منتديات غربة
تاريخ العرب 6 13401713
منتديات غربة
تاريخ العرب 6 13401713
منتديات غربة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات غربة


 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
أهلاً وسهلاً بكم اعضاء وزوار ومشرفين وادارين في منتديات غربة ،منوّر المنتدى البيت بيتك وانشاء الله تجدون كل ما هو ممتع ومفيد*~*كل ما يجول في خاطركم هنا في منتدى غربة   التفاعلي.. أقترحاتكم.. طلباتكم.. صداقاتكم.. أفكاركم.. فأهلا بكم*~~~   

 

 تاريخ العرب 6

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
حمورابي
عــنـــانــــي نــشــيــط
عــنـــانــــي نــشــيــط
حمورابي


عدد المساهمات : 312
النقاط : 344
تاريخ التسجيل : 08/02/2010
العمر : 41
الموقع : بيت عنان
نشاط العضو :
تاريخ العرب 6 Left_bar_bleue50 / 10050 / 100تاريخ العرب 6 Right_bar_bleue


تاريخ العرب 6 Empty
مُساهمةموضوع: تاريخ العرب 6   تاريخ العرب 6 Empty2010-07-10, 13:45

خبر لخنيعة وذي نواس

فوثب عليهم رجل من حمير لم يكن من بيوت المملكة يقال له لخنيعة ينوف ذو شناتر فقتل خيارهم وعبث ببيوت أهل المملكة منهم فقال قائل من حمير للخنيعة :

تقتل أبناءها وتنفي سراتها

وتبني بأيديها لها الذل حمير

تدمر دنياها بطيش حلومها

وما ضيعت من دينها فهو أكثر

كذلك القرون قبل ذاك بظلمها

وإسرافها تأتي الشرور فتخسر

فسوق لخنيعة

وكان لخنيعة امرئ فاسقا يعمل عمل قوم لوط ، فكان يرسل إلى الغلام من أبناء الملوك فيقع عليه في مشربة له قد صنعها لذلك لئلا يملك بعد ذلك ثم يطلع من مشربته تلك إلى حرسه ومن حضر من جنده قد أخذ مسواكا ، فجعله في فيه أي ليعلمهم أنه قد فرغ منه حتى بعث إلى زرعة ذي نواس بن تبان أسعد أخي حسان وكان صبيا صغيرا حين قتل حسان ثم شب غلاما جميلا وسيما ، ذا هيئة وعقل فلما أتاه رسوله عرف ما يريد منه فأخذ سكينا جديدا لطيفا ، فخبأه بين قدمه ونعله ثم أتاه فلما خلا معه وثب إليه فواثبه ذو نواس ، فوجأه حتى قتله . ثم حز رأسه فوضعه في الكوة التي كان يشرف منها ، ووضع مسواكه في فيه ثم خرج على الناس فقالوا له ذا نواس أرطب أم يباس ؟ فقال سل نخماس استرطبان ذو نواس . استرطبان لا بأس .

قال ابن هشام : هذا كلام حمير . ونخماس : الرأس . فنظروا إلى الكوة فإذا رأس لخنيعة مقطوع فخرجوا في إثر ذي نواس حتى أدركوه فقالوا : ما ينبغي أن يملكنا غيرك ، إذ أرحتنا من هذا الخبيث .

ملك ذي نواس

فملكوه واجتمعت عليه حمير وقبائل اليمن ، فكان آخر ملوك حمير . وهو صاحب الأخدود ، وتسمى : يوسف فأقام في ملكه زمانا .

خبر لخنيعة وذي نواس

وقال فيه ابن دريد لخنيعة وقال هو من اللخع وهو استرخاء في الجسم وذو شناتر . الشناتر الأصابع بلغة حمير ، واحدها : شنترة وذو نواس اسمه زرعة وهو من قولهم للغلام زرعك الله أي أنبتك وسموا بزارع كما سموا بنابت وقال الله تعالى : أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون [ الواقعة 64 ] أي تنبتونه وفي مسند وكيع بن الجراح عن أبي عبد الرحمن الجبلي أنه كان يكره أن يقول الرجل زرعت في أرضي كذا وكذا ، لأن الله هو الزارع وفي مسند البزار - مرفوعا - إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - النهي عن ذلك أيضا ، وقد تكلمنا على وجه هذا الحديث في غير هذا الإملاء فقد جاء في الصحيح ما من مسلم يغرس غرسا ، أو يزرع زرعا الحديث . وفي كتاب الله أيضا قال تزرعون سبع سنين دأبا [ يوسف 47 ] ، وسمي ذا نواس بغديرتين كانتا له تنوسان أي ضفيرتان من شعر والنوس الحركة والاضطراب فيما كان متعلقا ، قال الراجز

لو رأتني والنعاس غالبي

على البعير نائسا ذباذبي

يريد ذباذب القميص وقال ابن قتيبة : أراد بالذباذب مذاكيره والأول أشبه بالمعنى .

وذكر قول ذي نواس للحرس حين قالوا له أرطب أم يباس واليباس واليبيس مثل الكبار والكبير فقال لهم سل نخماس ، والنخماس في لغتهم هو الرأس كما ذكر ووقع في نسخة أبي بحر التي قيدها علي أبو الوليد الوقشي : نخماس بنون وخاء منقوطة ولعل هذا هو الصحيح إذ يحتمل أن يكون النخماس في لغتهم هو الرأس ثم صحف وقيده كراع بالتاء المنقوطة باثنتين من فوق والحاء المهملة - فيما ذكر لي - وقوله استرطبان إلى آخر الكلام مشكل يفسره ما ذكره أبو الفرج في الأغاني قال كان الغلام إذا خرج من عند لخنيعة ، وقد لاط به قطعوا مشافر ناقته وذنبها : وصاحوا به أرطب أم يباس فلما خرج ذو نواس من عنده وركب ناقة له يقال لها : السراب قالوا : ذا نواس أرطب أم يباس فقال " ستعلم الأحراس است ذي نواس است رطبان أم يباس " فهذا اللفظ مفهوم . والذي وقع في الأصل هذا معناه ولفظه قريب من هذا ، ولعله تغيير في اللفظ - والله أعلم - وكان ملك لخنيعة سبعا وعشرين سنة وملك ذو نواس بعده ثمانيا وستين سنة . قاله ابن قتيبة .


بقايا من أهل دين عيسى بنجران

وبنجران بقايا من أهل دين عيسى ابن مريم عليه السلام على الإنجيل . أهل فضل واستقامة من أهل دينهم لهم رأس يقال له عبد الله بن الثامر . وكان موقع أصل ذلك الدين بنجران وهي بأوسط أرض العرب في ذلك الزمان وأهلها وسائر العرب كلها أهل أوثان يعبدونها ، وذلك أن رجلا من بقايا أهل ذلك الدين يقال له فيميون ، وقع بين أظهرهم فحملهم عليه . فدانوا به .

[ ابتداء وقوع النصرانية بنجران ]

