تجربة فيراري 458 أيطاليا

موضوع: تجربة فيراري 458 أيطاليا 2011-02-04, 14:29

إنَّ الحمد لله، نحمدهُ ونستعينهُ ونستغفرهُ ونستهديهِ، ونعوذُ باللهِ من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهدهِ اللهُ فلا مضلَّ له،

ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله. من يطع الله ورسوله

فقد رشد، ومن يعصهما فإنَّه لا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً ..

تجربة فيراري 458 أيطاليا User.aspx?id=29547&f=________________

تجربة فيراري 458 أيطاليا User.aspx?id=29547&f=________________

السلام عليكم ورحمة الله تعآلى وبركاته :

فيراري 458 أيطاليا

منذ تقديمها أول مرة في دبي خلال شهر أبريل
الماضي وأنا أنتظر بفارغ الصبر فرصة قيادة فيراري 458 ايطاليا، وبالرغم من
أنني كنت أتوقع أن يتم هذا الأمر على حلبة ياس مارينا في أبو ظبي على غرار
ما حدث مع شقيقتها كاليفورنيا الا أنَ الفرصة أتت من حيث لم أكن أتوقع حين
اتصل بي أحد أصدقاء الطفولة من المقيمين في أوروبا طالباً مني الذهاب اليه
لقضاء عطلة الصيف، وبما أنني عادةً ما أكون مرتبطاً بالكثير من الأعمال في
هذا الوقت من السنة كان جوابي بأنني لا أستطيع ترك كل شيء والذهاب اليه،
ولكن وبعد الكثير من الأخذ والرد والمحاولات الفاشلة من قبله لثني عن موقفي
هذا أخبرني أنه قام مؤخراً بشراء فيراري 458 ايطاليا وأن
أول أمر تبادر الى ذهنه هو دعوتي الى زيارته في مقر اقامته الأوروبي بهدف
استعادة ذكريات الطفولة من جهة والسماح لي بإختبار محبوبته الايطالية
الجديدة من جهة أخرى. عندها لا أخفي عنك عزيزي القارئ أن كل موانع السفر
التي كنت أتحدث عنها اختفت فجأةً من ذهني لتحل محلها صورة 458 ايطاليا أحدث
منتجات الصانع الايطالي لذا حزمت حقائبي وتوجهت الى المطار لأستقل أول
طائرة متجهةً الى فرنسا.

ولكن وقبل أن أبدأ بسرد تفاصيل هذه الرحلة / الاختبار، دعوني
أسترجع معكم بعض من ذكريات طفولتي مع صديقي التي لطالما أمضينا خلالها
ساعات وساعات جالسين على الشرفة نراقب السيارات العابرة على الطريق متأملين
تفاصيلها بإعجاب، وبالرغم من أنَ تلك السيارات لم تكن بمستوى 458 ايطاليا
الا أننا كنا نحلم باليوم الذي سنتمكن فيه من قيادتها. أما اليوم، فأنا
أحزم حقائبي متجهاً الى فرنسا لقيادة 458 ايطاليا لذا يمكنكم أن تتخيلوا ما
أشعر به من اثارة يمكنني أن أصفها بأنها شبيهة بما يشعر به طفل صغير عند
رؤيته لقطعة من الحلوى.

أخيراً، هبطت الطائرة في مطار نيس قادمة من أطول رحلة في
تاريخ الطيران أو على الأقل هذا ما شعرت أنا به وبعد الانتهاء من اجراءات
الأمن واستلام الحقائب خرجت من مبنى المطار لملاقاة السائق الذي أرسله لي
صديقي، وهنا لن أطيل عليك عزيزي القارئ بهذه التفاصيل المملة لأنتقل الى
لحظة وصولي الى المنزل الذي كانت تزين بوابته الرئيسية تلك المنحوتة
الايطالية التي نحن بصدد تجربتها اليوم، والتي جعلتني أنسى صديقي الذي خرج
من المنزل لاستقبالي بحفاوته المعهودة كما لا أستوعب أي كلمة من كلماته حيث
أن أنظاري وأفكاري كانت مسمَرة في مكان آخر أعتقد أنكم تعرفونه جيداً.

لذا، فما كان من صديقي الذي وبالمناسبة لا يمكنني ذكر اسمه
بناء على رغبته الا أن سلمني مفتاح ايطاليا ضاحكاً وهو يقول “اذهب وتمتع ما
يحلو لك وسنتحدث لاحقاً” .

