قال الدكتور إبراهيم ربايعة أنه وخلال البحث والتحري عبر الوثائق الأرشيفية، للتعرف إلى حجج الوقفيات التي تقع في القدس الشريف وبعد جهدٍ متواصل وقِف على وثيقة وقف رسمية مؤرخة تعود إلى أواسط العصر العثماني 1086هـ/1674م، وبعد دراستها بشكلٍ دقيق أمكن تحديد موقع العقارات والحواكير الواردة في الوقفية.
وقال أن الموقع عبارة عن المنطقة المحاذية للمسجد الأقصى من الجهة الجنوبية الغربية، وهي المنطقة التي تستهدفها سلطات الاحتلال بإجراءاتها الرامية إلى تهويدها.
وذكر د. ربايعة جزءا من نص الوقفية المذكورة وورد فيها: "وقف وحبس وحرم وسبل أمير غزة موسى باشا، جميع الدار القائمة البناء بالقدس الشريف الراكبة على الإسطبلين والقبو الكبير الملاصق للمسجد الأقصى ناحية القبلة المشتملة على علوي وسفلي، السفلي يشتمل على دهليز يمتد جهة القبلة، وفيه باب الدار الكبير الكائن بداخل المسجد الأقصى بالقرب من المنبر، يتوصل من الدهليز إلى بيت كبير وتحته بيت صغير يعرف بالمغارة وبداخله أيضاً بيت صغير، وعلى بيت كبير قبلي باتجاه باب غربي يتوصل منه بسلم حجري إلى الحاكورة الآتي ذكرها، وبه باب قبلي يتوصل إلى ساحة سماوية وعلى بابها إيوان لطيف قبلي، وبها باب شرقي يتوصل منه إلى طبقة لطيفة بها طاقتان شرقيتان مطلتان على سور المدينة، وبها باب غربي يتوصل منه إلى بيت سفلي مستطيل به طاقتان قبلية وغربية.....وجميع الحاكورة الواقعة بين سور المسجد الأقصى وسور مدينة القدس الشريف وشرقاً من باب حارة المغاربة، المعروفة بمحلها بحاكورة الختنية، المحدودة قبلة سور مدينة القدس وشرقاً بسور المدينة أيضاً وتمام القبو الكبير والاصطبلين، وشمالاً بسور المسجد الأقصى، وغرباً عدة حواكير للمغاربة وقفاً صحيحاً شرعياً، وحبساً صحيحاً لا ينتهي اسمه أبداً ولا يندرس رسمه على طول المدى، أوقفه هذا على نفسه مدى حياته، ثم من بعده على أولاده من بعده، وأحفاده ونسله وإذا انقرضوا، يعود وقفاً على بيت الله الحرام والحجرة النبوية والمسجد الأقصى الشريف، وإذا تعذر ذلك فعلى الفقراء والمساكين من القاطنين بالقدس الشريف".
ودعا الدكتور ربايعة إلى التعاون من أجل الإفادة من متن هذه الوثيقة وتوظيفها بالشكل الصحيح قانونياً وإعلامياً؛ لحماية الوقف باعتباره موروثا حضاريا وثقافيا لا ينبغي تهميشه والمساس به للنيل من بصماته ذات الطابع العربي الإسلامي".