حديث فيميون

قال ابن إسحاق : حدثني المغيرة بن أبي لبيد مولى الأخنس عن وهب بن منبه اليماني أنه حدثهم أن موقع ذلك الدين بنجران كان أن رجلا من بقايا أهل دين عيسى ابن مريم يقال له فيميون ، وكان رجلا صالحا مجتهدا زاهدا في الدنيا ، مجاب الدعوة وكان سائحا ينزل بين القرى ، لا يعرف بقرية إلا خرج منها إلى قرية لا يعرف بها ، وكان لا يأكل إلا من كسب يديه . وكان بناء يعمل الطين وكان يعظم الأحد فإذا كان يوم الأحد لم يعمل فيه شيئا ، وخرج إلى فلاة من الأرض يصلي بها حتى يمسي . قال وكان في قرية من قرى الشام يعمل عمله ذلك مستخفيا ، ففطن لشأنه رجل من أهلها يقال له صالح فأحبه صالح حبا لم يحبه شيئا كان قبله . فكان يتبعه حيث ذهب . ولا يفطن له فيميون ، حتى خرج مرة في يوم الأحد إلى فلاة من الأرض . كما كان يصنع وقد اتبعه صالح وفيميون لا يدري - فجلس صالح منه منظر العين مستخفيا منه . لا يحب أن يعلم بمكانه وقام فيميون يصلي ، فبينما هو يصلي إذ أقبل نحوه التنين - الحية ذات الرءوس السبعة - فلما رآها فيميون دعا عليها فماتت ورآها صالح ولم يدر ما أصابها ، فخافها عليه . فعيل عوله . فصرخ يا فيميون التنين قد أقبل نحوك ، فلم يلتفت إليه وأقبل على صلاته حتى فرغ منها وأمسى ، فانصرف وعرف أنه قد عرف وعرف صالح أنه قد رأى مكانه . فقال له يا فيميون تعلم والله أني ما أحببت شيئا قط حبك ، وقد أردت صحبتك ، والكينونة معك حيث كنت ، فقال ما شئت . أمري كما ترى ، فإن علمت أنك تقوى عليه فنعم فلزمه صالح وقد كاد أهل القرية يفطنون لشأنه وكان إذا فاجأه العبد به الضر دعا له فشفي وإذا دعي إلى أحد به ضر لم يأته وكان لرجل من أهل القرية ابن ضرير فسأل عن شأن فيميون ، فقيل له إنه لا يأتي أحدا دعاه ولكنه رجل يعمل للناس البنيان بالأجر فعمد الرجل إلى ابنه ذلك فوضعه في حجرته وألقى عليه ثوبا ، ثم جاءه فقال له يا فيميون ، إني قد أردت أن أعمل في بيتي عملا ، فانطلق معي إليه حتى تنظر إليه فأشارطك عليه فانطلق معه حتى دخل حجرته ثم قال له ما تريد أن تعمل في بيتك هذا ؟ قال كذا وكذا ، ثم انتشط الرجل الثوب عن الصبي ثم قال له يا فيميون ، عبد من عباد الله أصابه ما ترى ، فادع الله له فدعا له فيميون ، فقام الصبي ليس به بأس وعرف فيميون أنه قد عرف فخرج من القرية واتبعه صالح فبينما هو يمشي في بعض الشام ، إذ مر بشجرة عظيمة فناداه منها رجل فقال يا فيميون . قال نعم . قال ما زلت أنظرك ، وأقول متى هو جاء ؟ حتى سمعت صوتك ، فعرفت أنك هو . لا تبرح حتى تقوم علي فإني ميت الآن . قال فمات وقام عليه حتى واراه ثم انصرف وتبعه صالح حتى وطئا بعض أرض العرب ، فعدوا عليهما ، فاختطفتهما سيارة من بعض العرب ، فخرجوا بهما ، حتى باعوهما بنجران وأهل نجران يومئذ على دين العرب ، يعبدون نخلة طويلة بين أظهرهم لها عيد في كل سنة إذا كان ذلك العيد علقوا عليها كل ثوب حسن وجدوه وحلي النساء ثم خرجوا إليها ، فعكفوا عليها يوما .

فابتاع فيميون رجل من أشرافهم وابتاع صالحا آخر فكان فيميون إذا قام من الليل - يتهجد في بيت له أسكنه إياه سيده - يصلي ، استسرج له البيت نورا ، حتى يصبح من غير مصباح فرأى ذلك سيده فأعجبه ما يرى منه فسأله عن دينه فأخبره به وقال له فيميون : إنما أنتم في باطل . إن هذه النخلة لا تضر ولا تنفع ولو دعوت عليها إلهي الذي أعبده لأهلكها ، وهو الله وحده لا شريك له قال فقال له سيده فافعل فإنك إن فعلت دخلنا في دينك ، وتركنا ما نحن عليه . قال فقام فيميون ، فتطهر وصلى ركعتين ثم دعا الله عليها ، فأرسل الله عليها ريحا فجعفتها من أصلها فألقتها فاتبعه عند ذلك أهل نجران على دينه فحملهم على الشريعة من دين عيسى ابن مريم عليه السلام ثم دخلت عليهم الأحداث التي دخلت على أهل دينهم بكل أرض فمن هنالك كانت النصرانية بنجران في أرض العرب .

قال ابن إسحاق : فهذا حديث وهب بن منبه عن أهل نجران .

