من عجائب الدعاء
يقول الشيخ خالد بن محمد بن علي الوهيبي: هذه قصة فيها عبرة وقد حصلت لي شخصيا ولم ينقلها لي أحد: في يوم الأربعاء 22/4/1423هـ في صلاة الظهر في الحرم المكي وتحت حجرة المؤذنين أشار إلي أحد الإخوة بعد إقامة الصلاة إلى سد الفرجة بجانبه، فتقدمت، وبعد الفراغ من الصلاة تأخرت إلى الخلف قليلا لأتربع وآخذ راحتي في التسبيح، فنظرت إلى الرجل وإذا هو رث الهيئة كأنه من فقراء الحرم، وإذا عليه مظهر السكون والخشوع وقد وضع يديه على فخذيه ويدعو ربه على استحياء، فأدخلت يدي إلى جيبي إلى دراهم مربوطة من فئة ريال وخمسة ريالات وعشرة فأخرجت خمسة ريالات فقبضتها في يدي واقتربت منه، ثم مددت يدي للسلام عليه وهي بيدي، فسلم علي وأحس بالمال في يدي فنزع يده من يدي وقال: شكرا، جزاك الله خيرا، ولم يعرف كم المبلغ؟؟
فقلت: أما تقبلها؟؟
فلم يرد علي فأحسست أنه من الذين يتعففون ولم يقبلها،
فرددتها في جيبي وتأخرت قليلا وأديت السُنّة، وإذا بالرجل يلتفت علي مرارا كأنه ينتظرني لأفرغ من صلاتي!!
فلما فرغت جاء بجانبي وسلم علي.
وقال: كم أعطيتني؟؟
قلت: أنا أعطيتك.. وأنت رددتها، وما عليك سواء كانت ريالا أو مئة!!
فقال: أسألك بالله كم أعطيتني؟
قلت: لا تسألني بالله انتهى ما بيني وبينك!!
قال: أنا سألت ربي خمسة ريالات، فكم أعطيتني؟
قلت: والله الذي لا إله إلا هو إن الذي أعطيتك خمسة ريالات، فبكى الرجل. فقلت: هل تحتاج إلى أكثر؟؟ قال: لا!!
ثم قال: سبحان الله، كنت أنت تضع الدراهم في يدي وأنا ما زلت أسأل ربي!!
فقلت: لماذا إذًا رددتها؟؟
قال: لم أكن أتوقع سرعة الاستجابة بهذه الصورة. فقلت له: سبحان الله!!
إن الله سميع قريب مجيب، ولن ينزل هو ليعطيك ما سألت، ولكنه سيسخر لك من عباده من يقضي لك حاجتك!!!
فأعطيته الخمسة ريالات ورفض أن يأخذ غيرها.
فسبحان الله العظيم: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان).