النابلسى: عدم تطبيق الشريعة وزر تتحمله الأمة كلها

النابلسى: عدم تطبيق الشريعة وزر تتحمله الأمة كلها

حذر الدكتور محمد راتب النابلسي، الداعية الإسلامي المعروف، من عاقبة عدم تطبيق الشريعة الإسلامية، مؤكدًا أنها تعتبر وزرًا كبيرًا يتحمله كل من شارك فى عدم التطبيق، إلا أنه أكد أن بإمكان أى مسلم أن ينجو من هذا الوزر إذا طبق الشرع على نفسه، لافتاً إلى أهمية تطبيق الشرع فى كل الأحوال

وقال النابلسي: تخيل أن إحدى شركات إنتاج السيارات قدمت لك "كتالوجًا" به وسائل العناية بالسيارة التي أنتجتها ، وكيفية صيانتها ، وطريقة استخدامها ؟ فهل يوجد في الأرض كلها من يستطيع أن يقدم لك إرشادات أفضل منها ؟
وإيماني بأن شرع الله تعالى ليس منتج البشر ، بل هو منتج سماوي ، وضعه الخالق العليم الحكيم الرحيم ، ومستحيل أن تتصور نجاحًا في الحياة بعيدً عن شرعه ، ولا اتصور أمة تتقدم على حساب إهمال تطبيق هذا الشرع .
فالحسن ما حسنه الشرع ، والقبيح ما قبحه الشرع ، وأكاد اقول لك : ما من مشكلة على وجه الارض ـ من دون استثناء ـ إلا بسبب خروج عن منهج الله ، وما من خروج عن هذا المنهج إلا بسبب الجهل بهذا المنهج ، فالجهل أعدى أعداء الإنسان والجاهل يفعل في نفسه مالا يستطيع عدوه أن يفعله به .

وشدد النابلسي على أن شرع الله تعالى قابل للتطبيق في كل وقت ، قائلاً: ما كان لشرع الله أن يستعصى عليه زمن أو ظرف ، فهو من عند الخبيرالذى قال .. [اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا] ، موضحًا أن الإكمال نوعي، فعدد القضايا التي جاء بها الإسلام تامة من ناحية العدد ، وطريقة المعالجة كاملة نوعًا ، فشرع الله قابل وصالح للتطبيق في كل زمان ومكان وظرف ، ويحتاجه كل زمان ومكان . إنها تعليمات الصانع ، وما من أحد ينبغي اتباع تعليماته إلا الصانع .

سألته: هل الشرع قادر على حل مشكلاتنا ؟ فقال: إن لم يكن قادرًا فليس شرعًا ، إن هذا الشرع إلهي وضعه الله تعالى وليس شخصا ضعيف الثقافة فاتته قضية لم ينتبه لها . والله تعالى يقول "اليوم أكملت دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا".
وإذا ظن البعض أن الشرع قصر في ناحية معينة فلم يعد شرعا إذن، ويوصف بهذا العجز شرع بشرى، أما الشرع الإلهي فليس يعتريه النقص.
ووجه النابلسي كلمة لمن يردد أن الشرع ليس قابلا للتطبيق في كل وقت، مؤكدًا أنه لا داعى إذن لأن يكون هناك قرآن أو جنة ونار ،إذا كان شرع الله غير قابل للتطبيق ، فالله تعالى لا يناقض نفسه لأنه قال [ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما]، فإذا كان الشرع ليس قابلاً للتطبيق فالله تعالى ـ سبحانه ـ كلفنا مالا نطيق ، وإن من يقول ذلك لابد أن لديه خطأ في الإيمان من الأساس، فإذا كان الإيمان مهزوزا ينتج عقيدة فاسدة.
ويبدأ الاتجاه نحو سن قانون للأحوال الشخصية وآخر للطلاق والميراث، ويتم تعديل دور المرأة وإلغاء المحرم وإعادة توزيع المواريث، وأن تكون المرأة أكثر اختلاطا بالرجال، فكل شيء ناتج حينئذ من ضعف الإيمان.
مضيفًا أن هناك من يتعمد - في بعض الأحيان- مخالفة الشرع من أجل المصلحة الشخصية، فأحيانا تتضارب المصلحة مع الشرع فيؤثر ضعيف الإيمان مصلحته على تطبيق الشرع.
وأكد النابلسي أن الشريعة أصبحت هي المخرج الوحيد لأمتنا من الهموم والكوارث التي تلاحقها ، فليس هناك حل غير التصالح مع الله وتطبيق شرعه، وأعداء الأمة يوهموننا بأن الشرع غير قابل للتطبيق حتى نتساوى معهم، وحتى لا نصبح أفضل منهم. وضرب مثالاً على التردى الأخلاقى فى الغرب الذين يعيشون بعيدًا عن شرع الله تعالى فقال: لقد ارتفعت نسبة جرائم القتل في الولايات المتحدة حتى أصبحت 4.8% حيث بلغ عدد الضحايا في عام 2005م أكثر من 16.900 ضحية، مما جعل هذه النسبة تعد الأعظم منذ عام 1998م والأكبر مقارنة بالخمس عشرة سنة التي مضت. وتقول المباحث الفيدرالية إن عدد الجرائم العنيف قد وصل إلى أكثر من 1.4 مليون جريمة في أنحاء الولايات المتحدة لعام 2006، وأن أعداد السرقات زادت بنسبة 7.2 في المائة عن عام 2005، وأنه تم القيام بحوالي 14.3 مليون عملية قبض واعتقال في كل جرائم عام 2006 التي تشمل جرائم عنيفة أم جرائم سرقة ممتلكات وما شابه بدون عنف".

وعن وزر عدم تطبيق الشريعة يقول الدكتور النابلسي: "معصية كبيرة ندفع ثمنها الآن، هان أمر الله علينا فهنا على الله ، وما يحدث الآن لأمتنا هو نتيجة طبيعته لتغييب شرع الله [وما أصابكم من مصيبة فيما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير] .

وردًا على القائلين بصعوبة تطبيق الشريعة لأنها تحتاج إلى إعادة تقنين ، وسن قوانين جديدة أشار النابلسي إلى أن ديننا كالهواء نتعامل معه ببساطة بالغة، والشرع واضح، يحتاج إلى إيمان، حتى نشعر بحاجة إلى تطبيقه، ثم بعد ذلك يأتي دور سن القوانين، أو تعديل قوانيننا لتوافق الشريعة، فعظمة ديننا أنه دين فردى كما أنه دين جماعي، فإذا طبقته جماعة سادت العالم، وإذا طبقه فرد فيها وعمل بإخلاص وما ضيع وقته وطبق الشرع في حياته عامله الله معاملة خاصة ، وحاسبه وحده .
واختتم النابلسي حديثه عن الشريعة الإسلامية بقوله: تكمن عظمة الشرع فى أنه لو لم يطبقه الناس جميعا تستطيع أن تطبقه أنت، فكل واحد فينا قادر على الابتعاد عن هذا الوزر [ولا تزر وازرة وزر أخرى] فعلينا أن نطبق الشرع في أنفسنا حتى يطبق على الأرض

barak allah fek a5ee

» أحكام التصوير في الشريعة الاسلامية
» مفهوم الارادة ( الشريعة و الحياه )
» د. التويم: تطبيق التطعيم الإجباري ساعد على خفض نسبة الوفيات
» من عظماء الأمة الاسلامية
» مشاهد الدفاع عن أسرى الأمة