حديث فيمؤن

ويذكر عن الطبري أنه قال فيه قيمؤن بالقاف وشك فيه وقال القتبي فيه رجل من آل جفنة من غسان جاءهم من الشام ، فحملهم على دين عيسى - عليه السلام - ولم يسمه وقال فيه النقاش اسمه يحيى ، وكان أبوه ملكا فتوفي وأراد قومه أن يملكوه بعد أبيه ففر من الملك ولزم السياحة وذكر الطبري قصة الرجل الذي دعا لابنه فشفي بأتم مما ذكرها ابن إسحاق ، قال فيمؤن حين دخل مع الرجل وكشف له عن ابنه " اللهم عبد من عبادك دخل عليه عدوك في نعمتك ، ليفسدها عليه فاشفه وعافه وامنعه منه " ، فقام الصبي : ليس به بأس فتبين من هذا أن الصبي كان مجنونا لقوله دخل عليه عدوك ، يعني : الشيطان وليس هذا في حديث ابن إسحاق .

وذكر ابن إسحاق في الرواية الأخرى عن محمد بن كعب القرظي ، وعن بعض أهل نجران ، وما ذكروه من خبر فيمؤن قال ولم يسموه لي بالاسم الذي سماه ابن منبه . قال المؤلف رحمه الله يحتمل أنهم سموه يحيى ، وهو الاسم الذي تقدم ذكره وما قاله النقاش والقتبي .

وفيه ذكر قرية نجران في هذا الحديث ونجران اسم رجل كان أول من نزلها ، فسميت به وهو نجران بن زيد بن يشجب بن يعرب بن قحطان . قاله البكري .

وذكر أصحاب الأخدود ، وما أنزل الله تعالى فيهم وقد روى ابن سنجر عن جبير بن نفير قال الذين خددوا الأخدود ثلاثة تبع صاحب اليمن ، وقسطنطين ابن هلاني - وهي أمه حين صرف النصارى عن التوحيد ودين المسيح إلى عبادة الصليب وبختنصر من أهل بابل حين أمر الناس أن يسجدوا إليه فامتنع دانيال وأصحابه فألقاهم في النار فكانت بردا وسلاما عليهم وحرق الذين بغوا عليهم .

أمر عبد الله بن الثامر وقصة أصحاب الأخدود

فيميون والساحر

قال ابن إسحاق وحدثني يزيد بن زياد عن محمد بن كعب القرظي ، وحدثني أيضا بعض أهل نجران عن أهلها : أن أهل نجران كانوا أهل شرك يعبدون الأوثان وكان في قرية من قراها قريبا من نجران - ونجران : القرية العظمى التي إليها جماع أهل تلك البلاد - ساحر يعلم غلمان أهل نجران السحر فلما نزلها فيميون - ولم يسموه لي باسمه الذي سماه به وهب بن منبه ، قالوا : رجل نزلها - ابتنى خيمة بين نجران ، وبين تلك القرية التي بها الساحر فجعل أهل نجران يرسلون غلمانهم إلى ذلك الساحر يعلمهم السحر فبعث إليه الثامر ابنه عبد الله بن الثامر مع غلمان أهل نجران ، فكان إذا مر بصاحب الخيمة أعجبه ما يرى منه من صلاته وعبادته فجعل يجلس إليه ويسمع منه حتى أسلم ، فوحد الله وعبده وجعل يسأله عن شرائع الإسلام حتى إذا فقه فيه جعل يسأله عن الاسم الأعظم - وكان يعلمه - فكتمه إياه وقال له يا بن أخي إنك لن تحمله أخشى عليك ضعفك عنه - والثامر أبو عبد الله لا يظن إلا أن ابنه يختلف إلى الساحر كما يختلف الغلمان فلما رأى عبد الله أن صاحبه قد ضن به عنه وتخوف ضعفه فيه عمد إلى قداح فجمعها ، ثم لم يبق لله اسما يعلمه إلا كتبه في قدح لكل اسم قدح حتى إذا أحصاها أوقد لها نارا ، ثم جعل يقذفها فيها قدحا قدحا ، حتى إذا مر بالاسم الأعظم قذف فيها بقدحه فوثب القدح حتى خرج منها لم تضره شيئا فأخذه ثم أتى صاحبه فأخبره بأنه قد علم الاسم الذي كتمه فقال وما هو ؟ قال هو كذا وكذا ، قال وكيف علمته ؟ فأخبره بما صنع قال أي ابن أخي ، قد أصبته فأمسك على نفسك ، وما أظن أن تفعل .

