير صحفي موثق بالصور الفوتوغرافية لمؤسسة الأقصى للوقف والتراث.
وفي هذا السياق تكشف مؤسسة الأقصى أن محاولات تهويد أسوار القدس القديمة بدأت قبل أكثر من ثلاث سنوات حيث يواصل الاحتلال جريمته هذه في عدة مقاطع في أسوار القدس القديمة ولاسيما في منطقة باب العامود أحد أشهر أبواب البلدة القديمة بالقدس وفي مقاطع من الجدار الجنوبي الغربي لسور القدس القديمة وعند الباب الجديد.
وتتزامن هذه الخطوات والممارسات العدوانية مع تصاعد محموم في مشاريع الاستيطان الإسرائيلي بمدينة القدس المحتلة الأمر الذي دفع الخبراء إلى إطلاق تحذيرات من أن يكون العام الجاري عام إنجاز كامل لتهويد القدس المحتلة خصوصا في ظل تجاهل المجتمع الدولي والمنظمات الدولية لخطورة المشاريع الإسرائيلية التي تستهدف تاريخ مدينة القدس المحتلة وعروبتها وفي هذا الإطار جاء إعلان سلطات الاحتلال عن موافقة ما يسمى بلدية القدس المحتلة على خطة لبناء مئات المنازل الاستيطانية الجديدة وإقرار خطة لبناء 900 وحدة سكنية في مستوطنة جيلو الواقعة بين القدس وبيت لحم وطرح مخطط جديد لبناء 32 وحدة استيطانية جديدة في قلب حي رأس العامود.
ولم تتوقف الممارسات الإسرائيلية عند هذا الحد وإنما وصل العدوان الإسرائيلي إلى محاولة الإساءة للقبور الإسلامية من خلال زرع قبور وهمية يهودية في بلدة سلوان لتزوير التاريخ العربي والإسلامي لمدينة القدس المحتلة لتضاف بذلك إلى محاولات عدوانية إسرائيلية لا يبدو أنها ستنتهي إذا بقي المجتمع الدولي متجاهلا لهذه الممارسات الإسرائيلية.
وفي المحصلة إن كل ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي ما هو إلا محاولات يائسة لاستنبات وادعاء تاريخ يهودي موهوم في المدينة المقدسة فالقدس منذ قديم الزمان وإلى يومنا هذا مدينة عربية منذ أكثر من ستة آلاف سنة وهذا ما تؤكده مؤسسة الأقصى للوقف والتراث وغيرها الكثير من المؤسسات والمنظمات المتخصصة بالحفاظ على الآثار والمدافعة عن عروبة فلسطين.