بسم الله الرحمن الرحيم
في مثل هذا اليوم المبارك السابع عشر من شهر رمضان كانت أول غزوة بين المسلمين و المشركين
و كتب الله سبحانه و تعالى النصر لرسوله و للمؤمنيين .
و حتى نتدارس سويا هذه الغزوة و نتعرف على الدروس المستفادة منها هيا بنا نتعرف عليها أولا بمرافقة بعض الصور التي توضح لنا أماكن وقوعها .
غزوة بدر الكبرى .
يقول الله تعالى :
((وَلَقَدْ نَصَرَكُمْ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )) في السابع عشر من رمضان من السنة الثانية من الهجرة ، خرج النبي صلى الله عليه و سلم مع ثلاث مائة و بضع عشر من أصحابه ، قدم النبي صلى الله عليه و سلم من المدينة من هذا الطريق الذي يشير إليه ( السهم في الصورة )
عسكر النبي صلى الله عليه و سلم في هذه المنطقة ، و هذا الكثيب من الرمل هو العدوة الدنيا
المذكورة في قوله الله تعالى :
(( إذ انتم بالعدوة الدنيا ... )) الآية و لنأخذ جولة في المكان و لنتامل الصورة التالية:
السهم الأيمن يؤشر على العدوة الدنيا و في سفحها معسكر المسلمين
السهم الأوسط يؤشر على طريق القوافل ، وهو الطرق الذي كان سيمر منه أبو سفيان بالقافلة
السهم الأيسر يؤشر على جبل الملائكة ( و لتسميته بجبل الملائكة قصة و سنذكرها لاحقا )
و أما المشركين و عددهم تسع مائة و خمسون فكانوا في العدوة القصوى ( المشار إليها بالسهم )
المذكورة في قوله تعالى :
(( و هم بالعدوة القصوى ... )) الآية و قبل بدء المعركة أتى الصحابي الجليل الحباب بن المنذر إلى النبي صلى الله عليه و سلم و قال:يا رسول الله , هذا المنزل أمنزلاً أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخر عنه ؟ أم هو الرأي والحرب والمكيدة ؟ قال:" بل هو الرأي والحرب والمكيدة " قال:يا رسول الله , هذا ليس بمنزل . . ثم أشار بنزول قليب بدر بحيث تكون جميع آبار المياه خلف المسلمين فيشربون و لا يشرب المشركون . ونهض رسول الله صلى الله عليه و سلم فنزل على القليب ببدر
انتقل الجيش الإسلامي إلى هذا المكان تقريبا
المكان من زاوية أخرى ( و يظهر في الصورة العدوة الدنيا و جبل الملائكة و مكان المعسكر الجديد )
و بعد ذلك أشار سعد بن معاذ بمشورة فقال رضي الله عنه :إنا خلفنا من قومنا قوماً ما نحن بأشد حباً لك منهم , ولا أطوع لك منهم ; ولكن إنما ظنوا أنها العير . نبني لك عريشاً فتكون فيه , ونعد عندك رواحلك , ثم نلقى عدونا , فإن أعزنا الله وأظهرنا على عدونا كان ذلك ما أحببناه , وإن تكن الأخرى جلست على رواحلك فلحقت من وراءنا . . فقال له النبي صلى الله عليه وسلم خيراً . وقال:" أو يقضي الله خيراً من ذلك يا سعد " .
فبني لنبي صلى الله عليه و سلم عريشا . و المكان معروف إلى الآن و بني في مكان العريش مسجد يسمى
جامع العريش
الجامع من الخارج
المسجد من الداخل
دعا النبي صلى الله عليه و سلم من العريش بالنصرة للمسلمين و ألح على الله في الدعاء
حتى أكرم الله هذه الأمة بحدث عظيم حيث نزلت الملائكة على هذا الجبل
( جبل الملائكة و ذلك سبب التسمية )
يقول الله تعالى عن هذا الحدث :
(( إذ تستغيثون ربكم , فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين . وما جعله الله إلا بشرى , ولتطمئن به قلوبكم , وما النصر إلا من عند الله , إن الله عزيز حكيم )) وأمد الله نبيه صلى الله عليه و سلم بألف من الملائكة , فكان جبريل في خمسمائة مجنبة , وميكائيل في خمسمائة مجنبة " . .
قال ابن إسحاق:وقد خفق رسول الله صلى الله عليه و سلم خفقة وهو في العريش , ثم انتبه , فقال:" أبشر يا أبا بكر , أتاك نصر الله . هذا جبريل آخذاً بعنان فرس يقوده , على ثناياه النقع "يعني الغبار .الله أكبر الله أكبر .... فلنتخيل إخواني الأعزاء قوة المنظر جيش الملائكة بقيادة سيد الملائكة جبريل عليه السلام قادم إلى أرض المعركة لينظم إلى جيش المؤمنين بقيادة خير البشر صلى الله عليه و سلم.
في الحديث :
جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : ما تعدون أهل بدر فيكم ؟ قال:" من أفضل المسلمين " - أو كلمة نحوها - قال:" وكذلك من شهد بدراً من الملائكة " . . . [ انفرد بإخراجه البخاري ] . . . و ما هي الا فترة يسيرة تقدر بساعتين فقط ، حتى انتهت المعركة بنصر و إعزاز للمسلمين و هزيمة ساحقة للكفر و أهله
استشهد أربع عشر صحابي ، دفن ثلاث عشرة منه في بدر ( مقبرة الشهداء ) و واحد دفن في الطريق بين بدر و المدينة المنورة حيث انه أصيب في الغزوة و لم يمت إلا في طريق العودة.
مكان قبور الصحابة ( كماهو واضح من السهم )
أما المشركين فقد قتل جميع ساداتهم و رموا في قليب بدر ( بئر جاف )
نختم بهذه الصورة لمدينة بدر القديمة