خبر ابن الثامر

التفاضل بين الأسماء الإلهية

وذكر فيه الاسم الأعظم وقول الراهب له إنك لن تطيقه . أي لن تطيق شروطه والانتهاض بما يجب من حقه وقد قيل في قول الله تعالى : قال الذي عنده علم من الكتاب [ النمل 40 ] إنه أوتي الاسم الأعظم الذي إذا دعي الله به أجاب وهو آصف بن برخيا في قول أكثرهم وقيل غير ذلك . وأعجب ما قيل فيه إنه ضبة بن أد بن طابخ قاله النقاش ولا يصح ، وهي مسألة اختلف فيها العلماء فذهبت طائفة إلى ترك التفضيل بين أسماء الله تعالى ، وقالوا : لا يجوز أن يكون اسم من أسمائه أعظم من الاسم الآخر وقالوا : إذا أمر في خبر أو أثر ذكر الاسم الأعظم فمعناه العظيم كما قالوا : إني لأوجل أي وجلا ، وكما قال بعضهم في أكبر من قولك : الله أكبر إن أكبر بمعنى كبير وإن لم يكن قول سيبويه ، وذكروا أن أهون بمعنى : هين من قوله عز وجل وهو أهون عليه [ الروم : 27 ] وأكثروا الاستشهاد على هذا ونسب أبو الحسن بن بطال هذا القول إلى جماعة منهم ابن أبي زيد ، والقابسي وغيرهما ، ومما احتجوا به أيضا : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يكن ليحرم العلم بهذا الاسم وقد علمه من هو دونه من ليس بنبي ولم يكن ليدعو حين اجتهد في الدعاء لأمته ألا يجعل بأسهم بينهم وهو رءوف بهم عزيز عليه عنتهم إلا بالاسم الأعظم ليستجاب له فيه فلما منع ذلك علمنا أنه ليس اسم من أسماء الله إلا وهو كسائر الأسماء في الحكم والفضيلة يستجيب الله إذا دعي ببعضها إن شاء ويمنع إذا شاء وقال الله سبحانه قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى [ الإسراء 115 ] ، وظاهر هذا الكلام التسوية بين أسمائه الحسنى ، وكذلك ذهب هؤلاء وغيرهم من العلماء إلى أنه ليس شيء من كلام الله تعالى أفضل من شيء لأنه كلام واحد من رب واحد فيستحيل التفاضل فيه .

قال الشيخ الفقيه الحافظ أبو القاسم - عفا الله عنه وجه استفتاح الكلام معهم أن يقال هل يستحيل هذا عقلا ، أم يستحيل شرعا ؟ ولا يستحيل عقلا أن يفضل الله سبحانه عملا من البر على عمل وكلمة من الذكر على كلمة فإن التفضيل راجع إلى زيادة الثواب ونقصانه وقد فضلت الفرائض على النوافل بإجماع وفضلت الصلاة والجهاد على كثير من الأعمال والدعاء والذكر عمل من الأعمال فلا يبعد أن يكون بعضه أقرب إلى الإجابة من بعض وأجزل ثوابا في الآخرة من بعض والأسماء عبارة عن المسمى ، وهي من كلام الله سبحانه القديم ولا نقول في كلام الله هو هو ولا هو غيره كذلك لا نقول في أسمائه التي تضمنها كلامه إنها هو ولا هي غيره فإن تكلمنا نحن بها بألسنتنا المخلوقة وألفاظنا المحدثة فكلامنا عمل من أعمالنا ، والله - سبحانه وتعالى - يقول والله خلقكم وما تعملون [ الصافات 3 ] ، وقبحا للمعتزلة ; فإنهم زعموا أن كلامه مخلوق فأسماؤه على أصلهم الفاسد محدثة غير المسمى بها ، وسووا بين كلام الخالق وكلام المخلوق في الغيرية والحدوث وإذا ثبت هذا ، وصح جواز التفضيل بين الأسماء إذا دعونا بها ، فكذلك القول في تفضيل السور والآي بعضها على بعض فإن ذلك راجع إلى التلاوة التي هي عملنا ، لا إلى المتلو الذي هو كلام ربنا ، وصفة من صفاته القديمة وقد قال - صلى الله عليه وسلم - لأبي أي آية معك في كتاب الله أعظم ؟ فقال الله لا إله إلا هو الحي القيوم فقال ليهنك العلم أبا المنذر ‏ ومحال أن يريد بقوله أعظم معنى عظيم لأن القرآن كله عظيم فكيف يقول له أي آية في القرآن عظيمة وكل آية فيه عظيمة كذلك ؟

