ابو البراء عــــنـــــــانـــــــي مشــــــرف
عدد المساهمات : 1045 النقاط : 1771 تاريخ التسجيل : 08/01/2010 الموقع : USA نشاط العضو : الاوســـــمة :
| موضوع: لقد هوى كبير الفراعنة فسنة الله أن يلحق به الفراعنة الصغار 2011-02-03, 19:16 | |
| لقد هوى كبير الفراعنة فسنة الله أن يلحق به الفراعنة الصغار الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله سيد المتقين وإمام أولياء الله الصالحين. فلقد بغى فرعون على بني إسرائيل واستطال بجبروت الحكم والسلطان، وقد مضت سنة الله من قبل بإهلاك الظالمين، وإن طغيان فرعون مصر الذي هوى وسقط نموذج لسقوط السلطات الفرعونية الطاغية الظالمة في أيامنا هذه. لقد جرت سنة الله في هلاك الحكام الطغاة في فرعون مصر الذي كان يقول: "أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى" ويقول:"يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي" و"مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ". فرعون وجد في قومه من الغفلة ومن الذلة ومن خواء القلب من الإيمان مما جعله يمرر مزاعمه ودعاويه الكاذبة "فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ"الزخرف:54. لكن نهاية فرعون كانت وخيمة "فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى" و"فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ"، وقد جعل الله نهايته عبرة وعظة لمن شاء أن يتعظ فقال تعالى:"فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَى" وقال:"فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفاً وَمَثَلاً لِلْآخِرِينَ" واقتضت حكمته إبقاء جثته بعد الهلاك ليستيقن الظالمين من نهايته ولتبقى مثلا جاسما عيانا أمام ناظريهم وأبصارهم وانظار مستشاريهم وزبانيتهم،"فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ" يونس:92، ولكن الحكام الطغاة تعطلت أفهامهم، وضَلَّت عقلوهم؛ وما علموا أن ما هم فيه من الجاه والسلطان والمال إلا للإمهال الذي يعقبه الأخذ ثم السقوط، قال تعالى:"سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ". وقال تعالى: "قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِين "آل عمران:137. إنّ سقوط الطواغيت وهلاك الأمم الظالمة وذهابها له أسبابه وعوامله المنسجمة مع سنن الله تعالى ونواميسه. والهلاك نوعان: الأول: هلاك الأخذ والاستئصال."وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا" الإسراء: 58. قال ابن كثير:"هذا إخبار من الله عز وجل بأنه قد حتَّم وقضى بما قد كتب عنده في اللوح المحفوظ، أنه ما من قرية إلا سيهلكها، بأن يبيد أهلها جميعهم، أو يعذبهم عذابًا شديدًا، إما بقتل، أو ابتلاء بما يشاء، وإنما يكون ذلك بسبب ذنوبهم وخطاياهم؛ كما قال تعالى عن الأمم الماضين:"وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ"هود:101"تفسير ابن كثير3/47". وقد توقفت وانتهىت هذه السنة ببعثة رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى:"وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" سورة الأنبياء: 107. والثاني: هلاك الهزيمة والانهيار والضياع، وهذا النوع سنة باقية على الأمم حتى قيام الساعة. ومن خلال استقراء آيات القرآن الكريم يتبين إنّ سقوط الطواغيت وهلاك وزوالها وكذلك الأمم الظالمة يجري وفق سنة الله في الظالمين. قال تعالى:"ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ" هود:100-102. وقال تعالى:"وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا" يونس:13. أي حينما ظلموا وطغوا وتواطؤا فيما بينهم على الظلم والعدوان نزل بهم أمر الله بالهلاك والدمار والزوال. وكذلك قوله تعالى:"وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً" الكهف:59. أي موعداً لمهلكم لا يتخلف ولا يتقدم ولا يتأخر إنما إنما يجري وفق مشيئة الله وإرادته تعالى:"وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ"القصص:59. فبسب