بين عشية وضحها تجد الام نفسها فى حيرة كيف تقنع ابنتها بالحجاب الشرعى الذى اصبحت مكلفة به وغالبا ما تجد الرد حاضرا
مازلت صغيرة على الحجاب
فكيف نربى بناتنا على حب الحجاب
هذا موضوع مهم جداً يجب علينا التركيز عليه في تربيتنا لبناتنا الحبيبات .. وخصوصاً في هذا الزمن الذي كثر فيه الداعين إلى تحرر المرأة من حجابها وحيائها وعفتها ودعوتها إلى الإختلاط والسفور .. أسأل الله أن يحفظناجمميعا به وأن يحفظ لنا بناتنا مما يراد بهم وأن يستر عليهم في الدنيا والآخرة
فرض الله الحجاب لحكم وأسرار عظيمة، وفضائل محمودة، وغايات ومصالح كبيرة، منها :
أولا : حفظ العرض : الحجاب حراسة شرعية لحفظ الأعراض، ودفع أسباب الريبة والفتنة والفساد .
ثانيا: طهارة القلوب : الحجاب داعية إلى طهارة قلوب المؤمنين والمؤمنات، وعمارتها بالتقوى، وتعظيم الحرمات . وصدق الله – سبحانه - { ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن }.
وهناك أسباب عدة تجعل كل أبوين يسعيان في تربية
بناتهما على الحجاب وهي
1 لأن الآباء والأمهات أو المربين سوف يقفون بين يدي الله - تعالى -ويسألهم عن رعبتهم
2 لأن الإسلام يأمر بتدريب الصغار على العبادة قبل التكليف بها أي قبل بلوغهم؛
3 لأننا لو أطلقنا لهن الحرية منذ الصغر في ارتداء ما يشأن تقليدًا لغيرهن من غير الملتزمات - دون توجيه فسوف يعتدن هذا، ثم يفاجأن حين يصلن لسن التكليف بمن يأمرهن بالحجاب، فتكون كالصدمة بالنسبة لهن،
4 لأنهن لو لم يحببنه ويقتنعن به منذ الصغر؛ فقد يرتدينه بالإكراه خوفًا من أولي الأمر، مما يؤدي إلى تحايلهن بعيدًا عن أعين ولي الأمر بشتى الطرق لمسخه وإخراجه عن وظيفته.
كيف ندرب بناتنا على حب الحجاب؟
من البداية ينبغي أن تحرص الأم على تعليم ابنتها الحياء لأنه أساس الحجاب،
فلا تغير الأم حفاضات طفلتها أمام أحد وتعلمها بلطف ومزاح أن تغطي عوراتها؛
وأن لا تخلع ثيابها أمام أحد، ولا تظن الأم أنها صغيرة فالطفل يدرك ولكنه لا يستطيع التعبير، وكلما بدأت معها الأم مبكرة بهذا الأمر كان أفضل.
من ثلاث إلى خمس سنوات: في هذا العمر يكون تقليد الكبار من الأمور المفضلة لدى الطفل، لذا فإن عمله طرحه صغيرة مزركشة بلون تفضله الطفلة وتختاره بنفسها؛ لترتديها؛ ومن الأفضل أن تقوم الأم بتفصيل ملابس الحجاب للدمية المفضلة لدى ابنتها، تكون ذات ألوان زاهية مزركشة تنتقيها الطفلة، وتقوم بتغييرها للدمية بنفسها.
ومن المفيد أن تشاركها الأم في اللعب بها وانتقاء غطاء الرأس المناسب الذي ترتديه الدمية، وفي تلك الأثناء تتحدث الأم إلى الدمية قائلة مثلاً 'كم هو الحجاب جميل عليك! أرجو أن تكوني معنا في الجنة إن شاء الله، لأنك تطيعي ربك وتحبي حجابك، فالجنة مليئة بالأشياء الجميلة ومنها اللعب'.. فمن خلال اللعب يمكن أن يتعلم الطفل أكثر وبشكل أيسر مما يتعلم بالتلقين أو الكلام المباشر.
من ست إلى ثماني سنوات: في هذه المرحلة مع استمرار حفظ وفهم القرآن نستكمل تعليمها الحياء؛ فنعلمها ' الاستئذان قبل الدخول على الوالدين كما جاء في سورة النور وقبل دخول أي مكان حتى ولو على إخوتها. وأن يكون صوتها خفيضًا خاصة أمام غير المحارم ولا ترفعه بالضحك أو حتى عند الغضب؛ وألا تمشي وسط الطريق؛ وإنما عن يمينه أو يساره'
من تسع سنوات إلى أحد عشر عامًا: في هذه المرحلة تنمو قدراتها على التأمل والتخيل، وتتحول إلى طاقة إيمانية مستعدة لتقبل أوامر ربها، وتنفيذها أكثر من أي مرحلة أخرى في حياتها الماضية والمستقبلية؛ فإذا وجهت الطفلة الوجهة السليمة نحو الإيمان والخير، اندفعت إليهما في تعلق وشوق.
لذا فإن دور الوالدين في هذه الفترة أن يستغلا هذا التطور الإيماني في نفسها، وأن يعملا على تقوية عقيدتها بالله التي سترى فيهما خير عون لها على تقبل ما تتعرض له من آلام الواقع، وصراعات الحياة.