وكل ما استشهدوا به من قولهم أكبر بمعنى كبير وأهون بمعنى هين باطل عند حذاق النحاة ولولا أن نخرج عما نحن بصدده لأوضحنا بطلانه بما لا قبل لهم به ولو كان صحيحا في العربية ما جاز أن يحمل عليه قوله " أي آية معك في كتاب الله أعظم " ، لأن القرآن كله عظيم وإنما سأله عن الأعظم منه والأفضل في ثواب التلاوة وقرب الإجابة وفي هذا الحديث دليل أيضا على ثبوت الاسم الأعظم وأن لله اسما هو أعظم أسمائه ومحال أن يخلو القرآن عن ذلك الاسم والله تعالى يقول ما فرطنا في الكتاب من شيء [ الأنعام 38 ] ، فهو في القرآن لا محالة . وما كان الله ليحرمه محمدا ، وأمته وقد فضله على الأنبياء وفضلهم على الأمم فإن قلت : فأين هو في القرآن ؟ فقد قيل إنه أخفي فيه كما أخفيت الساعة في يوم الجمعة وليلة القدر في رمضان ليجتهد الناس ولا يتكلوا .

قال الفقيه الحافظ أبو القاسم - رضي الله عنه - في قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي أي آية معك في كتاب الله أعظم ولم يقل أفضل إشارة إلى الاسم الأعظم أنه فيها ، إذ لا يتصور أن تكون هي أعظم آية ويكون الاسم الأعظم في أخرى دونها . بل إنما صارت أعظم الآيات لأن الاسم الأعظم فيها . ألا ترى كيف هنأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبيا ، بما أعطاه الله تعالى من العلم وما هنأه إلا بعظيم بأن عرف الاسم الأعظم والآية العظمى التي كانت الأمم قبلنا لا يعلمه منهم إلا الأفراد عبد الله بن الثامر ، وآصف صاحب سليمان عليه السلام وبلعوم قبل أن يتبعه الشيطان فكان من الغاوين وقد جاء منصوصا في حديث أم سلمة - رضي الله عنها - الذي خرجه الترمذي وأبو داود ، ويروى أيضا عن أسماء بنت يزيد - وكنيتها : أم سلمة فلعل الحديث واحد أنها سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الاسم الأعظم فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي هاتين الآيتين الله لا إله إلا هو الحي القيوم و الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم

وقال سبحانه هو الحي لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين الآية أي فادعوه بهذا الاسم ثم قالالحمد لله رب العالمين تنبيها لنا على حمده وشكره إذ علمنا من هذا الاسم العظيم ما لم نكن نعلم فإن قلت : فقد روى أبو داود والترمذي أيضا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سمع رجلا - وهو زيد أبو عياش الزرقي - ذكر اسمه الحارث بن أبي أسامة في مسنده - يقول " اللهم إني أسألك ، بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السموات والأرض ذو الجلال والإكرام فقال لقد دعا الله باسمه الأعظم . ويروى أنه قال له في هذا الحديث غفر الله له غفر الله له .

