هل يميز المجتمع العربي بين الذكر والأنثى؟
"ليس الذكر كالأنثى" هذه الآية الكريمة يعتبرها الناس القول الفصل، والقضاء الذي لا يقبل الاستئناف، على تميز الذكر وارتفاعه عن الأنثى وتفوقه عليها، ويردد الناس هذه الآية على أفضلية الذكر مطلقاً على الأنثى من دون قيد أو شرط، مع أن تفسيرها الصحيح يعطي معنى مغايراً لما يستدلون به.
يعتبر المجتمع العربي الذكر أفضل من الأنثى، ولا يهدأ للوالدين بال طالما أن ابنهم لم ينجب طفلا ذكرا يحمل اسم والده واسم عائلته. وطالما أن الولد لم يأت بعد فلن تمر مناسبة إلا ويسمع بها ذلك المسكين الذي لم يرزق بمولود ذكر عبارة "بجيانك الصبي" وأبدا لن يقال له "الله يطعمك البنت" معاذ الله!!
أما النظرة العامة - وخاصة نظرة النساء – فهي مثيرة للدهشة، كأن تقول الواحدة منهن أن من أنجب البنات دون الصبيان فإنهن لا يعتبرونه قد أنجب إطلاقا، وليست له ذرّية!! فإذا كانت نظرة النساء إلى البنات على هذه الدرجة من الاحتقار وكأن البنات لا يساوين شيئا دون الذكور، فما بالك إذن بنظرة الرجل إلى المرأة ونظرة الشاب إلى الفتاة، ونظرة الزوج إلى الزوجة؟![center]