ومن المهم في هذه الرحلة التي تسبق سن التكليف بالحجاب أن نحكي لهن عن نماذج للعفيفات من السلف الصالح، مثل:
عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها - التي قالت بعد وفاة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر: 'كنت أخلع ثيابي في حجرتي ولم أكن أتحرج، أقول: زوجي وأبي، فلما دفن عمر - رضي الله عنه -، كنت أشد علي ثيابي حياءً من عمر!!
فاطمة بنت الرسول - صل الله عليه وسلم - التي لم تعجبها طريقة وضع الثياب على المرأة وهي ميتة خوفًا من أن تصفها، فقالت لأسماء بنت أبي بكر: يا أسماء إني قد استقبحت ما يصنع بالنساء أن يطرح على المرأة الثوب فيصفها، فقالت أسماء: يا ابنة رسول الله ألا أريك شيئًا رأيته بالحبشة؟ فدعت بجرائد رطبة فحنتها ثم طرحت عليها ثوبًا، فقالت فاطمة: ما أحسن هذا وأجمله تعرف به المرأة من الرجل، فإذا أنا مت فغسليني أنت وعلي، ولا يدخل علي أحد، فلما توفيت - رضي الله عنها - غسلها علي وأسماء.ومن المحبب ان تقولى لها عن
وتتحدث معها عن
فضائل الحجاب
الحجاب طاعة لله عزَّ وجلَّ
وطاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم
أوجب الله تعالى طاعته وطاعةَ رسولِه صلى الله عليه وسلم فقال : {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا} (36) سورة الأحزاب .
الحجاب عفة
فقد جعل الله تعالى التزام الحجاب عنوان العفة , فقال تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ} (59) سورة الأحزاب ,
الحجاب طهارة
قال سبحانه : { وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ } (53) سورة الأحزاب ,
الحجاب ستر
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله تعالى حيِيٌّ سِتِّيرٌ , يحب الحياء والستر "
الحجاب تقوى
قال الله تعالى : {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ } (26) سورة الأعراف
الحجاب إيمان
والله سبحانه وتعالى لم يخاطب بالحجاب إلا المؤمنات , فقد قال سبحانه : {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ } (31) سورة النــور ,
الحجاب حياء
وقد قال صلى الله عليه وسلم : (( إن لكل دين خُلُقًا , وخُلُقُ الإسلام الحياء )) . [ صحيح ]
الحجاب غَيْرَةٌ
يتاسب الحجاب أيضاً مع الغَيرة التي جُبل عليها الرجلُ السَّوِيُّ , الذي يأنف أن تمتد النظراتُ الخائنة إلى زوجته وبناته , وكم من حروب نشبت في الجاهلية والإسلام غيرةً على النساء ,
قبائح التبرج
التبرج معصية لله ورسولهِ صلى الله عليه وسلم
ومن يعص الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فإنه لا يَضُرُّ إلا نفسه , ولن يَضُرَّ الله شيئًا ,
التبرج كبيرةٌ مُهْلِكة
جائت أميمة بنت رقيقة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تباعيه عللى الإسلام , فقال : " أُبايعك على أن لا تُشركي بالله , ولا تسرقي , ولا تزني , ولا تقتلي وَلَدَكِ , ولا تأتي ببهتان تفترينه بين يديك ورجليك , ولا تَنُوحي ولا تتبرجي تبرج الجاهلية الأولى " [صحيح] , فقرن التبرج بأكبر الكبائر المهلكة.
التبرج يجلب اللعن
والطرد من رحمة الله
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " سيكون في آخر أمتي نساءٌ كاسيات عاريات , على رؤوسهن كأسْنِمَةِ البُخْت , العنوهن , فإنهن ملعونات " [صحيح] , والبُخْتُ: نوع من الإبل.
التبرج من صفات أهل النار
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " صنفان من أهل النارلم أَرَهُمَا : قوم معهم سِياطٌ كأذناب البقر يضربون بها الناس , ونساء كاسيات عاريات , مُمِيلاتٌ مائلات , رؤوسهن كأسنمة البُخْتِ المائلة , لا يدخلن الجنة , ولا يجدن ريحها , وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا " .[ مسلم ]
التبرج نفاق
فقد قال صلى الله عليه وسلم : " خير نسائكم الودود , الولد , المواتية , المواسية , إذا اتقين الله , وشر نسائكم المتبرجات المتخيِّلات , وهن المنافقات , لا يدخلن الجنةَ منهن إلا مثلُ الغراب الأعصم " [صحيح] ,
التبرج تهتك وفضيحة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أَيُّما امرأةٍ وضعت ثيابها في غير بيت زوجها , فقد هتكت سِتْرَ ما بينها وبين الله عز وجل ". [صحيح] .
التبرج فاحشة
فإن المرأة عورة , وكشف العورة فاحشة ومقت , قال تعالى: {وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}
التبرج باب شر مستطير
وذلك لأن من يتأمل نصوص الشرع , وعِبَرَ التاريخ يتيقن مفاسد التبرج وأضراره على الدين والدنيا , ولا سيما إذا انضم إليه الاختلاط المستهتر.
مرحلة الثانية عشرة حتى السادسة عشرة: في هذه المرحلة تكون ابنتك قد بلغت سن التكليف أو قد لا تكون، فإذا بلغته فعليك أن تخبريها بلطف أن موعد إقامة حفل حجابها قد حان، فإن استجابت عن طيب خاطر، فبها ونعم.
[center]