وروى الترمذي نحو هذا فيمن قال اللهم إني أسألك ; فإنك الله الذي لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم تلد ولم تولد ‏ وهذا معارض لحديث أم سلمة قلنا : لا معارضة بين هذا ، وبين ما تقدم فإنا لم نقل إن الاسم الأعظم هو الحي القيوم بل الحي القيوم صفتان تابعتان للاسم الأعظم . وتتميم لذكره وكذلك المنان . وذو الجلال والإكرام في حديث أبي داود وقد خرجه الترمذي أيضا في الدعوات وكذلك الأحد الصمد في حديث الترمذي . وقولك : الله لا إله إلا هو هو الاسم لأنه لا سمي له ولم يتسم به غيره وقد قال بعض العلماء في التسعة والتسعين اسما : إنها كلها تابعة للاسم الذي هو الله وهو تمام المائة فهي مائة على عدد درج الجنة إذ قد ثبت في الصحيح أنها مائة درجة بين كل درجتين مسيرة مائة عام وقال في الأسماء " من أحصاها دخل الجنة " فهي على عدد درج الجنة وأسماؤه تعالى لا تحصى ، وإنما هذه الأسماء هي المفضلة على غيرها ، والمذكورة في القرآن .

يدل على ذلك قوله في الصحيح أسألك بأسمائك الحسنى ما علمت منها وما لم أعلم ووقع في جامع ابن وهب : ‏ سبحانك لا أحصي أسماءك ‏ ومما يدل على أنه الاسم الأعظم أنك تضيف جميع الأسماء إليه ولا تضيفه إليها . تقول العزيز اسم من أسماء الله ولا تقل الله اسم من أسماء العزيز وفخمت اللام من اسمه - وإن كانت لا تفخم لام في كلام العرب إلا مع حروف الإطباق نحو الطلاق ولا تفخم لام في شيء من أسمائه ولا شيء من الحروف الواقعة في أسمائه التي ليست بمستعلية إلا في هذا الاسم العظيم المنتظم من ألف ولامين وهاء .

فالألف من مبدأ الصوت والهاء راجعة إلى مخرج الألف فشاكل اللفظ المعنى ، وطابقه لأن المسمى بهذا الاسم منه المبدأ وإليه المعاد . والإعادة أهون من الابتداء عند المخاطبين فكذلك الهاء أخف وألين في اللفظ من الهمزة التي هي مبدأ الاسم . أخبرت بهذا الكلام أو نحوه في الاسم وحروفه عن ابن فورك رحمه الله . ذكره أبو بكر شيخنا في كتاب شرح الأسماء الحسنى له .

فإن قيل فأين ما ذكروه عن الاسم الأعظم وأنه لا يدعى الله به إلا أجاب ولا يسأل به شيئا إلا أعطاه . قلنا : عن ذلك جوابان أحدهما : أن هذا الاسم كان عند من كان قبلنا - إذا علمه - مصونا غير مبتذل معظما لا يمسه إلا طاهر ولا يلفظ به إلا طاهر ويكون الذي يعرفه عاملا بمقتضاه متألها مخبتا ، قد امتلأ قلبه بعظمة المسمى به لا يلتفت إلى غيره ولا يخاف سواه فلما ابتذل وتكلم به في معرض البطالات والهزل ولم يعمل بمقتضاه ذهبت من القلوب هيبته فلم يكن فيه من سرعة الإجابة وتعجيل قضاء الحاجة للداعي ما كان قبل . ألا ترى قول أيوب عليه السلام في بلائه " قد كنت أمر بالرجلين يتنازعان فيذكران الله - يعني في تنازعهما ، أي تخاصمهما - فأرجع إلى بيتي ، فأكفر عنهما كراهة أن يذكر الله إلا في حق وفي الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كرهت أن أذكر الله إلا على طهر ‏ فقد لاح لك تعظيم الأنبياء له .

والجواب الثاني : أن الدعاء به إذا كان من القلب ولم يكن بمجرد اللسان استجيب للعبد غير أن الاستجابة تنقسم كما قال - عليه السلام - إما أن يعجل له ما سأل وإما أن يدخر له وذلك خير مما طلب وإما أن يصرف عنه من البلاء بقدر ما سأل من الخير وأما دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - لأمته ألا يجعل بأسهم بينهم فمنعها ، فقد أعطي عوضا لهم من ذلك الشفاعة لهم في الآخرة وقد قال أمتي هذه أمة مرحومة ليس عليها في الآخرة عذاب عذابها في الدنيا : الزلازل والفتن ‏ خرجه أبو داود ، فإذا كانت الفتن سببا لصرف عذاب الآخرة عن الأمة فما خاب دعاؤه لهم . على أنني تأملت هذا الحديث وتأملت حديثه الآخر حين نزلت قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم [ الأنعام 65 ] . فقال أعوذ بوجهك . فلما سمع أو من تحت أرجلكم قال أعوذ بوجهك ، فلما سمع أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض قال هذه أهون