تواطئهم فيما بينهم على الظلم بإقراره ومناصرة الظلم والظلمة؛ فإذا تحقق ذلك فيهم نزل فيهم أمر الله بالهلاك والدمار والزوال ! ومن ذلك سنة الله في المترفين الفاسدين قال تعالى: "وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً" الإسراء:16. وقد جمع معظم حكام اليوم بين الظلم والطغيان المادي من جهة وبين الفساد الأخلاقي والمالي والترف من جهة أخرى، باستخدام الأموال التي ينهبونها من مقدرات الشعوب، وتاريخ الأمم الطاغية الغابرة تقصَّ علينا هذه الحقيقة، وتظهر بكل وضوح هذه السنة من سنن الله تعالى في خلقه، كما قال تعالى عن عاد، وثمود، وفرعون قال تعالى:"أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ . وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ" الفجر:6-14. ولقد عاد فراعنة اليوم الحكام الطغاة أولياء الله من العلماء والدعاة وحاربوهم ومارسوا ضدهم القتل والتعذيب والسجن والمطاردة وتكميم الأفواه، لقد تستر الحكام الطغاة بستار محاربة الإرهاب ليحاربوا دين الله من خلال تطبيق سياسة تجفيف المنابع الدينية ليناهضوا شريعة الله تعالى. لقد تمرد على أوامر الله تعالى ومارسوا الاستهزاء بها وقاموا بكل أنواع الصد عن دين الله مستخدمين وسائل الإعلام التي تحت أيديهم، ولتثبيت ظلمهم وطغيانهم بجنودهم وبهامان العصر من المستشارين والوزراء وبرموز حاشيتهم من طابور المترفين من العلمانيين والليبراليين، الذين اتهموا دعاة الخير والصلاح بالفساد تماما كزبانية فرعون.."وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَك". لقد تناسى الفراعنة المتجبرون بكل غباء أن الله تعالى توعد بحربهم كما قال في الحديث القدسي:"من عادى لي ولياً فقد آذنه الله بالحرب"، وأيصا فمن تمرد على أوامر الله وأعرض عنها فليبشر بمعيشة ضنكا، ومنها الزوال وضياع السلطان والعيش في ذل وهوان، قال تعالى: "وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى".. وقال تعالى:"وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله فحاسبناها حساباً شديداً وعذبناها عذاباً نكراً فذاقت وبال أمرها وكان عاقبة أمرها خسرا" الطلاق: 8-9. لقد تناسى الحكام الظلمة أنَّ الله ليس بغافل عما يعمل الظالمون، وأنَّ الله يمهل ولا يهمل، أعماهم الجاه الزائف والسلطان الزائل، وعدم إيمانهم بأن الله أكبر كبيرا، فتناسوا قول تعالى:"وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ" إبراهيم: 42، لقد تعطل فهمهم، وضَلَّ عقلهم؛ وتبلد حسهم، وما علم هؤلاء الطغاة أن الإمهال يعقبه السقوط ثم الزوال، قال تعالى:"سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ" الأعراف: 182- 183."وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ" هود: 101؛ لقد كان إهلاك الطغاة بظلم نفسهم، بكفرهم وفسادهم في الأرض .هذه هي سنة الله في الذين ظلموا.."وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون". والحمد لله رب العالمين.
___________________________________ إن المسلم الصادق يدرك أن سعادة البشرية وشفاءها مما هي فيه هو بأتباعها الدين الحق، وأن هذا الدين لابد أن يأخذ دوره في مسيرة الحياة البشرية، نعم لقد جاء دور الإسلام ليتقدم، إن المستقبل لدين الله تعالى، لأنّه وحده القادر على إنقاذ البشرية من الأخطار الماحقة
| |
|
الخنساء مـــــــــراقـــــــب عناني
عدد المساهمات : 833 النقاط : 935 تاريخ التسجيل : 11/01/2010 نشاط العضو : الاوســـــمة :
| موضوع: رد: لقد هوى كبير الفراعنة فسنة الله أن يلحق به الفراعنة الصغار 2011-02-04, 17:23 | |
| | |
|
عاشق منتديات غربه عـــنـــــانــــي ذهــــبـــي
عدد المساهمات : 1909 النقاط : 1974 تاريخ التسجيل : 03/04/2010 نشاط العضو : الاوســـــمة :
| موضوع: رد: لقد هوى كبير الفراعنة فسنة الله أن يلحق به الفراعنة الصغار 2011-02-08, 12:04 | |
| | |
|