ولأنني أعرف جيداً أنني أطلت عليكم الحديث عن أمور قد لا
تعنيكم، سأحصر كلامي بموضوع وحيد وهو 458 ايطاليا التي تبدو أسرع من ما
تبيَنه أرقامها بالرغم من أن أرقامها ليست بقليلة أبداً ان بالنسبة للقوة
التي تبلغ 562 حصان أو لجهة سرعتها القصوى البالغة 325 كلم/س وصولاً الى
الرقم الأخير والبالغ 3.4 ثواني للانطلاق من صفر الى سرعة 100 كلم/س. أما
محركها ذو الأسطوانات الثمانية سعة 4.5 ليتر ذو الحقن المباشر للوقود،
فيصدر نغمات ميكانيكية مفعمة بالحماس عند بلوغ دوراته حدود 9000 د.د. أما
أبرز ما يميز السيارة وما يفتخر مهندسوا فيراري بتحقيقه، هي الطريقة
السحرية التي يمتص بها هيكلها وأجهزة تعليقها وعورة الطرقات، فبالضغط على
مفتاح تغيير نظام الخمد المثبت على مقودها تُصبح انقياديتها بغاية النعومة،
مما مكنني من التجول بها بكل فخر مستمتعاً بمراقبة السكان المحليين لي
وأنا على متنها، ولتحقيق هذا الأمر يتوجب على تعليقها أن يكون بغاية
السلاسة وهذا بالفعل ما هو عليه. أما قدرتها على المناورة في الطرقات
الضيقة فتضاهي قدرة أفضل السيارات المخصصة للمدن.

وفيما يتعلق بعلبة تروسها ذو القابض الفاصل المزدوج المطورة
عن شقيقتها التي تزود طراز كاليفورنيا فهي تعمل بسلاسة استثنائية، وفيما
يمكن لايطاليا تحقيق سرعات عالية تحبس الأنفاس فهي بالمقابل قادرة على
توفير الراحة القصوى لسائقها خلال تجوله على سرعات منخفضة في الشوارع
الضيقة أو المكتظة بالسيارات، والمتعة هنا لا تقتصر على راحة وسهولة التنقل
بها بل أيضاً الشعور الكبير بالفخر الذي ينتابك من جراء ملاحقة الناس
للسيارة بنظراتهم أولاً ثم بما تيسر بين أيديهم من كاميرات، لذا يمكنني أن
أؤكد لكم أن الجلوس خلف مقود ايطاليا يوفر متعة اضافية تضاف الى متعة
قيادتها بسرعات عالية. وبالحديث عن المقود الذي يُعتبر عادةً الأداة التي
توفر شعور القيادة للسائق، فهو في ايطاليا ممتاز فما عليك الا تحريكه
قليلاً حتى تغير السيارة اتجاهها بشكلٍ كبير، والشعور الكبير بالثقة الذي
يوفره يدفعك الى المغامرة أكثر خلال تجاوزك للمنعطفات بلا أي خوف لأن أي
انزلاق ولو بسيط لاحدى العجلات يمكن ملاحظته مباشرةً و بالتالي التعامل معه
بسرعة، وبما أنه يحتوي على معظم أدوات القيادة فهو برأيي أبرز ما في
مقصورة القيادة. أما عند الوصول الى طريق تسمح بالقيادة السريعة، قررت أن
أضغط بقوة على دواسة الوقود فما كان من المحرك الا الاستجابة رافعاً سرعة
السيارة بشكلٍ كبير ولتبدأ اسطواناته الثماني بعزف ألحانها الميكانيكية
المثيرة.

أما بالنسبة للمكابح المصنوعة من الكاربون سيراميك فكفيلة
بايقاف السيارة بسرعة وهذا ما يجب أن تكون عليه والا فإنه من السهل أن تجد
نفسك في مأزق كبير من جراء السرعات العالية التي يمكن للسيارة الوصول اليها
بكل يسر. أما فيما يتعلق بنظامي أي ديف و أف 1 تركشن كونترول، فهما الأفضل
في مهمة نقل الطاقة من المحرك الى الطريق عبر العجلات الخلفية الدافعة
التي تتناغم مع المحور الأمامي، حيث أنه اذا ما قررت أن تداعب دواسة الوقود
قليلاً خلال المنعطفات فان السيارة تصحح مسارها كما يجب، فمما لا شك فيه
أن ايطاليا تتمتع بأفضل تماسك لسيارة فيراري عبر التاريخ.وبما أن السرعة
العالية على الطرقات هي أمر غير قانوني هنا كما في العديد من دول العالم،
فإن التجربة الفعلية لايطاليا ستكون فوق الحلبات وهذا ما تؤكده فيراري
حينما تقول أن ايطاليا أسرع من أنزو على حلبة فيورانو. أما بالنسبة لحلبة
ياس مارينا فأنا حتى الساعة لا أملك أي معلومات عن أدائها هناك الا أن ما
أعرفه تماماً هو أن رغبتي لاختبارها على الحلبة الأفضل في العالم لا تزال
على أوجها فأنا لم أكتفي بعد من ايطاليا.

الامامية

تجربة فيراري 458 أيطاليا F3-300x187