فمن هاهنا - والله أعلم - أعيذت أمته من الأولى والثانية ومنع الثالثة حين سألها بعد . وقد عرضت هذا الكلام على رجل من فقهاء زماننا ، فقال هذا حسن جدا ، غير أنا لا ندري : أكانت مسألته بعد نزول الآية أم لا ؟ فإن كان بعد نزول الآية فأخلق بهذا النظر أن يكون صحيحا . قلت له أليس في الموطأ أنه دعا بها في مسجد بني معاوية وهو في المدينة ، ولا خلاف أن سورة الأنعام مكية ؟ فقال نعم وسلم وأذعن للحق وأقر به . رحمه الله .

هل الشهداء أحياء في قبورهم ؟

فصل وذكر من وجدان عبد الله في خربة من خرب نجران . يصدقه قوله تعالى : ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء [ آل عمران : 169 ] الآية وما وجد في صدر هذه الآية من شهداء أحد ، وغيرهم على هذه الصورة لم يتغيروا بعد الدهور الطويلة كحمزة بن عبد المطلب - رضي الله عنه - فإنه وجد حين حفر معاوية العين صحيحا لم يتغير وأصابت الفأس أصبعه فدميت وكذلك أبو جابر عبد الله بن حرام وعمرو بن الجموح ، وطلحة بن عبد الله - رضي الله عنهم - استخرجته بنته عائشة من قبره حين رأته في المنام فأمرها أن تنقله من موضعه فاستخرجته من موضعه بعد ثلاثين سنة لم يتغير . ذكره ابن قتيبة في المعارف . والأخبار بذلك صحيحة .

وفي المسند من طريق أنس - رضي الله عنه - قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الأنبياء أحياء يصلون في قبورهم . انفرد به ثابت البناني عن أنس وقد روي أن ثابتا التمس في قبره بعدما دفن فلم يوجد فذكر ذلك لبنته . فقالت كان يصلي فلم تروه لأني كنت أسمعه إذا تهجد بالليل يقول " اللهم اجعلني ممن يصلي في قبره بعد الموت " .

وفي الصحيح أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال ‏ مررت بموسى - عليه السلام - وهو يصلي في قبره .

_________________
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
e3nane
المــــديـــــر الـــــــعـــــام
المــــديـــــر الـــــــعـــــام
e3nane


عدد المساهمات : 21049
النقاط : 25172
تاريخ التسجيل : 06/01/2010
العمر : 40
الموقع : شيكاغو chicago
نشاط العضو :
تاريخ العرب 6 Left_bar_bleue100 / 100100 / 100تاريخ العرب 6 Right_bar_bleue

الاوســـــمة : وســــــام التميز

تاريخ العرب 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تاريخ العرب 6   تاريخ العرب 6 Empty2010-07-10, 17:33

بارك الله فيك على إفادتك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://beitananusa.ahlamontada.net
حمورابي
عــنـــانــــي نــشــيــط
عــنـــانــــي نــشــيــط
حمورابي


عدد المساهمات : 312
النقاط : 344
تاريخ التسجيل : 08/02/2010
العمر : 41
الموقع : بيت عنان
نشاط العضو :
تاريخ العرب 6 Left_bar_bleue50 / 10050 / 100تاريخ العرب 6 Right_bar_bleue


تاريخ العرب 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تاريخ العرب 6   تاريخ العرب 6 Empty2010-07-10, 20:48

شكرا عناني ع دعمك المستمر لنا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تاريخ العرب 6
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تاريخ العرب 5
» تاريخ العرب 4
» تاريخ العرب 3
» تاريخ العرب 2
» تاريخ العرب 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات غربة ::  المنتديات الإسلامية --Islamic forums  ::  منتدى التاريخ الاسلامي -
انتقل الى: